استقبل رئيس جمهورية كوريا الصديقة، يون سوك يول، أمس، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يقوم بزيارة دولة إلى كوريا.
وجرت لسموه مراسم استقبال رسمية ـ لدى وصوله مكتب الرئاسة في سيؤول ـ حيث قدمت طائرات كورية استعراضات ترحيبية، فيما أطلقت المدفعية 21 طلقة، واصطفت ثلة من حرس الشرف تحية لسموه، وعزف السلام الوطني لكل من دولة الإمارات وكوريا.
وقدمت مجموعات من الأطفال أغنية إماراتية باللهجة المحلية، بينما لوّح آخرون بأعلام البلدين مرددين عبارات ترحيبية بسموه.
كما حظيت زيارة سموه باحتفاء شعبي، حيث تزينت شوارع العاصمة سيؤول بأعلام دولة الإمارات، وأضاءت معالمها بألوان علم الدولة.
وصافح سموه مستقبليه من الوزراء وكبار المسؤولين الكوريين، بحضور السيدة الأولى كيم كيون هي، حرم الرئيس الكوري.
وبحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ورئيس جمهورية كوريا الصديقة، يون سوك يول، أمس، تطور مسارات التعاون والعمل المشترك على مختلف الصعد، وذلك في إطار الشراكة الاستراتيجية الخاصة التي تجمع البلدين، وفرص تنميتها وتنويع آفاقها بما يخدم مصالحهما المتبادلة، إضافة إلى مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين.
جاء ذلك خلال جلسة المحادثات الرسمية التي عقدها الجانبان في المكتب الرئاسي في سيؤول، بحضور وفدي البلدين في إطار زيارة دولة يقوم بها سموه إلى كوريا.
ورحب الرئيس الكوري في بداية الجلسة بصاحب السمو رئيس الدولة، معرباً عن ثقته بأن زيارة سموه ستسهم في تعزيز العلاقات الإماراتية – الكورية في جميع الجوانب، بما يخدم رؤية البلدين وتوجههما نحو تحقيق الازدهار المستدام لشعبيهما.
وأقام سوك يول، مأدبة غداء تكريماً لصاحب السمو رئيس الدولة والوفد المرافق.
واستعرض الجانبان خلال الجلسة مختلف أوجه التعاون، خاصة في مجالات الاقتصاد والاستثمار، والطاقة التقليدية والنظيفة، والطاقة النووية السلمية، والدفاع وتكنولوجيا الدفاع، إضافةً إلى مجالات أخرى ذات اهتمام مشترك، شملت العلوم والتكنولوجيا والاستدامة والثقافة، إضافة إلى الفرص الطموحة لتطوير هذا التعاون بما يحقق مصالح البلدين وشعبيهما الصديقين، ويلبي متطلبات التنمية خلال المرحلة الراهنة والمستقبلية.
كما بحث سموه والرئيس الكوري عدداً من القضايا والموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر بشأنها، وفي مقدمتها أهمية دعم المساعي الإقليمية والدولية لإرساء السلام والاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد الجانبان – خلال المحادثات – حرص البلدين على تنويع مجالات التعاون، في ظل وجود الرؤية المشتركة لقيادتيهما، إضافة إلى توافر مقومات التعاون وفرصه العديدة والطموحة.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إن دولة الإمارات وكوريا تجمعهما علاقات استراتيجية تستند إلى الثقة والاحترام المتبادل، والعمل من أجل السلام والازدهار في البلدين والعالم أجمع، كما أن لدينا شراكة ناجحة منذ عام 2009، وتتمثل في أحد أهم المشاريع الاستراتيجية للتنمية في الإمارات، وهو محطات براكة للطاقة النووية السلمية، فيما تُعَدّ كوريا أحد أهم الشركاء التجاريين للإمارات على المستويين الإقليمي والعالمي، مشيراً سموه إلى أن النجاحات التي تحققت في مسار العلاقات الإماراتية – الكورية خلال السنوات الماضية، تجعلها نموذجاً متميزاً للعلاقات الإيجابية بين الدول الصديقة.
