نظمت وكالة الإمارات للفضاء «قمة قادة الفضاء للمناخ»، أول قمة من نوعها، خلال فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) الذي تستضيفه دولة الإمارات، وبمشاركة أكثر من 20 وكالة فضاء من حول العالم.
جمعت الوكالة خلال قمة قادة الفضاء للمناخ، الجهات القيادية عالمياً في مجالات سياسات المناخ واستكشاف الفضاء تحت سقف واحد، بهدف مواجهة التحديات المناخية، حيث ركزت النقاشات بشكل خاص على برامج المناخ، والمبادرات المبتكرة التي تسرع الوصول إلى هدف الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية.
التزام جماعي
وقالت وزيرة دولة للتعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، سارة الأميري، إن «تحديات تغير المناخ تتطلب حلولاً مبتكرة ومتكاملة. ومن خلال التعاون الدولي في قمة قادة الفضاء للمناخ، نسعى لتسخير قوة تكنولوجيا الفضاء لتعزيز جهود التكيف والحد من تغير المناخ العالمي بهدف تحقيق عالم مقاوم لتغير المناخ، بما في ذلك الرصد والاستجابة السريعة لارتفاع مستويات البحار والظواهر الجوية الشديدة وانبعاثات الغازات الدفيئة، وغيرها من التحديات التي نواجهها على كوكب الأرض».
وتابعت: «تعزز هذه القمة الالتزام الجماعي نحو فهم الدور المهم الذي يمكن أن يلعبه الفضاء في رصد تغير مناخنا، والحفاظ عليه للأجيال القادمة من خلال مشاركة البيانات، وتقديم معلومات علمية توفرها فقط بيانات الأقمار الاصطناعية، التي تساعد المجتمع على اتخاذ الإجراءات اللازمة للتخفيف من تغير المناخ على كوكبنا».
حدث استثنائي
من جانبه، قال المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء، سالم بطي القبيسي، إن «قمة قادة الفضاء للمناخ تمثل حدثاً استثنائياً، يؤكد الدور الحيوي لقطاع الفضاء في مواجهة التحديات المناخية، وإيجاد حلول مبتكرة لدعم الاستدامة».
وأضاف أن «هذه القمة لا تمثل فقط منصة لتبادل الأفكار والخبرات، بل تعتبر أيضاً نقطة تحول في كيفية تفاعلنا واستجابتنا لتغير المناخ»، مشيراً إلى أن «القمة تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق تعاون دولي أكثر فعالية وتقدماً في استخدام تكنولوجيا الفضاء لحماية البيئة، وتأمين مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة».
نخبة من صانعي القرار
وشهدت القمة مشاركة نخبة من كبار المسؤولين وصانعي القرار على الصعيد الدولي، من بينهم: مدير وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، السيناتور بيل نيلسون، ورئيس وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا)، الدكتور هيروشي ياماكاوا، ورئيس المعهد الكوري لأبحاث الفضاء، الدكتور لي سانغ ريول، والمدير العام لوكالة الإمارات للفضاء، سالم بطي القبيسي، والرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء البحرينية، الدكتور محمد إبراهيم العسيري، ورئيس وكالة الفضاء الأوروبية، جوزيف أشباخر، والرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء السعودية، الدكتور محمد التميمي، إلى جانب العديد من وكالة الفضاء والمؤسسات المتخصصة في قطاع الفضاء. وتطرقت القمة إلى أهمية تعزيز التعاون بين الدول المتقدمة والناشئة في مجال الفضاء، مع التأكيد على ضرورة دعم الدول الأكثر عرضة لأضرار المناخ من خلال مشاركة البيانات والمعرفة لتحقيق تقدم ملموس في مجال المناخ، إلى جانب العمل على توسيع نطاق أبحاث المناخ عبر تخصيص موارد وتمويل للمبادرات البحثية ذات الصلة، وإنشاء برامج جديدة لمراقبة المناخ، إضافة إلى تعزيز العمليات الفضائية المستدامة لتقليل الأثر البيئي.
كما سلطت القمة الضوء على ضرورة العمل على رفع الوعي حول تغير المناخ، ودور التقنيات الفضائية والحلول التكنولوجية وريادة الأعمال في قطاع الفضاء ومواجهة التغير المناخي، إضافة إلى تشجيع الاستثمار الخاص والابتكار في هذا المجال، واستكشاف الفرص المتاحة لتمويل برامج الفضاء والمناخ، وتأمين الدعم المالي الضروري لهذه المبادرات.
تعهدات جادة
واختتمت «قمة قادة الفضاء للمناخ» أعمالها بتعهدات جادة لوكالات الفضاء المشاركة بالعمل على تسريع العمل المناخي من خلال تمويل برامج المناخ، وتعزيز الأبحاث المتعلقة بالمناخ، وغيرها من الإجراءات للوفاء بالالتزامات التي تم الإقرار بها في اتفاق باريس عام 2015، بما يدعم الخروج بالتزام جماعي لدعم الجهود المبذولة في التصدي لتغير المناخ.
يذكر أن وكالة الإمارات للفضاء، تقود تنظيم أول مشاركة لجناح الفضاء في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، تحت شعار «الفضاء من أجل الاستدامة»، انطلاقاً من دورها الرائد كمُمكن لقطاع الفضاء.
ويستضيف جناح الفضاء سلسلة عروض تقديمية، وأكثر من 60 جلسة حوارية تركز على استخدام بيانات الأقمار الاصطناعية، وتكنولوجيا الفضاء من أجل الاستدامة، والتخفيف والتكيف مع التغير المناخي، ومناقشة أحدث التقنيات المستدامة والمبادرات في قطاع الفضاء، وتمويل برامج المناخ في مجال الفضاء، إلى جانب مناقشة الميثان والغازات الدفيئة.
وتستعرض وكالة الإمارات للفضاء العديد من برامجها ومبادراتها ومشروعاتها في قطاعي الفضاء والاستدامة، إلى جانب الإعلان عن المرحلة التشغيلية لمجمع البيانات الفضائية، والمشاركة في جلسات حول الفضاء والمناخ، إلى جانب عرض أطلس الخسائر والأضرار.
• 20 وكالة فضاء تتعهد بالعمل على تسريع العمل المناخي عبر تمويل برامج المناخ وتعزيز الأبحاث المتعلقة به.
سالم القبيسي:
• القمة تؤكد الدور الحيوي لقطاع الفضاء في مواجهة التحديات المناخية وإيجاد حلول مبتكرة لدعم الاستدامة.