شنّ الجيش الإسرائيلي حملة مداهمات واسعة في الضفة الغربية المحتلة، أمس، اعتقل خلالها 25 فلسطينياً على الأقل، واستهدفت الحملة عدداً من الأسرى المحررين، وشملت رام الله وبيت لحم والخليل وجنين، وتضمنت اقتحام منازل سكنية وتفتيشها.
وهدم الجيش الإسرائيلي منزلاً في نابلس في شمال الضفة الغربية، وقال الجيش في بيان، إن قواته «هدمت منزل الفلسطيني عبدالفتاح خروشة، الذي قتل بالرصاص في 26 فبراير الماضي الأخوين الإسرائيليين هليل وإيغال يانيف في قرية حوارة».
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن الجنود دخلوا ليلاً إلى نابلس، وخرجوا فجراً بعدما فجروا المنزل، وقال شهود عيان لوكالة «فرانس برس»، إن مواجهات وقعت بين الجنود وفلسطينيين خلال هذا التوغل.
وأوضح أحد مسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني لوكالة فرانس برس، أن ستة أشخاص أصيبوا بجروح في هذه الصدامات، أحدهم بالرصاص الحي. وبعد هدم منزلها، بدأت عائلة خروشة بالبحث عن مكان للعيش فيه.
وتتكوّن العائلة من ستة أفراد، أم وابنتان وثلاثة أبناء، ولكن الأبناء اعتقلهم الجيش الإسرائيلي عقب مقتل أبيهم، وتراوح أعمارهم بين 21 و27 عاماً. ويشهد شمال الضفة الغربية المحتلة منذ أشهر، خصوصاً مدينتي نابلس وجنين، اللتين تعتبران معقلاً للفصائل الفلسطينية، مواجهات متكررة بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، وأسفرت المواجهات منذ بدء العام الجاري عن مقتل ما لا يقل عن 212 فلسطينياً، و28 إسرائيلياً، وأوكرانية وإيطالي، وفقاً لتعداد لوكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية من الجانبين.
سياسياً، حض عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني، المجتمع الدولي، خلال لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، على توفير الحماية للفلسطينيين، وتكاتف الجهود لإحياء مفاوضات سلام جادة وفاعلة مع إسرائيل.
ووفقاً لبيان صادر عن الديوان الملكي، التقى العاهل الأردني الرئيس الفلسطيني في قصر الحسينية في عمان، وبحث معه عملية السلام، وأكد أهمية توفير المجتمع الدولي الحماية للشعب الفلسطيني، وتكاتف الجهود لإيجاد أفق سياسي يعيد إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وحذر من خطورة استمرار غياب الأفق السياسي، وتداعيات ذلك على الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها، مؤكداً ضرورة وقف جميع الإجراءات الإسرائيلية الأحادية اللاشرعية.