أكد مشاركون في «جيتكس غلوبال 2023» و«إكسباند نورث ستار»، ومنتدى الاستثمار العالمي، والتي اختتمت أعمالها أخيراً في دبي وأبوظبي، أن الإمارات أصبحت بمثابة بوابة عالمية لنمو الشركات وانطلاقها في الأسواق الخارجية، من خلال الفعاليات التي تعقدها وتجمع تحت مظلتها الشركات من مختلف دول العالم لعقد الشراكات والصفقات.
وأشاروا لـ«الإمارات اليوم»، إلى أن «جيتكس غلوبال»، و«إكسباند نورث ستار» ومنتدى الاستثمار العالمي، عززت من مكانة دبي والإمارات، بوصفها منصة عالمية للفعاليات والتقنية سواء للشركات الناشئة أو للمؤسسات العالمية التي تطرح أحدث أنظمتها التقنية عبر منصاتها في هذه الفعاليات، لافتين إلى أن دبي تتمتع بإمكانات استثنائية لاستضافة أكبر المؤتمرات واجتماعات الشركات وملتقيات الأعمال من جميع أنحاء العالم.
واستضافت الإمارات سلسلة من الأحداث الدولية الكبرى، في أكتوبر الجاري، ما يعزز مكانتها بوصفها مركزاً عالمياً للأعمال والسياحة، واجتذبت هذه الفعاليات معارض ومؤتمرات ومنتديات متخصصة.
وشهدت دورة معرض «جيتكس غلوبال 2023»، التي أنهت أعمالها أخيراً في مركز دبي التجاري العالمي، استمراراً لرحلة الإنجازات عبر استضافة 6000 عارض وأكثر من 180 ألف مشارك من 180 دولة، ومع إعلان إطلاق نسخة معرض «جيتكس أوروبا 2025» في برلين، وذلك عقب إعلان الدورة السابقة من «جيتكس» عن إعلان «جيتكس إفريقيا» والذي استضافته مدينة مراكش المغربية خلال مايو الماضي.
واختتم معرض «إكسباند نورث ستار» أكبر تجمع للشركات الناشئة حول العالم، فعالياته الأربعاء الماضي، بمشاركة واسعة لأكثر من 1800 شركة ناشئة من أكثر من 100 دولة، بنجاح كبير شهد حضور شركات ناشئة رقمية وشركات ناشئة سريعة النمو وشركات مليارية، إضافة إلى نحو 1000 مستثمر، يديرون مجتمعين أصولاً بقيمة تريليون دولار أميركي، وممثلي صناديق استثمارية وشركات عائلية.
وشارك منتدى الاستثمار العالمي 2023، والذي اختتم فعالياته أخيراً، في جذب ما يقرب من 8000 مشارك، من بينهم أكثر من 1100 متحدث. وشهد المؤتمر مداخلات من أصحاب سمو ورؤساء دول، من بين خمسة رؤساء دول وحكومات، و69 وزيراً ونائب وزير و57 ممثلاً رفيع المستوى للمنظمات الدولية وعدد كبير من صانعي السياسات والمشرعين، بما في ذلك البرلمانيون ورؤساء وكالات تشجيع الاستثمار والمفاوضون على المعاهدات والمنظمون. ومن القطاع الخاص، اجتذب المنتدى العام الجاري أكثر من 700 من الرؤساء التنفيذيين والمديرين التنفيذيين للشركات متعددة الجنسيات وأسواق الأوراق المالية وصناديق التقاعد والثروة السيادية والشركات العائلية وغيرها من الشركات.
منصة عالمية
وقال نائب الرئيس الأول لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا في شركة «سوفت وير إيه جي» الدولية للتقنية، رامي كيشلي، إن «معرض (جيتكس غلوبال) أصبح بمثابة منصة عالمية للشركات التقنية لطرح أبرز وأحدث الأنظمة والمنتجات التقنية عبر منصاتها في المعرض وهو ما دعم أهمية المعرض لمختلف الشركات الدولية والحرص على المشاركة في فعالياته وإطلاق أنظمتها من خلاله»، لافتاً إلى أن «الشركة طرحت عبر منصتها في الدورة الأخيرة للمعرض منصة عالمية للربط الرقمي مدمجة بالذكاء الاصطناعي».
