تشهد قطاعات اقتصادية رئيسة، زخماً ونشاطاً استثنائياً مع بداية العام الجديد 2023 خاصة القطاع السياحي والفندقي والسفر والطيران والتجزئة والتي تعد من القطاعات الرئيسية الداعمة لنمو الاقتصاد الوطني.
ويعزز النشاط الكبير في تلك القطاعات الحيوية من زيادة مساهمتها في نمو الاقتصاد الوطني والذي يتوقع أن تصل نسبته إلى 7.6% في عام 2022، نتيجة الأداء القوي من بعض القطاعات غير النفطية ومن بينها السياحة والضيافة والعقارات وفق آخر تقرير لمصرف الإمارات المركزي.
وترصد وكالة أنباء الإمارات “وام” في التقرير التالي نشاط تلك القطاعات الحيوية والإقبال الكبير عليها في ظل الاحتفالات بالسنة الجديدة 2023 ..
( القطاع السياحي ) ..
واصل القطاع السياحي في الدولة نشاطه المعهود مع انطلاق العام الجديد في ظل توافر العديد من المقومات والمعالم السياحية التي تمتلكها الإمارات إلى جانب البنية التحتية المتطورة، والجهود المبذولة لتوفير بيئة صحية وآمنة مع تطبيق أفضل الإجراءات والتدابير الاحترازية للحفاظ على صحة وسلامة الزوار.
وشهدت الدولة خلال الاحتفالات بالعام الجديد برنامجاً ضخماً من الفعاليات الاستثنائية المتنوعة، وعروض الضوء والليزر والألعاب النارية المذهلة التي استقطبت مئات الآلاف من الزوار ما جعلها واحدة من أكثر احتفالات ليلة رأس السنة مشاهدة حول العالم، إضافة إلى التجارب الترفيهية والثقافية المُلهمة التي جمعت العائلات والأصدقاء وهو ما يعزز من نشاط القطاع السياحي ويدفعه نحو النمو بمستويات كبيرة.
ويترقب القطاع السياحي في الدولة مزيدا من النقلات النوعية في العام الجديد، على صعيد البنية التحتية والتشريعات والمبادرات التي عززت من مكانة الإمارات على خريطة السياحة العالمية، وكان آخرها استراتيجية الإمارات للسياحة 2031، التي تهدف إلى ترسيخ مكانة الدولة كواحدة من أفضل الوجهات السياحية في العالم، ومضاعفة عدد السائحين إلى 40 مليوناً بمساهمة إجمالية متوقعة تبلغ 450 مليار درهم في الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2031.
( القطاع الفندقي ) ..
من جهته، قدم القطاع الفندقي في الدولة مع انطلاق العام الجديد، مجموعة من العروض الجاذبة والخدمات المميزة التي تستهدف استقطاب العائلات والأسر، وهو ما رفع معدلات الإشغال إلى مستويات قياسية تجاوزت 95 % لاسيما في المناطق القريبة من مراكز الاحتفالات بالعام الجديد.
وطرحت فنادق الدولة باقات من الحسومات والعروض التي تشمل تخفيضات على الحجوزات والمطاعم، إلى جانب عروض قيمة مضافة، وتنظيم العديد من الفعاليات الترفيهية التي توفر تجربة سياحية فريدة لجميع أفراد العائلة، لا سيما وأن تنوع الخيارات يسهم بشكل كبير في زيادة النشاط والزخم.
وكشفت شركة “ويجو” المتخصصة في قطاع خدمات السفر والحجوزات عبر الإنترنت، عن أن الطلب الخارجي على حجوزات السفر والإقامة الفندقية في الإمارات خلال موسم الأعياد ورأس السنة، شهد ارتفاعاً كبيراً، وبلغت عمليات البحث عن حجوزات الطيران والإقامة الفندقية من الخارج إلى دولة الإمارات خلال الأسابيع الأولى من ديسمبر الماضي حوالي 1.4 مليون عملية بحث، 73% منها لحجوزات فندقية لمدد إقامة تتراوح بين 3 إلى 5 أيام.
( قطاع التجزئة )..
ويشهد قطاع التجزئة حراكاً كبيراً وسط نمو قوي في معدلات المبيعات وأعداد الزوار، بالتزامن مع مسيرة الانتعاش والتعافي التي يحققها القطاع بشكل مستمر انعكاساً لارتفاع ثقة المستهلك بالآفاق الواعدة للاقتصاد الوطني لا سيما بعد تعافيه سريعاً من تداعيات الجائحة.
وتشكل بيئة التسوق في دولة الإمارات محفزاً حيوياً للمتسوقين والزوار خلال عيد الأضحي إذ كثفت مراكز التسوق في جميع إمارات الدولة استعداداتها لاستقبال المتسوقين مع وصول الطاقة الاستيعابية للمراكز لحدودها القصوى خلال العيد للاستفادة من العروض الترويجية والترفيهية ومظاهر الاحتفالات بالعيد، مع التشديد على ضرورة الالتزام بتطبيق التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية.
وكثفت الناقلات الوطنية الست استعداداتها لزيادة معدلات حركة السفر خلال فترة الاحتفالات بالعام الجديد، في وقت يشهد فيه متوسط أعداد المسافرين اليومي انتعاشاً ملموساً لتسجل حركة مماثلة لمستويات ما قبل الجائحة على خلفية الانتعاش القوي الذي شهده قطاع السفر خلال عام 2022، ليكون الموسم الأخير من هذا العام من أكثر المواسم ازدحاماً منذ 2019.
ووصل عدد الوجهات التي تصل إليها الناقلات الجوية الوطنية مع نهاية العام 2022، نحو 536 وجهة حول العالم بما فيها الوجهات المشتركة، في مؤشر يعكس انتعاش حركة قطاع الطيران في الإمارات بعد التعافي من تداعيات جائحة “كوفيد – 19″، فيما من المتوقع أن تواصل الناقلات توسيع شبكة وجهاتها حول العالم أمام المسافرين في العام الجديد، مدعومة بانتعاش الطلب على السفر ومكانة دولة الإمارات كوجهة عالمية مفضلة للسياحة والأعمال.
وتوقع مطار دبي الدولي أن تصل حركة المرور إلى نحو مليوني مسافر اعتباراً من 27 ديسمبر 2022 ولمدة 8 أيام ليصل متوسط عدد المسافرين اليومي إلى 245 ألف مسافر من وإلى دبي، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن يكون يوم غد الموافق 2 يناير أكثر الأيام ازدحاماً، وأن يتجاوز عدد المسافرين 257 ألف مسافر.
ويرجع الارتفاع في حركة المسافرين بالإمارات خلال ديسمبر الماضي ويناير الجاري إلى مجموعة من العوامل بما في ذلك التدفق الموسمي للزوار، وبطولة كأس العالم لكرة القدم التي اختتمت مؤخراً في الدوحة، وجاذبية الدولة كوجهة سياحية مفضلة للزوار من مختلف دول العالم.