أكّد وزير التربية والتعليم، الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، أن «التغيّر المناخي هو تحدٍ عالمي يهدّد كوكبنا بأسره، ومن الضروري أن تكون الاستجابة لتداعياته جماعية تسهم فيها كل الجهات ذات العلاقة لقيادة جهود التغيير الإيجابي المستدام».
وأضاف: «ندرك في الوزارة الدور الحيوي للتعليم في تغيير العقليات والسلوكيات، للحدّ من تأثيرات تغيّر المناخ، ونؤمن بقوة الشراكات وأهميتها في جعل التعليم المناخي والاستدامة في صدارة النقاشات العالمية للتصدي للتغيّر المناخي. وفخورون بتعاوننا البنّاء مع شركائنا داخل الدولة وخارجها، والذي أثمر عن نجاح (إرث من أرض زايد) في أن يؤسس لحراك عالمي يدعم دمج التعليم المناخي والاستدامة في النظم التعليمية».
ويشهد مركز التعليم الأخضر «إرث من أرض زايد»، الذي تستضيفه وزارة التربية والتعليم، ضمن فعاليات مؤتمر الأطراف «كوب 28»، تنظيم مجموعة واسعة من الجلسات الحوارية وورش العمل والأنشطة التفاعلية، التي تركز في مجملها على تعزيز حضور التعليم المناخي ضمن النظم التعليمية، وزيادة الوعي المناخي لدى فئات الأطفال والشباب والطلبة، واقتراح حلول مبتكرة تسهم في تحقيق أهداف الاستدامة، بمشاركة فاعلة من مجموعة من الشركاء الرئيسين للوزارة من القطاعين العام والخاص، ومن المنظمات غير الحكومية على المستويين المحلي والدولي، إذ تلقى المركز دعم 99 منظمة غير حكومية و36 جهة محلية.
خارطة طريق
من جهته، أشار المستشار الثقافي لصاحب السموّ رئيس الدولة الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات العربية المتحدة، زكي أنور نسيبة، إلى أن جامعة الإمارات وضعت خارطة طريق خاصة بها بشأن تغيّر المناخ، باعتبارها شريكاً في تحقيق الأهداف التي يسعى مؤتمر «كوب 28» لإنجازها. وقال: «إننا نركّز على ثلاثة عناصر ذات صلة بالجامعة: البحث والابتكار، وتعزيز الاستدامة، وترسيخ مفهومها لدى الشباب».
وأوضح أن «خارطة الطريق تتضمن 35 مبادرة لها أهداف ونتائج ملموسة يمكننا قياسها، إذ انطلقت بعض هذه المبادرات قبل (كوب 28)، وستتواصل بعد انتهاء المؤتمر».
وأضاف الدكتور نسيبة: «خارطة الطريق الخاصة بجامعة الإمارات تُكمّل وتوسّع سجل الدولة في البحث عن حلول عملية لتغيّر المناخ، مع التركيز على الطاقة المتجددة، والحدّ من النفايات، وإعادة استخدام الموارد الطبيعية. نحن نعتمد على خبرتنا في مجال التكنولوجيا الزراعية والمياه، والحلول العلمية والهندسية التي تستفيد من النظام البيئي لدولة الإمارات».
ليست قضية معزولة
من جهتها، قالت مدير عام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، سناء سهيل، حول مشاركة الهيئة في المؤتمر، إن «قضية تغيّر المناخ ليست مجرد قضية معزولة، بل تمثل جزءاً لا يتجزأ من السياق العالمي، ولطالما كانت دولة الإمارات السباقة في مبادراتها المبتكرة في هذا المجال. وللمرة الأولى وبفضل مبادرة (مركز التعليم الأخضر – إرث من أرض زايد)، التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم، تمكنا خلال مشاركتنا من تسليط الضوء على أهمية السنوات الأولى من حياة الأطفال في تحقيق الاستدامة».
وأضافت: «ندعو دوماً إلى غرس الوعي لدى جيل الأطفال، والتعرف إلى أهمية الحفاظ على البيئة والطبيعة، نظراً لما يمثله التعليم القائم على الاهتمام بالبيئة من تعزيز مفاهيم الاستدامة والمحافظة على كوكبنا. وذلك عبر دمج المعرفة والممارسات البيئية في أنظمة التعليم المبكر، ما يمكننا من إعداد الأجيال المقبلة لمواجهة التحديات البيئية الحالية والمستقبلية». وتابعت سهيل: «لمواجهة التحديات البيئية التي يشهدها العالم، أصبح من الضروري أن نوحد جهودنا جميعاً للعمل على زيادة معرفة أطفالنا بقضايا مهمة، مثل التغيّر المناخي والتلوّث وحماية الموارد الطبيعية، وبالتالي تدريبهم على التفكير النقدي، وغرس الشعور بالمسؤولية فيهم وإلهامهم بأن يكونوا أفراداً فاعلين في المجتمع».
رسالة مهمة
من جانبه، عبّر مدير مجمع كليات التقنية العليا، الدكتور فيصل العيان، عن فخره بمشاركة كليات التقنية في فعاليات مؤتمر الأطراف، الذي يُعدّ أكبر حدث عالمي يناقش تغيّر المناخ والتحديات التي يواجهها العالم في هذا المجال، للوصول إلى حلول ترسم الأفضل للأجيال المقبلة، مشيراً إلى أن الكليات تُعدّ شريكاً رئيساً مع وزارة التربية والتعليم في المشاركة بهذا الحدث، من خلال مركز التعليم الأخضر، إذ يقدم المركز رسالة مهمة في المؤتمر مفادها التأكيد على دور التعليم في معالجة قضايا المناخ، إضافة إلى التأكيد على أن الاستدامة ليست جديدة على دولة الإمارات، فهي نهج وقناعة راسخة في رؤية القيادة منذ التأسيس.
وأضاف الدكتور العيان: «تتميز مشاركة جناح كليات التقنية بحضور الشباب، من خلال عرض مشروعات طلابية تقدم أفكاراً وحلولاً تعزز الاستدامة والاستخدام الأمثل للطاقة النظيفة، كذلك تعرض مشروعات لشركات ناشئة تقدم خدمات أو منتجات ذات علاقة بالاستدامة، والتي أسسها شباب الكليات من خلال برنامج تطوير الشركات الناشئة، كما يشارك طلبتنا في ورش عمل متعددة يتحدثون خلالها كسفراء للاستدامة».
10000 زائر
حظي مركز التعليم الأخضر، «إرث من أرض زايد»، بإقبال لافت من زوّار وضيوف مؤتمر «كوب 28»، إذ تجاوز عدد زوّار المركز في أيامه الخمسة الأولى حاجز 10 آلاف زائر.