وقال المدير العام في شركة «هيوليت باكارد إنتربرايز» الدولية للتقنية، في الإمارات وإفريقيا، أحمد الخلافي، إن «(جيتكس غلوبال) منصة عالمية بارزة للتكنولوجيا، وهو ما يجعل الشركات حريصة على المشاركة بها واللقاء بالمتعاملين من مختلف دول العالم والتفاعل معهم بشكل مباشر، إضافة إلى أن هذا الحدث العالمي، في كل عام، يسلط الضوء على أبرز توجهات التقنية العالمية. وعلى سبيل المثال، ركز المعرض العام الجاري على عالم التكنولوجيا المدعومة بالذكاء الاصطناعي والكشف عن الحلول الجديدة المتوافرة».
مكانة دبي
وأضاف المدير الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا لشركة «زوهو» الدولية للتقنية، علي شبدار، أن «(جيتكس غلوبال) يعزز من مكانة دبي بوصفها منصة عالمية للشركات التقنية، مع إتاحته عبر فعاليات المعرض، الذي يشهد نمواً مستمراً في أعماله، أبرز شركات التقنية في العالم وطرح منتجاتها التقنية، وتوفيره لفرص كبيرة لنمو الشركات بأعمالها من خلال الالتقاء بالمتعاملين والمستثمرين من مختلف دول العالم عبر منصات المعرض»، لافتاً إلى أن «فعاليات دبي أصبحت بمثابة منصة وبوابة لنمو أعمال الشركات والانطلاق بأنشطتها للأسواق الخارجية».
«إكسباند نورث»
في السياق ذاته، قالت الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة «إدي أدفنانشارز»، داليا إبراهيم، إن «(إكسباند نورث ستار)، يتيح للشركات التقنية الناشئة فرصاً عدة للانطلاق بأعمالها إلى الآفاق العالمية، وذلك من خلال إتاحة عرض مشروعاتها أمام المؤسسات والمستثمرين من مختلف دول العالم، وبحث الشراكات مع المؤسسات الدولية». من جهته، أكد الرئيس التنفيذي لشركة «غلوبي تيك»، فايز موشتاق، أن «معرض (إكسباند نورث) دعم من مكانة دبي بوصفها بوابة لانطلاق الشركات التقنية الناشئة للأسواق العالمية»، لافتاً إلى أن «المعارض والفعاليات التي تعقدها دبي تتيح للشركات فرصاً عدة للحصول على تمويل واستثمارات لمشروعاتها وبما يعزز فرص نمو أعمالها للأسواق الدولية»، ومبيناً أن «هناك العديد من الأمثلة الشهيرة لشركات بدأت ناشئة في دبي وانطلقت منها لتصبح شركات مليارية عالمية».
وأشار الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة «يورتوبيا للتقنية»، فينج تان، إلى أن «دبي أصبحت بمثابة حاضنة كبيرة للشركات التقنية الناشئة، ودعم أعمالها للانطلاق إلى مختلف الأسواق الدولية»، لافتاً إلى أن «إكسباند نورث ستار»، أتاح فرص كبيرة للشركات الناشئة لعرض مشروعاتها المبتكرة والحصول على شراكات وفرص تمويل تدعم من نمو أعمالها.
