كشفت الجهات الصحية بالدولة أن نحو 11 ألف متبرع بالأعضاء تم تسجيلهم في برنامج “حياة” ، فيما شهدت البرنامج زيادة في حالات التبرع بنسبة 41%، مقارنة بالعام 2021، وأسهم البرنامج حتى اليوم في إنقاذ حياة 500 شخص.
واستعرضت الجهات الصحية في الدولة ممثلة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، ودائرة الصحة أبوظبي وهيئة الصحة بدبي، على منصتها الوطنية الموحدة في معرض ومؤتمر الصحة العربي، خلال مؤتمر صحفي مستجدات البرنامــج الوطنــي للتبــرع وزراعــة الأعضــاء والأنســجة البشريــة “حياة”، الذي أُطلق في عام 2016 وفق مرسوم بقانون اتحادي، بهدف توحيــد الجهــود الوطنيــة وتطويرها لإنقاذ أرواح المرضى المصابين بفشل الأعضاء، وإنقاذ أسرهم من المعاناة وتحسين نوعية حياتهم، وخاصة المصابين بأمراض القلب والفشل الرئوي والتليف الكبدي والفشل الكلوي.
وتشارك الجهات الصحية في الدورة الثامنة والأربعين ضمن منصة وطنية موحدة تحت شعار “صحة الإمارات” تجسيداً للرؤى المشتركة والتكامل بين الجهات الصحية في الدولة والعمل بروح الفريق الوطني الواحد، وذلك في معرض ومؤتمر الصحة العربي، الذي ينظم في مركز دبي التجاري العالمي في الفترة بين 30 يناير و2 فبراير 2023.
ويندرج البرنامج الوطني للتبــرع وزراعــة الأعضــاء والأنســجة البشريــة في إطار توجهات الدولة لتكون نموذجاً يحتذى على المستويين الإقليمي والعالمي في مجال نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، حيث تزخر دولة الإمارات بأفضل الإمكانات والقدرات التي تسهم بنجاح البرنامج من ناحية الكوادر الطبية والمنشآت والبنية التحتية التكنولوجية، والشراكات الدولية.
وأكد الوكيل المساعد لقطاع الخدمات المساندة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع أحمد علي الدشتي حرص الجهات الصحية في الدولة على تعزيز قيم التبرع بالأعضاء في المجتمع، وذلك في إطار سعيها لإيجاد حلول مستدامة لعدد كبير من المرضى، وخصوصاً المصابين بالسرطان وأمراض القلب والفشل الرئوي والتليف الكبدي والفشل الكلوي، انطلاقاً من أن زراعة الأعضاء تؤدي إلى الشفاء التام، مشيراً إلى أن وصول عدد المتبرعين إلى نحو 11 ألف متبرع يؤكد نجاح الجهود التوعوية للجهات الصحية في الدولة في إبراز أهمية التبرع بالأعضاء، باعتباره موقفاً بطولياً يجسد معنى الإنسانية ويعطي فرصة حياة جديدة، كما يؤكد الثقافة الراسخة للتبرع بالأعضاء بين أفراد المجتمع الإماراتي.
إنقاذ حياة
وقال رئيس اللجنة الوطنية للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية الدكتور علي العبيدلي أن نسبة المشاركة في البرنامج شهدت زيادة كبيرة بمعدل 41% في عام 2022 مقارنة بعام 2021. حيث بلغ عدد المتبرعين 130 شخصاً ساهموا في إنقاذ حياة أكثر من 500 شخصاً من أطفال وبالغين وكبار سن من مختلف الجنسيات. كما وصل عدد المسجلين في البرنامج إلى أكثر من 10 آلاف من مختلف الجنسيات والثقافات والأعمار، ممن أبدوا رغبتهم بالتبرع بالأعضاء بعد الوفاة، انطلاقاً من إيمانهم بأهمية التبرع بالأعضاء بصفته عملاً إنسانياً نبيلاً.
من جهته، قال المدير التنفيذي لقطاع القوى العاملة الصحية في دائرة الصحة بأبوظبي الدكتور راشد السويدي،: “أن الدائرة أطلقت حملتها المجتمعية الداعمة للبرنامج بهدف المساهمة في الجهود المبذولة بالتعاون مع شركائنا في وزارة الصحة ووقاية المجتمع وهيئة الصحة بدبي لرفع الوعي بالتبرع بالأعضاء، وتشجيع المزيد من أفراد المجتمع على التسجيل ضمن البرنامج انطلاقاً من أهمية هذا الفعل النبيل الذي ينقذ الأرواح ويمنح الكثيرين أملاً جديداً في الحياة.”
من جانبه قال مدير إدارة حماية الصحة العامة في هيئة الصحة بدبي الدكتور رمضان البلوشي ، إن البرنامج الوطني للتبــرع وزراعــة الأعضــاء والأنســجة البشريــة، من البرامج الطموحة والواعدة، التي تعكس مستوى التقدم المذهل الذي أحرزته دولة الإمارات على صعيد منظومتها الصحية، التي تشهد تطوراً هائلاً ومتلاحقاً في جميع عناصرها ومكوناتها، من الكفاءات الطبية والخبرات التخصصية، والتقنيات والحلول الذكية، والأساليب والأدوات المهنية المبتكرة، إلى جانب بيئة الاستشفاء المميزة.
وأضاف أن كل هذه الإمكانيات -ومن دون شك- هي التي تكفل نجاح القطاع الصحي الإماراتي في عمليات زراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، وهي التي ستكفل أن يكون لدولة الإمارات بصمتها الخاصة في هذا المجال الطبي الدقيق، وخاصة مع تضافر جميع جهود الأطراف المعنية، من وزارة الصحة ووقاية المجتمع، ودائرة الصحة أبوظبي، وهيئة الصحة بدبي، والجهات الأخرى ذات العلاقة.