كشفت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية عن إدخال تقنية «أفاتار» التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد في علاج مرضى الفصام غير المتجاوبين مع العلاج الدوائي، وتعتزم تطبيقه منتصف فبراير الجاري، وتتضمن خضوع المريض لسبع جلسات علاجية يخضع لها المرضى حتى التعافي.
وأوضحت المؤسسة أنها تعد الأولى عربياً وإقليمياً، ومن السبّاقين عالمياً في إدخال تقنية «أفاتار» التي تستند إلى منظومة خدمات الصحة النفسية، بالتعاون مع جامعة مونتريال، وجامعة الإمارات، حيث تستهدف التقنية مرضى انفصام الشخصية أو الفصام الذين يعانون الهلوسة السمعية والبصرية والحسية، التي تتسبب بتعقيدات وصعوبات للمريض تمنعه من الاندماج الاجتماعي.
وأكد المدير التنفيذي لقطاع الخدمات الطبية في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، الدكتور عصام الزرعوني، في تصريحات خاصة لـ«الإمارات اليوم» أن تبنّي تقنية «أفاتار» التقنية ثلاثية الأبعاد يعد تتويجاً لجهود المؤسسة نحو تعزيز الممكنات التكنولوجية الحديثة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتقنيات ثلاثية الأبعاد، وإدخالها إلى منظومة الرعاية الصحية النفسية، بما ينسجم مع السياسة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية، ويحقق الأهداف الاستراتيجية الرامية إلى تعزيز نطاق خدمات الصحة النفسية الشاملة والمتكاملة والمستجيبة للاحتياجات، والموجهة للمجتمع بمختلف فئاته وأعماره.
من جانبها، أشارت مدير إدارة الصحة النفسية في المؤسسة، الدكتورة نور المهيري، أن تطبيق العلاج بتقنية «أفاتار» يسهم في تعزيز الوقاية من الاضطرابات النفسية، وتمكين قدرات الطاقم الطبي عبر تحسين سبل جمع واستخدام وتفعيل البيانات، وإجراء البحوث الخاصة بالصحة النفسية بغرض تطوير خدماتها، مشيرة إلى أن المؤسسة تعد الأولى عربياً في توفير هذه التقنية التي ستنعكس بشكل إيجابي لتحقيق مخرجات علاجية غير مسبوقة لمرضى انفصام الشخصية، كما ستسهم في تعزيز خدمات الصحة النفسية، ورفع وعي المجتمع، إلى جانب تحسين استجابة المرضى، وإعادة تأهيلهم ودمجهم المجتمعي.
وأوضحت المهيري أن العلاج بتقنية «أفاتار» يتضمن الخضوع لسبع جلسات علاجية، منها جلسة أولى تحضيرية لتهيئة المريض، تتبعها الجلسة الثانية التي تعتمد على تمكين المريض من تشكيل شخصية للهلاوس التي يراها أو يسمعها، وصولاً إلى رسم صورة افتراضية لهذه الشخصية، ثم الانتقال إلى الجلسة الثالثة التي يتم من خلالها تلقين الشخصية الافتراضية الأفكار السلبية، بغرض توجيهه لمقاومتها عبر حقائق إيجابية.
ويبرز دور المعالج في الجلسة الرابعة حين يحل محل شخصية «أفاتار» خلف الجهاز، ويبدأ بتداول وتحليل الأفكار السلبية، بهدف تمكين المريض من عقد مقارنات بين الأفكار السلبية وربطها بالواقع الحقيقي، ثم تتواصل الجلسات لتصحيح الأفكار، وزيادة وعي المريض، لتمكينه من السيطرة على الهواجس والهلاوس، وتغليب الواقع عليها.
وبيّنت مدير إدارة الصحة النفسية في المؤسسة أن مستشفى الأمل للصحة النفسية يحرص على تعزيز وعي الأفراد بشأن الأفكار والمعلومات المغلوطة حول أهمية العلاجات النفسية، وترفع من ثقة الأفراد لتلقي العلاجات النفسية من خلال تشجيعهم على تصحيح المعتقدات الخاصة بالاستشارات النفسية، واللجوء إلى الاستشارات النفسية، نظراً لدورها المحوري في إزاحة الضغوط الحياتية الناتجة عن العمل أو العلاقات الأسرية أو الاجتماعية.
أحدث العلاجات المبتكرة
أفادت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية بأن تقنية العلاج النفسي بـ«الأفاتار» تعد أحدث العلاجات الجديدة المبتكرة، وستطبق في مستشفى الأمل للصحة النفسية، تحت إشراف إدارة الصحة النفسية بالمؤسسة، وتستهدف بالدرجة الأولى مرضى الفصام، الذين يعانون هلاوس سمعية، حيث كانت هذه الفئة من المرضى تعالج سابقاً من خلال الأدوية، إلا أن فئة منهم لا يستجيبون للعلاج الدوائي، إلى أن ابتكر فريق طبي هذه التقنية للتعامل مع هذه الأصوات من خلال التعامل مع الواقع الافتراضي.
وتتم من خلال حضور المريض إلى العيادة، ويطلب منه الطبيب أن يكون صورة رمزية، وهي «الأفاتار»، من خلال الصوت الذي يسمعه، بعد ارتدائه نظارات الواقع الافتراضي، مؤكدة أن هذه التقنية حققت نجاحاً بنسب مرتفعة في رفع معدلات الشفاء من المرض، وكذلك انخفضت نسبة الهلاوس السمعية والاكتئاب، وفي المقابل ارتفعت نسبة جودة الحياة لديهم. وأكدت أن من المتوقع أن تحقق التقنية الحديثة نجاحاً كبيراً داخل الدولة، والقضاء على المرض خلال المستقبل القريب، وقد تعتمد كعلاج ناجح وفعال في علاج الفصام في الدولة.