أسهم فريق مشروع «منصة تحليل البيانات الفضائية»، ضمن «مجمع البيانات الفضائية» لوكالة الإمارات للفضاء، وبالتعاون مع شركة «بيانات»، في تقديم عدد من تقارير التحليلات التي نُشرت عبر موقع الميثاق الدولي للفضاء والكوارث الكبرى، كجزء من الجهود الدولية في إدارة تداعيات الزلزال الذي وقع أخيراً في المملكة المغربية الشقيقة.
يأتي ذلك انطلاقاً من إيمان وكالة الإمارات للفضاء بأهمية التعاون الدولي والتكاتف الإنساني في مواجهة الكوارث الطبيعية.
وأسهمت تقارير فريق مشروع «منصة تحليل البيانات الفضائية» المتوافرة من ضمن التقارير الأخرى، لعدد من وكالات وكيانات الفضاء الوطنية والدولية، في تقييم مدى الضرر الناتج عن الزلزال، ووضع خطط فعالة للإغاثة والإنقاذ، بالإضافة إلى مراقبة الوضع باستمرار، لتعكس هذه الجهود مثالاً حياً على الإنجازات التي يمكن تحقيقها من خلال استخدام تقنيات الفضاء، وكذلك دور الميثاق الدولي بشأن الفضاء والكوارث الكبرى كأداة حيوية لاستخدام تقنيات الفضاء لمصلحة البشرية في أوقات الكوارث.
وقال سالم بطي سالم القبيسي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، إن التعاون الدولي في مجال الاستجابة للكوارث الطبيعية ضرورة ملحّة في مواجهة التهديدات التي تواجه البشرية، وتتطلب استجابات فورية ومنسقة بين الجهات المعنية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وأكد أن الاستفادة من مشروع منصة تحليل البيانات الفضائية ومجمع البيانات الفضائية في الجهود الدولية لإغاثة المملكة المغربية الشقيقة يمثل نموذجاً لأهمية هذا التعاون، حيث أسهمت تقارير المنصة في مساعدة السلطات المغربية وفرق الإنقاذ على تقييم حجم الضرر والتخطيط لعمليات الإغاثة بكفاءة وفاعلية.
وحسب بيان أصدره الديوان الملكي المغربي، أول من أمس، فقد أعلنت السلطات المغربية انهيار 50 ألف منزل كلياً أو جزئياً على مستوى الأقاليم الخمسة المتضررة من الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق متفرقة في المملكة الأسبوع الماضي، وخلّف 2946 قتيلاً، و5674 مصاباً.
وقال البيان إن العاهل المغربي محمد السادس، ترأس الخميس بالقصر الملكي بالرباط، اجتماع عمل خصص لتفعيل البرنامج الاستعجالي لإعادة إيواء المتضررين، والتكفل بالفئات الأكثر تضرراً من زلزال الحوز، الذي كان موضوع تعليمات ملكية خلال جلسة العمل التي ترأسها الملك يوم التاسع من سبتمبر الجاري.
وأشار البيان إلى أن الدولة ستمنح مساعدة استعجالية بقيمة 30 ألف درهم للأسر المتضررة.
وبحسب البيان، من المقرر تقديم مساعدة مالية مباشرة بقيمة 140 ألف درهم للمساكن التي انهارت بشكل تام، و80 ألف درهم لتغطية أشغال إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئياً.
وفي جنيف، توقّع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، أمس، أن يطلب المغرب مساعدة من الأمم المتحدة لمساندة الناجين من الزلزال القوي الذي ضرب البلاد الأسبوع الماضي.
وصرح غريفيث، منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، في مؤتمر صحافي «نتوقع ونأمل استناداً إلى محادثاتنا مع السلطات المغربية أن يرسل طلب المساعدة خلال ساعات.. أعني بذلك قريباً جداً».
وأكّد أنه بعد الحصول على الضوء الأخضر من المغرب، سيكون بإمكان الأمم المتحدة المشاركة في مرحلة مساعدة الناجين.
وقال غريفيث «إنني واثق بأن هذه الأرقام أدنى من العدد الفعلي، لكن السلطات وضعتها بتأنّ».
ولم ينتقد غريفيث عدم طلب المغرب فوراً مساعدة الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن «الأيام الأولى بعد كارثة مفاجئة تشهد على الدوام فوضى نسبية».
وقال إن المرحلة الأولى «تركز على البحث عن الناجين، وعن الذين لم ينجوا»، في حين أن «المرحلة التالية تقضي بتقديم المساعدة للناجين، وتوفير ملاجئ وطعام ومعدات طبية».
وتابع «آمل في المغرب أن ننتقل من مرحلة إلى أخرى». وأوضح «ليست لدي أي انتقادات، نحن مستعدون للعمل وتقديم دعم في ما يخص التنسيق».
وتابع «انتقلنا أخيراً من البحث عن أحياء إلى تقديم المساعدة للناجين، وهي المرحلة التي تكتسب فيها المساعدة أهمية قصوى».
وقال متحدث باسم الفيدرالية الدولية لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بونوا شاربانتيي «تلزمنا أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات لإعادة البناء، لأن الأمر هنا لا يتعلق بمجرد تصليحات، بل بإعادة تشييد العديد من القرى».
وأطلق الصليب الأحمر الدولي نداء لجمع أكثر من 100 مليون دولار لتوفير الاحتياجات العاجلة للمغرب.
وأوضح شاربنتيي أن الناس بحاجة لمأوى وفرش وأغطية وألبسة شتوية، وكان يتحدث خلال المؤتمر الصحافي لغريفيث انطلاقاً من مراكش.
وأضاف «يتوقع أن تضرب عواصف وتهطل أمطار الثلاثاء المقبل، بينما لايزال الناس ينامون في العراء. خلال الأسابيع المقبلة ستهبط درجات الحرارة إلى صفر أو ناقص 10 في الجبال. يجب أن نضمن لكل هؤلاء الناس سقفاً».