وأعرب سموه عن تطلعه إلى مواصلة العمل معاً لتحقيق الرؤية المشتركة للتنمية المستدامة لمصلحة شعبي البلدين، في ظل الحرص المتبادل على تعزيز علاقاتهما في مختلف المجالات.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إن الاتفاقيات التي وقّعها البلدان خلال الزيارة، تغطي مجالات متنوعة، مثل الطاقة وتغير المناخ والبنية التحتية والتجارة والتكنولوجيا والصناعة وغيرها، وتجسد نهج دولة الإمارات الثابت في بناء الشراكات التنموية مع الدول التي تشاركها رؤيتها لتحقيق التنمية والازدهار للجميع.
اتفاقية الشراكة الشاملة
إلى ذلك، شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ورئيس جمهورية كوريا، يون سوك يول، أمس، مراسم توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين، والتي تدشن مرحلة جديدة من الشراكة الاقتصادية والنمو المشترك، وذلك في إطار زيارة دولة يقوم بها سموه إلى جمهورية كوريا.
وقّع الاتفاقية خلال مراسم جرت في المكتب الرئاسي في سيؤول، وزير دولة للتجارة الخارجية، الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، ووزير الصناعة والتجارة والطاقة في جمهورية كوريا، دوكغون آهن.
ورحب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بتوقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع جمهورية كوريا، مشيراً إلى أنها تمثل محطة مهمة جديدة في مسيرة العلاقات الثنائية دائمة التطور بين الدولتين.
وأكد سموه، أن دولة الإمارات وجمهورية كوريا تتشاركان في رؤيتهما للتقدم والابتكار والتنمية المستدامة، وهذه الاتفاقية التاريخية تعبر عن الالتزام المشترك بتحفيز التجارة والاستثمار والابتكار.
وتمثل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا أحد منجزات برنامج التجارة الخارجية الذي تنفذه دولة الإمارات، والهادف إلى الإسهام في زيادة قيمة التجارة الخارجية غير النفطية إلى ما يفوق أربعة تريليونات درهم بحلول عام 2031، عن طريق إزالة أو تخفيض الرسوم الجمركية، وتحسين وصول المصدرين إلى الأسواق، وإزالة الحواجز أمام التجارة، وتأسيس منصة للتعاون مع القطاع الخاص.
ووفق الاتفاقية، سيستفيد المستثمرون والشركات من الجانبين من إلغاء أغلب الرسوم الجمركية، وإزالة الحواجز أمام التجارة في أهم القطاعات، بما يشمل الطاقة والموارد والرعاية الصحية والصناعات المتقدمة والمزارع الذكية والاقتصاد البيولوجي، بجانب تعزيز الوصول إلى الأسواق في المناطق سريعة النمو في الشرق الأوسط وآسيا.
كما وقع الجانبان اتفاقية إطارية للتعاون في مجال تغير المناخ بين حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وحكومة جمهورية كوريا.. وقعها وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، ووزير الخارجية الكوري، جو تاي يول.
كما شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ويون سوك يول، أمس، مراسم إعلان وتبادل وتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم تهدف إلى تنمية التعاون وتوسيع آفاق الشراكة الاستراتيجية الخاصة التي تجمع البلدين.
وقع الاتفاقيات والمذكرات وتبادلها من جانب دولة الإمارات، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، ووزير الطاقة والبنية التحتية، سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، ورئيس جهاز الشؤون التنفيذية عضو المجلس التنفيذي الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة، خلدون خليفة المبارك، ووزير دولة للتجارة الخارجية، الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، والعضو المنتدب الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، محمد إبراهيم الحمادي، وسفير الدولة لدى جمهورية كوريا، عبدالله سيف النعيمي، ومدير عام الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، كريستر فيكتورسن. فيما وقعها من الجانب الكوري المسؤولون المعنيون. وشملت الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الآتي:
• مذكرة للتعاون في تطوير البنية التحتية للطاقة في «دول ثالثة».
