أكد الخبير العالمي في مجال التصميم المعماري المستوحى من الطبيعة، المهندس مايكل باولين، أن التكنولوجيا الحديثة لم تعد قادرة وحدها على إنقاذ البشرية من مخاطر تسابقها نحو الانقراض نتيجة لتأثيرات التغير المناخي، لافتاً إلى أن المناداة بتقليل استهلاك الطاقة والحد من النفايات والمخلفات لن يقدم للبشرية ما تحتاج إليه، ولكن الحل يكمن في «المرحلة التكاملية، وهي المرحلة التي تنظر إلى الوراء على جميع المراحل السابقة وتستقي الأفضل منها».
ودعا باولين، في محاضرة بعنوان «حلول مستوحاة من الطبيعة لمستقبل مستدام» ألقاها أول من أمس، في مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بحضور سمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، البشرية إلى ضرورة العودة لبعض أفكار وإبداعات العصور القديمة، والتي كانت تُستمد أساساً من الطبيعة المحيطة، وإصلاح الأضرار التي تسبب فيها البشر لهذه الطبيعة، والتي أدّت لانقراض ثلثي الكتلة البيولوجية الحيوانية البرية خلال 60 عاماً، قطع خلالها البشر ثلثي الطريق لأن يصبحوا نوعاً عقيماً من الكائنات، ويتسابقون نحو الانقراض.
وتناول الحاجة إلى السعي نحو مستوى جديد في مجال الاستدامة، وصياغة مستقبل إيجابي حقيقي من خلال الاستلهام من الطبيعة، ووجّه دعوة ملهمة للعمل بشكل جماعي لإحداث تأثير إيجابي ملموس في مجال الاستدامة من أجل البشرية والأوطان وكوكب الأرض.
وتحدثت المحاضرة، عن مفهوم «التقليد الحيوي» وهو فلسفة معمارية معاصرة تبحث عن حلول للاستدامة في الطبيعة، ليس من خلال تكرار الأشكال الطبيعية، ولكن من خلال فهم القواعد التي تحكم تلك الأشكال، حيث أوضح المحاضر أن الاستدامة بمفهومها التقليدي أصبحت لا تستطيع إنقاذ البشرية من المخاطر البيئية التي يخلفها التغير المناخي، ومن ثم لابد من التوجّه نحو ما يسمى بـ«المستوى الثاني للاستدامة».
وقال باولين، خلال المحاضرة، التي أدارها رئيس الشراكات الدبلوماسية في مكتب المبعوث الخاص للتغيُّر المناخي لدولة الإمارات، سعود النوري: «الانتقال لهذا المستوى من الاستدامة يعني أن التكنولوجيا الحديثة لم تعد قادرة وحدها على إنقاذ البشرية، وأن الحل في الاستدامة الطبيعية، التي لا تعتمد على تقليل الاستخدام البشري للطاقة وتقليل إنتاج النفايات والمخلفات فحسب، بل تُلزم البشرية بإعادة التفكير في الطبيعة وعدم تعامل الاقتصادات مع الطبيعة باعتبارها عنصراً منفصلاً، والأهم من ذلك السعي الدؤوب لإصلاح الأضرار التي تسبب فيها البشر لهذه الطبيعة، والتي أدّت لانقراض ثلثي الكتلة البيولوجية الحيوانية البرية خلال 60 عاماً، بل وقطعنا ثلثي الطريق لأن نصبح نوعاً عقيماً من الكائنات، ومن هذا المنظور، سيكون من السهل استنتاج أن البشر يتسابقون نحو الانقراض».
وأضاف: «لا أعتقد أن انقراض البشرية بات أمراً حتمياً، ولكن إذا ما واصلنا المضي في الاتجاه الذي نسير فيه، فإننا نسير نحو مأزق كبير، وقد يحاول بعض الناس إقناعكم أن التكنولوجيا لديها كل الحلول، لكن في الحقيقة أنا لا أعتقد أن ذلك هو الحال، فالتكنولوجيا قد يكون لديها الكثير من الأجوبة، لكنها وحدها لن تنقذنا، ولذلك أرى أننا بحاجة فعلياً إلى الانتقال إلى المستوى التالي من تطورنا البشري، وهو مستوى نعتمد فيه على البدء في بناء مبانٍ تكون ذات صافي كربون إيجابي، أي يمكنها أن تسحب من الجو مقدار كربون أكبر مما ينبعث منها، وتولد طاقة نظيفة أكثر مما تستخدم، وتنقّي الهواء وتجمع الماء وتخلق موائل للحياة البرية، هذا ما يعنيه تخطي محاولة التقليل من ضررنا، والانتقال إلى عالم يتسم بتأثير ذي صافٍ إيجابي»، داعياً البشرية إلى ضرورة العودة لبعض أفكار وإبداعات العصور القديمة، والتي كانت تُستمد أساساً من الطبيعة المحيطة.
• مايكل باولين دعا البشرية إلى العودة لإبداعات العصور القديمة الطبيعية.