أكّد رؤساء تنفيذيون وخبراء أعمال أنّ بناء الاستراتيجيات طويلة الأمد، وتوظيف المنصات الرقميّة الحديثة، والقدرة على المرونة والتكيّف مع الأزمات والمتغيّرات، تعتبر أهمّ عوامل نجاح رائد الأعمال وضمان انتقاله للمرحلة التالية من الإنجاز والتميّز.
جاء ذلك خلال جلسة نقاشيّة بعنوان “أوقات صعبة، قادة أقوياء: مبادئ القيادة في الظروف الصعبة”، ضمن فعاليات “مهرجان الشارقة لريادة الأعمال 2024” الذي ينظمه مركز الشارقة لريادة الأعمال “شراع” تحت شعار “معاً، نرسم المستقبل” في مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، على مدى يومي 3 و 4 فبراير.
واستضافت الجلسة كلّاً من أحمد الخشيبي الرئيس التنفيذي لشركة “أرادَ” للتطوير العقاري، وعادل علي، الرئيس التنفيذي لمجموعة العربية للطيران، والدكتورة عائشة بن بشر، خبيرة التحول الرقمي العالمي، وأحمد أبو عيدة، الرئيس التنفيذي لـ”بنك الاستثمار”. فيما أدار الجلسة عادل الفلاسي، رئيس “أوليفر وايمان” في دولة الإمارات العربية المتحدة.
تأهيل الفريق
وأكد عادل علي إلى أنّه على رائد الأعمال أن يضع دائماً أسوء الاحتمالات قبل البدء، حتى يوظّف نفسه للاستعداد للتعامل مع كافة السيناريوهات، وفي حال لم تحدث فحينها يمكن الاحتفال بذلك.
وقال: “من تجربتنا في قطاع الطيران وتحديداً في أوقات الأزمات والطوارئ؛ نضع الاحتمالات الأكثر سوءاً في الاعتبار حتى نعمل بجدّ على تدريب وتأهيل الفريق للتعامل مع هكذا احتمالات. نعيش اليوم في عالم متغير وصعب للغاية، وهنا تبرز أهميّة الاستراتيجيات والرؤية المثالية للمؤسسة، التي تُميّز مدى جاهزيّتها من عدمه، ومن ضمن هذه الاستراتيجيات استعداد فرق العمل للتعامل مع مختلف التحديات”.
من جانبها قالت الدكتورة عائشة بن بشر: “يحتاج رائد الأعمال وفريق عمله إلى التحلّي بالمرونة للتعامل مع التطورات وفي مقدمتها الحلول الرقميّة والمنصات القائمة على الذكاء الاصطناعي والميتافيرس والسحابة وغيرها، لأنّ ذلك يضعك في المكان الأكثر ملاءمة لتحقيق النجاح والوصول. أضف إلى ذلك أن يتمتع رائد الأعمال ذاته بالمرونة لتبنّي الاعتماد على البيانات التي تعتبر اليوم ثروة هائلة بمتناول اليد، فلا بدّ من التعلّم والسعي نحو الابتكار بالاعتماد على هذه البيانات التي تمثّل محرّك النمو في عالم اليوم، وبدونها لا يمكن فهم العميل أو توفير الخدمات الاستباقيّة المناسبة”.
أثر الاستجابة
وقال أحمد أبو عيدة، الرئيس التنفيذي لـ”بنك الاستثمار”: “يعد عنصر المفاجأة أحد أهمّ العناصر التي يجب على رائد الأعمال إدراك آلية التعامل معها في وسط حالة عدم اليقين التي ربما تسود السوق في بعض الأوقات، وذلك يكون بالتأكيد من خلال الإعداد والجاهزيّة والعمل كفريق متكامل لتعزيز أثر الاستجابة لأي مفاجآت قد تظهر”. واختتم أبو عيدة حديثه بتوجيه نصيحة لرواد الأعمال مفادها الابتعاد عن الديون، ، وعند توفير التمويل المطلوب فلا بدّ من الحذر عند التخطيط المالي وعدم إهدار النقود بطرق غير مدروسة.
بدوره تحدّث أحمد الخشيبي حول الاستراتيجيات طويلة الأمد، وأثرها في تحقيق استدامة رائد الأعمال، مشيراً إلى أنّ هذه الأهمية تظهر فقط في أوقات الأزمات لتجسّد مدى استعداد الشركة لمواجهتها وأضاف: “نتبنى في شركة أراد للتطوير العقاري نهج الحفاظ على التأثير والفاعليّة والموازنة بينهما للخروج بمشاريع كانت بدايتها مجرّد فكرة صغيرة، والفضل بذلك يعود للاستراتيجيّة طويلة الأمد التي تركّز على التنويع في سوق العقارات”.
ريادة الأعمال
من جهة أخرى شهدت فعاليات اليوم الأول من مهرجان الشارقة لريادة الأعمال جلسة تفاعليّة بعنوان “حديث الروّاد: حوار مع أساطير ريادة الأعمال”، استضافت كلّاً من مايكل لحياني، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة “بروبرتي فايندر”، وربيع عطايا، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “بيت.كوم”، وأمبرين موسى، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة “سوق المال”، وأدارها ماثيو لويس، المدير العام لشركة “راسل رينولدز أسوشييتس” للاستشارات الإدارية.
وسلّط المشاركون الضوء على وقائع ريادة الأعمال، والتحديات التي واجهتهم، والفرص التي في انتظارهم، إلى جانب استعراض رؤاهم ووجهات نظرهم حول كيفية تغير مشهد ريادة الأعمال على مر السنين، مقدّمين للحضور نصائح قيّمة لمؤسسي شركات يومنا الحاضر.