• مذكرة تفاهم بين وزارة الاقتصاد في الدولة ووزارة المشاريع الصغيرة والشركات الناشئة في كوريا.
• خطابات نوايا لبناء 10 ناقلات للغاز الطبيعي المُسال بقيمة إجمالية تبلغ 9.4 مليارات درهم بين كل من «أدنوك للإمداد والخدمات» وشركة سامسونغ للصناعات الثقيلة و«هانوا أوشن».
• مذكرة تفاهم إطارية للتعاون الاستثماري.
• مذكرة تفاهم بشأن الاستثمار المشترك لمحطات الطاقة النووية في «البلدان الثالثة».
• مذكرة تفاهم بشأن تعزيز القدرات في مجال الملكية الفكرية بين وزارة الاقتصاد والمكتب الكوري للملكية الفكرية.
• مذكرة تفاهم بشأن التعاون المشترك في إفريقيا بين وزارتي الخارجية في دولة الإمارات وجمهورية كوريا.
• مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال النقل البحري بين وزارة الطاقة والبنية التحتية ووزارة المحيطات والثروة السمكية في جمهورية كوريا.
• مذكر تفاهم بشأن التعاون في المجالات الثقافية.
• مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة ووزارة التجارة والصناعة والطاقة في كوريا بشأن التقاط وتخزين الكربون.
• مذكرة تفاهم بين أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية والأكاديمية الدبلوماسية الوطنية الكورية.
• إعلان اتفاقية تعاون استراتيجي جرى توقيعها في وقت سابق بين شركة أدنوك مع ائتلاف من الشركات الكورية، يضم مؤسسة النفط الوطنية الكورية، وشركة «جي إس إنرجي»، وشركة «بوسكو القابضة» وشركة «سامسونغ» الهندسية.
• توقيع مذكرة تفاهم بين «أدنوك» وشركة «هيوسونغ» لاستكشاف فرص التعاون على امتداد سلسلة القيمة لغاز البترول المسال، بما يشمل الخدمات اللوجستية والتوريد.
• «الترتيب التنفيذي» بين الهيئة الاتحادية للطاقة النووية في الإمارات العربية المتحدة والمعهد الكوري للسلامة النووية في جمهورية كوريا، لتبادل المعلومات التقنية والتعاون في مسائل السلامة النووية والحماية من الإشعاع.
• مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجالات تطوير إدارة الطيف الراديوي.
• مذكرة تفاهم بشأن مشروع المخزون الاستراتيجي للنفط بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا.
لقاء الرئيس الكوري السابق
والتقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أمس، رئيس جمهورية كوريا السابق، لي ميونغ باك، وذلك خلال زيارة دولة يقوم بها سموه إلى كوريا.
وتبادل سموه والرئيس الكوري السابق خلال اللقاء الأحاديث الودية، معرباً سموه عن سعادته برؤية ميونغ باك، متمنياً له دوام الصحة والعمر المديد.
واستذكر الجانبان زياراتهما السابقة على مدى سنوات، سواء إلى جمهورية كوريا أو إلى دولة الإمارات، والعمل معاً على بناء جسور قوية للتعاون بين البلدين، مشيرين إلى ما أثمر عنه هذا التعاون من تطور نوعي كبير في العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وكوريا، والتي ارتقت إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية» وتجسدت في أحد أهم مشاريع التعاون بين البلدين، وهو «المشروع النووي السلمي» الذي بدأ خلال رئاسة لي ميونغ باك.
وقال سموه، إن «العلاقات الإماراتية – الكورية تشهد أقوى مراحل ازدهارها، ودوركم رئيس فيما حققته، وهذا ما سنظل نذكره دائماً».