الفعاليات والمعارض
من جهته، قال مدير العمليات والعلاقات الحكومية في المجلس التنفيذي للمنظمات العالمية، وهي منظمة لها أذرع استثمارية في مناطق عدة بالعالم، توصيف أحمد، إن «معظم المؤتمرات والفعاليات والمعارض الإقليمية والدولية الكبيرة الخاصة بالتجارة والاستثمار، أصبحت تعقد في الإمارات»، مشيراً إلى أنه ليس مستغرباً أن تستضيف الإمارات عدداً من المؤتمرات والفعاليات الكبرى الخاصة بالاستثمار والتكنولوجيا في آن واحد، حالياً، وعلى رأسها منتدى الاستثمار العالمي التابع للأمم المتحدة، ومعرض «جيتكس غلوبال»، ومؤتمر الشركات الناشئة ومؤتمر مجالس المستقبل العالمية. وأوضح أحمد، أن «الإمارات أصبحت مركزاً عالمياً فريداً للاستثمار والتكنولوجيا خصوصاً للشركات الناشئة التي تتوسع من خلال وجودها في الإمارات وتنطلق إلى العالمية، نظراً إلى سهولة أداء الأعمال والشفافية في القوانين المتعلقة بالاستثمار وسهولة تحويل الأموال ومتانة النظام المصرفي، بعكس العديد من الدول الأخرى، فضلاً عن العلاقات الجيدة للغاية مع مختلف دول العالم واتفاقيات التجارة والشراكات التي أبرمتها مع عدد من دول العالم، وتعدد المناطق الحرة وما تتميز به من الإعفاءات الضريبية والجمركية ما يسهل التجارة والاستثمار».
وقال المدير العام لشركة «إكسبيرينس للاستثمار»، فريد غسان، إن «الإمارات أصبحت وجهة رئيسة للمؤتمرات والفعاليات الخاصة بالاستثمار والتجارة والتكنولوجيا في المنطقة والعالم، خصوصاً في ضوء سياستها لجذب الاستثمار الأجنبي، وفرص الاستثمار الكبيرة التي تقدمها في مختلف المجالات»، مشيراً إلى أن «الإمارات تعد مركزاً رئيساً للشركات، خصوصاً الناشئة للانطلاق بأعمالها إلى العالمية، ما يجعلها تستضيف سنوياً عدداً من أكبر وأهم المؤتمرات والفعاليات الاقتصادية بشكل متزامن». وأشار في هذا الصدد، إلى أن الكثير من الشركات تقبل على الاستثمار في الإمارات، نظراً للمناخ الآمن والاستقرار الذي تتميز به والتسهيلات الخاصة بالاستثمار وقلة الضرائب واستراتيجيتها الخاصة بدعم الابتكار والتكنولوجيا وجذب المواهب وتطوير الاقتصاد الرقمي، متوقعاً أن تستمر الإمارات في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية خلال السنوات المقبلة، خصوصاً في مجالات الاقتصاد الجديد والتكنولوجيا والابتكار.
فرص كبيرة
وقالت المدير الإداري ومدير منطقة إفريقيا في شركة «غلف كابيتال»، ميراي زكي، إن «الإمارات توفر فرص استثمار كبيرة في مختلف المجالات، مدعومة بمجموعة من الميزات الفريدة، ما يجذب إليها الشركات الاستثمارية، وأهم هذه الميزات اتباع سياسات الشفافية وإنفاذ القانون والنجاح في سياسات التنويع الاقتصادي ودعم التكنولوجيا والابتكار وجذب المواهب والجهود المتنامية لدعم التحول الرقمي للشركات بالإضافة إلى توفير نمط فريد من جودة الحياة للمقيمين».
وأضاف رئيس مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو» في البحرين، الدكتور هاشم حسين، إن «الإمارات تمكنت من ترسيخ مكانتها مركزاً رئيساً للاستثمار والتكنولوجيا في المنطقة والعالم، وبالتالي أصبحت مركزاً رئيساً لاستضافة المؤتمرات والفعليات الاقتصادية الخاصة بالاستثمار والتكنولوجيا والتجارة».
