حدد الخبير الاقتصادي والاستثماري، محمد المهري، خمس نصائح أساسية للتكيف مع انخفاض الراتب بعد التقاعد، وتجنب حدوث أزمات، مؤكداً أن استخدام المتقاعد لأمواله في أي نوع من أنواع الاستثمار يعد مخاطرة كبيرة، كون دخله لا يتحمل الخسائر المحتملة من أي نشاط استثماري، إلا إذا كان لديه خبرة كبيرة، مشيراً إلى أن من الأفضل توظيف قدراته وخبراته للحصول على دخل إضافي.
وأوضح لـ«الإمارات اليوم»، أن الاستعداد لمرحلة التقاعد يجب أن يبدأ قبلها بفترة عام إلى عامين، بمعنى أن يتعود الموظف الذي لديه علم أو نية للتقاعد، على نمط إنفاقي واستهلاكي مختلف، يخفض فيه المبلغ المخصص شهرياً بشكل تدريجي، بما يسمح له بممارسة تجربة واقعية حياتية لمرحلة التقاعد، قبل حدوثها، وبما يعوده على النمط الجديد بلا مفاجآت.
5 نصائح
وتابع المهري، أن هناك خمس طرق أو نصائح تساعد على ذلك، وهي:
1- الاستعداد النفسي لفترة التقاعد، وإعادة ترتيب العلاقات، وتأهيل الذات للتخلي عن نمط الصرف الذي يتميز بالبذخ، والتركيز على الاعتدال في بنود الإنفاق الشهرية.
2- ممارسة دور وحياة المتقاعد قبلها بسنة أو اثنتين، بأن يتأقلم مع قيمة دخله المتوقع بعد التقاعد، ويخفض تدريجياً من تلقاء نفسه وتيرة الإنفاق. فعلى سبيل المثال، إذا كان ينفق راتباً قبل التقاعد بقيمة 30 ألف درهم، عليه أن يبدأ بخفض تدريجي للإنفاق قبلها بفترة بواقع 3000 درهم أقل كل شهر، حتى يصل إلى المبلغ المتوقع إنفاقه من راتب التقاعد.
3- وضع خطة شاملة لحياته المالية بعد التقاعد، بزيادة الادخار منذ وقت مبكر، واستحداث عادات إيجابية في طريقة الصرف، بالتعاون مع كل أفراد أسرته.
4- التعامل مع مرحلة التقاعد على أنها فرصة لتحقيق الأهداف والأحلام المؤجلة، ما يستلزم البحث عن المحيط المناسب لتحقيق أهدافه المستقبلية، وكذلك بناء عقلية استثمارية قبل التقاعد بفترة من ثلاث إلى خمس سنوات، بأن يدرس ويتعلم ويفهم طبيعة العمل الخاص عموماً وما يعتزم الدخول فيه على وجه الخصوص.
5- الاستثمار في المجالات التي يجيدها، ولديه خبرة فيها، والابتعاد عن المغامرة أو الدخول في مجالات تستنزف أمواله أو تسبب له الخسارة.
مرحلة التقاعد
وأكد المهري أن «هناك تجارب كثيرة نجحت في تحويل مرحلة التقاعد إلى فرصة جديدة وحياة أفضل، لأنها تفكر بإيجابية وواقعية، وأخرى واجهت مشكلات كبيرة، والقرار في النهاية للشخص نفسه، ولاختياره الطريقة التي يفكر ويتعامل بها». وبيّن أن «هذه النصائح تصلح للرجال والنساء على حد سواء، فالجميع يأمل عيش حياة كريمة ومريحة خلال مرحلة التقاعد، لذا يجب أن يتم التخطيط مبكراً لهذه المرحلة العمرية المهمة».مخاطرة كبيرة
وقال المهري: «يجب على المتقاعد الابتعاد عن الاستثمار المالي تماماً، لما يسببه من خسارة كبيرة، إلا إذا كان الشخص نفسه لديه خبرة ودراية كافية بطبيعة هذا النوع من الاستثمار، حتى لا يخسر كل أمواله في وقت تكون فرصة تعويضها صعبة»، مشيراً إلى أن الأفضل لمن ليس لديه خبرة، أن يستثمر في العقار، بشرط أن يملكه مكتملاً، وتكون له حرية التصرف فيه، لافتاً إلى أن عقلية التاجر أو المستثمر تحتاج سنوات طويلة للإعداد، فإذا كان المتقاعد لديه خبرات كافية، يمكن أن يكمل فيها، وما عدا ذلك، يعد مغامرة غير محسوبة العواقب.
هوايات مربحة
وأضاف أن أكثر الأعمال التي تحقق نجاحاً بعد التقاعد، تلك التي ترتبط بالهوايات المحببة للشخص، مثل إنشاء عمل خاص رياضي لمحبي الرياضة، أو نشاط يرتبط بصيد الأسماك لمحب الصيد أو غيرها، منوهاً بأن الدراسات تشير إلى أن النسبة الأكبر من المتقاعدين تميل إلى عمل الأشياء التي يحبونها، لذا من الجيد توظيف هذه الهوايات للحصول منها على دخل مالي.
فرص للسيدات
نصح الخبير الاقتصادي والاستثماري، محمد المهري، السيدات في مرحلة التقاعد بالتركيز على الأعمال التي تناسب متطلبات النساء، والعمل من البيت لتقليل التكاليف، بجانب التوجه للذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وصناعة المحتوى المناسب لهن، بجانب البحث عن عمل عن بعد للشركات التي تطلبه، سواء داخل الإمارات أو خارجها، طالما توافرت لديهن الخبرة.
أكثر الأعمال التي تحقق نجاحاً بعد التقاعد ترتبط بالهوايات المحببة للشخص مثل عمل رياضي لمحبي الرياضة أو يرتبط بصيد الأسماك لمحبي الصيد.