من جانبه، أعرب الرئيس السابق عن بالغ سعادته بلقاء صاحب السمو رئيس الدولة، واعتزازه بالعمل معه خلال المرحلة السابقة على تعزيز علاقات البلدين وازدهارها على جميع المستويات.
لقاء ختام الزيارة
والتقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أمس، رئيس جمهورية كوريا الصديقة، يون سوك يول، والسيدة الأولى كيم كيون هي، ترافقه سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة لشؤون المشاريع الوطنية، وذلك في ختام زيارة الدولة التي قام بها سموه إلى كوريا.
وتبادل سموه والرئيس الكوري، خلال اللقاء، الأحاديث الودية التي تعبر عن عمق علاقات البلدين، معبرين عن ارتياحهما للنتائج المهمة التي خرجت بها الزيارة فيما يتعلق بمستقبل العلاقات الثنائية.
وعبر صاحب السمو رئيس الدولة عن شكره للرئيس الكوري على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة اللذين حظي بهما سموه والوفد المرافق خلال الزيارة، متمنياً لجمهورية كوريا وشعبها الصديق المزيد من النماء والازدهار.
كلمة في سجل الزوار
وكتب صاحب السمو رئيس الدولة كلمة في سجل الزوار، أعرب خلالها عن سعادته بزيارة جمهورية كوريا الصديقة، التي ترتبط مع الإمارات بأوثق العلاقات الاستراتيجية، مضيفاً أنهما نموذجان تنمويان طموحان وملهمان، وبفضل الإرادة المشتركة، فإن علاقات البلدين تسير بقوة نحو مزيد من التطور والنماء لمصلحة شعبيهما.
وشكر سموه الرئيس يون سوك يول والشعب الكوري على حفاوة الترحيب التي لمسها الوفد منذ وصوله إلى الأراضي الكورية، متمنياً لجمهورية كوريا مزيداً من التقدم والازدهار.
مغادرة
وغادر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أمس، سيؤول في ختام زيارة دولة قام بها إلى جمهورية كوريا الصديقة استغرقت يومين.
ورافق صاحب السمو رئيس الدولة خلال الزيارة وفد ضم كلاً من: سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، والأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، علي بن حماد الشامسي، ووزير الطاقة والبنية التحتية، سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، ووزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، ووزير الاستثمار محمد حسن السويدي، ووزير دولة للتجارة الخارجية، الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، ورئيس المكتب الوطني للإعلام الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد، ورئيس جهاز الشؤون التنفيذية عضو المجلس التنفيذي، خلدون خليفة المبارك، ورئيس دائرة المالية في أبوظبي جاسم محمد بوعتابة، ورئيس دائرة البلديات والنقل عضو المجلس التنفيذي، محمد علي محمد الشرفاء الحمادي، ومستشار رئيس الدولة لشؤون الأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة، فيصل البناي، ومدير مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة، اللواء الركن مسلم الراشدي، والعضو المنتدب الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، محمد إبراهيم الحمادي، والأمين العام لمجلس التوازن طارق الحوسني، والرئيس التنفيذي لمجلس التوازن معمر أبوشهاب، وسفير الدولة لدى كوريا، عبدالله سيف النعيمي.
محمد بن زايد:
. الإمارات وكوريا تتشاركان في رؤيتهما للتقدم والابتكار والتنمية المستدامة.
. كوريا أحد أهم الشركاء التجاريين للإمارات على المستويين الإقليمي والعالمي.
. الاتفاقيات التي وقعها البلدان تجسد نهج الإمارات الثابت في بناء شراكات مع دول تشاركها رؤيتها لتحقيق التنمية والازدهار للجميع.
يون سوك يول:
. الزيارة تسهم في تعزيز العلاقات الإماراتية – الكورية في جميع الجوانب، بما يخدم رؤية البلدين، وتوجههما لتحقيق الازدهار المستدام لشعبيهما.