لم تكن المواطنة «أم محمد» على علم بأنها على موعد مع معجزة علمية وربانية، خصوصاً بعدما أنهكها مرض السرطان الذي وصل إلى مرحلته الرابعة، وأكدت أن تمسكها بالأمل وتوافر الكوادر الطبية المتمكنة في الدولة أنجاها وطفلها من بين براثن المرض الخبيث.
وتفصيلاً، قالت المواطنة «أم محمد» التي حملت ووضعت جنينها وهي تعاني السرطان في المرحلة الرابعة لـ«الإمارات اليوم»، إنها أصيبت بمرض سرطان الثدي سنة 2015، وبدأت رحلتها مع العلاج في الولايات المتحدة الأميركية، التي امتدت لمدة عام، وقررت بعدها استكمال البرنامج العلاجي في الدولة، خصوصاً أن الإمارات استثمرت في القطاع الصحي حتى أصبح بمعايير عالمية سواء من ناحية الكوادر الطبية أو الخدمات العلاجية المتوافرة.
وتابعت: «بدأت استكمال البرنامج العلاجي تحت إشراف البروفيسور حميد الشامسي، وفريقه الطبي المتميز، حيث قاموا برعاية حالتي على أكمل وجه وتسخير خبراتهم وقدراتهم العلمية في محاربة المرض على مدار سنوات، التي كان لها أكبر الأثر في استقرار حالتي الصحية بعد الله عز وجل».
وذكرت «أم محمد» أنه مع وضعها الصحي فإن فكرة الحمل كانت مستبعدة كلياً، إلا أنها بعد ظهور بعض الأعراض عليها، ذهبت للطبيب المختص للاطمئنان، وبعد الفحص والتصوير التلفزيوني تأكد الحمل، الأمر الذي نتج عنه إصابتها بالذهول والخوف الشديد، لتبدأ رحلة من القلق والخوف من المجهول خصوصاً مع مرضها.
وأضافت: «عرضت الأمر على البروفيسور حميد الشامسي، الذي طلب مني الحضور على الفور بصحبة زوجي، وتم مناقشة الوضع الصحي، والآراء العلمية التي تفضل إسقاط الجنين في هذه الحالة، إلا أنني رفضت هذه الفكرة من منطلق إيماني بالله تعالى، ويقيني بأن الله قدر هذا الأمر لخير أراده، الأمر الذي أعطاني الكثير من الأمل والطاقة الإيجابية والإصرار على الاحتفاظ بالحمل حتى آخره».
وقالت إن تجربة الحمل خلال الأشهر الثلاثة الأولى كانت الأصعب خصوصاً أنها تلقت جرعات من العلاج الكيماوي لعدم علمها بالحمل، حيث كانت الأعراض متضاربة، إلا أنه بدأت في الاستقرار تدريجياً مع الإشراف الطبي خلال الأشهر الأخيرة، وحتى وضعها الجنين بسلام.
وأكدت «أم محمد» أن تجدد شعورها بالأمومة أعطاها حياة جديدة، وأملاً كبيراً في التعافي وطاقة في مواجهة التحدي الذي فرض نفسه عليها، مشيرة إلى أن الإيمان بالله كان له أيضاَ أثر معنوي كبير.
وعن دور الفريق الطبي وجهت الشكر للبروفيسور الشامسي وفريقه المكون من استشاري طب الأجنة والتوليد ومدير مركز «كيبروس نيكولايدس» لطب وعلاج الأجنة الدكتور مانديب سينغ، وأخصائية طب الأورام في مدينة برجيل الطبية الدكتورة نادية عبدالواحد، وأخصائي الطب الباطني الدكتور أمين أبيض، على جهودهم في متابعة الحالة خلال فترة الحمل وحتى الولادة، مؤكدة أنهم لم يكونوا مجرد فريق طبي معالج وإنما عائلة احتضنتها بكل حب حتى تحقق المعجزة.
و«أم محمد» في العقد الرابع من العمر، ولديها حالياً ثلاثة أبناء، ومستمرة في البرنامج العلاجي وهي حالياً تعيش حالة صحية مستقرة هي وجنينها.
ولفتت إلى أنها لا تملك بعد هذه المعجزة الطبية إلا شكر الله تعالى على نعمة كونها إماراتية تنعم بثمار جهود القيادة التي وفرت الإمكانات الصحية كافة في الدولة لتغني عن السفر إلى أي مكان آخر بالعالم لتلقيه.
«أم محمد»:
• «قيادة الدولة وفرت الإمكانات الصحية كافة لتغني عن تلقي العلاج خارج الدولة».