وأوضح أن الاستثمارات الأجنبية التي استطاعت الإمارات جذبها خلال العام الماضي، والتي تجاوزت 23 مليار دولار، فاقت كل التوقعات، فضلاً عن العدد المتنامي من الشركات التكنولوجية والناشئة التي تتخذ من الإمارات مركزاً إقليمياً لها، ما يعد مؤشراً على أنها تسير في الطريق الصحيح.
13 مليار درهم إجمالي الناتج الاقتصادي للفعاليات الكبرى في مركز دبي التجاري العالمي
كشف مركز دبي التجاري العالمي، أن إجمالي الناتج الاقتصادي الذي حققته الفعاليات الكبرى في المركز، والتي بلغ عددها 63 فعالية، بلغ نحو 13 مليار درهم خلال العام الماضي، وبلغت القيمة الاقتصادية المحتجزة ضمن الناتج المحلي الإجمالي لإمارة دبي 7.4 مليارات درهم، واستقبلت الفعاليات نحو 1.2 مليون زائر.
ووفقاً لتقرير تقييم الأثر الاقتصادي لعام 2022، والصادر عن مركز دبي التجاري العالمي، يعكس الأداء القوي للفعاليات مصحوباً بالارتفاع في أعداد الزوار الدوليين بنسبة 49%على أساس سنوي، المكانة البارزة لإمارة دبي بوصفها وجهة عالمية رائدة للفعاليات الكبرى والضخمة، تماشياً مع أجندة دبي الاقتصادية (D33) والهادفة إلى ترسيخ مكانة الإمارة، باعتبارها واحدة من أفضل ثلاث مدن اقتصادية في العالم.
ويواصل قطاع سياحة الأعمال تعزيز مشاركاته بوتيرة متسارعة في مسيرة التنمية الاقتصادية المستدامة لإمارة دبي خلال العام الماضي، مدفوعاً بالأداء القوي لمركز دبي التجاري العالمي، والذي يعد محركاً أساسياً لقطاع الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض في دبي والمنطقة، حيث قام المركز بتنظيم واستضافة فعاليات كبرى حققت عوائد اقتصادية كبيرة ومستدامة لمختلف القطاعات الاقتصادية المرتبطة. وأوضح التقرير، أن كل درهم تم استثماره في فعاليات المركز والخدمات المرتبطة حقق 7.4 أضعاف القيمة لاقتصاد دبي، وهو ما يعني أن كل مليون درهم تم إنفاقه مباشرة على فعاليات قطاع الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض حقق 7.4 ملايين درهم ناتجاً اقتصادياً عائداً على الاقتصاد ككل.
فعاليات للتجارة والاستثمار والتكنولوجيا
قالت مديرة تطوير الأعمال ورأس المال البشري في شركة «المحبة للاستثمار» في نيجيريا، ميس لادي إبراهيم توماس، إنه «من الطبيعي أن تستضيف الإمارات عدداً من أهم المؤتمرات والفعاليات الخاصة بالتجارة والاستثمار والتكنولوجيا في الوقت نفسه، وعلى رأسها منتدى الاستثمار العالمي التابع للأمم المتحدة، ومعرض (جيتكس غلوبال) ومؤتمر الشركات الناشئة ومؤتمر مجالس المستقبل العالمية، بعد أن رسخت مكانتها بوصفها وجهة رئيسة للمؤتمرات والمعارض في العالم، ومقراً لكبريات الشركات الاستثمارية والشركات الناشئة التي تنجح وتتوسع بعد ذلك وتنطلق للعالمية من الإمارات».
ولفتت إلى أن الإمارات تتميز ببنية تحتية فريدة تؤهلها لاستضافة أكبر المؤتمرات، فضلاً عن سهولة أداء الأعمال وفتح حدودها أمام الاستثمار وجذب المواهب من مختلف أنحاء العالم. وأشارت إلى أهمية وجود دول العالم في مثل هذه المؤتمرات، من أجل التعرف على فرص الاستثمار في الإمارات والعالم ككل، وإبرام الشراكات والوصول إلى إمكانات التمويل المتاحة.