أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، ثقته بالكفاءات الإماراتية المتخصصة في قطاع الطاقة النووية، والتي تمكنت في وقت قياسي بفضل دعم القيادة الرشيدة وتوجيهاتها من امتلاك المهارات والخبرات الكبيرة التي تؤهلها للمساهمة في تطوير التقنيات المتقدمة في قطاع الطاقة النووية وتصديرها للعالم.
جاء ذلك خلال زيارة سموه لمحطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، حيث كان في استقباله خلال جولته في المحطات سعادة محمد إبراهيم الحمادي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، والمهندس علي الحمادي، الرئيس التنفيذي لشركة نواة للطاقة التابعة للمؤسسة ووفد من الإدارة العليا في المؤسسة.
ودشن سموه في بداية الزيارة مركز تدريب مشغلي المفاعلات النووية الأحدث من نوعه في العالم؛ حيث اطلع على مرافق وأقسام المركز الذي يوفر برامج تدريبية متطورة لمشغلي المفاعلات النووية من أجل صقل خبراتهم وتمكينهم من مواكبة كل جديد في هذا المجال.
كما اطلع سموه خلال جولته في المركز على غرفة المفاعل الرقمي “أوركيد” الأولى من نوعها في العالم، والتي توفر برامج أكاديمية وتدريبية متطورة لمشغلي المفاعلات النووية بأساليب مبتكرة، وتتيح للمهندسين المتخصصين التخطيط والقيام بأعمال وأنشطة الصيانة من دون الحاجة للدخول إلى منطقة المفاعلات.
كما توفر غرفة المفاعل الرقمي الفرصة للزوار للاطلاع ورفع مستوى وعيهم بالطاقة النووية وتقنياتها بطريقة ثلاثية الأبعاد.
وتفقد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان مركز التدريب بالمحاكاة، والذي يعد الأحدث وأحد أكبر مراكز التدريب بالمحاكاة في العالم، ويتولى تدريب وتأهيل مشغلي المفاعلات النووية إلى جانب توفير برامج التدريب المستمرة التي تضمن مواكبتهم للمستجدات والتطورات في مجال تشغيل المفاعلات النووية.
واستمع سموه إلى شرح من المهندسين الإماراتيين، حول أحدث المستجدات والإنجازات التي تحققت في محطات براكة، وآخرها بدء الاستعدادات التشغيلية للمحطة الرابعة والأخيرة، لتنضم بعد عدة أشهر إلى المحطات الثلاث الأخرى في التشغيل التجاري وإنتاج 40 تيراواط من الكهرباء الصديقة للبيئة على مدار الساعة وهو ما يغطي ربع احتياجات دولة الإمارات العربية المتحدة من الكهرباء.
كما قدم المهندسون شرحاً للخطط المستقبلية للمؤسسة، لا سيما أن محطات براكة هي مجرد البداية للبرنامج النووي السلمي الإماراتي، حيث تبحث المؤسسة مع الجهات ذات الصلة الاستثمار في قطاع الطاقة النووية محلياً ودولياً إضافة إلى الجيل الجديد من المفاعلات وتطوير نماذج المفاعلات المعيارية المصغرة إلى جانب الهيدروجين الخالي من الانبعاثات الكربونية، وأنواع جديدة من الوقود الاصطناعي الصديقة للبيئة، فضلاً عن التطبيقات السلمية للطاقة النووية في قطاعات الطب والزراعة واستكشاف الفضاء.
وأثنى سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، على الإنجازات المهمة التي تحققت خلال مسيرة تطوير محطات براكة والتي ساهمت بشكل محوري في دعم مسيرة الانتقال إلى مصادر الطاقة الصديقة للبيئة في دولة الإمارات ورسخت مكانة الدولة الريادية ودورها المتقدم ضمن الجهود العالمية الرامية لمواجهة التغير المناخي من خلال الوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وقال سموه: “بفضل الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة، أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة سباقة في تنويع مصادر الطاقة لديها كما كانت سباقة في إطلاق مبادرتها الاستراتيجية للحياد المناخي 2050 والبدء قبل نحو 14 عاماً في مسيرة الانتقال لمصادر الطاقة الصديقة للبيئة، وإضافة الطاقة النووية لمحفظتها من مصادر الطاقة، وهو ما يؤتي ثماره اليوم على صعيد ضمان أمن الطاقة والاستدامة في نفس الوقت”.
وأضاف سموه: “اليوم وبعد نحو عقد من الزمن طورت دولة الإمارات نموذجاً مرجعياً للدول الساعية لتبني برامج جديدة للطاقة النووية السلمية والاستفادة من هذه التقنية في توفير الطاقة اللازمة لدعم برامج النمو الاقتصادي ومواجهة التغير المناخي، كما تمكنت الدولة وفي وقت قياسي من امتلاك خبرات كبيرة في هذا القطاع المتقدم للمشاركة الفاعلة في تطوير تقنيات جديدة في قطاع الطاقة النووية على الصعيد العالمي، كمشاركتها في تحالف دولي رباعي يضم الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكوريا الجنوبية لتطوير نماذج المفاعلات المعيارية المصغرة في جمهورية رومانيا”.
وأشاد سموه بالكفاءات والخبرات الإماراتية التي قامت بدور محوري في تحقيق هذه الإنجازات، وقدمت للعالم نموذجاً جديداً في تطوير برامج جديدة للطاقة النووية من حيث الإدارة وفعالية التكلفة، مجدداً ثقة القيادة الرشيدة في هذه الكفاءات التي تواصل تحقيق الإنجازات في مختلف الميادين ومن بينها قطاع الطاقة النووية.
واختتم سموه زيارته بجولة في محطات براكة التي تنتج ثلاث منها حالياً 30 تيراواط من الكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية كل عام، وتحد من ملايين الأطنان من الانبعاثات الكربونية سنوياً.
ودخلت المحطة الرابعة في براكة مرحلة الاستعدادات التشغيلية والاختبارات ذات الصلة، تمهيداً للحصول على رخصة التشغيل من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية قبل البدء في تحميل الوقود النووي في مفاعل المحطة، تليها مرحلة “اختبار الطاقة التصاعدي” التي تتضمن الرفع التدريجي لطاقة المفاعل ومن ثم وقف المفاعل وإجراء عمليات الصيانة النهائية قبل بدء التشغيل التجاري المتوقع العام المقبل.
ورافق سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، خلال الزيارة، سعادة أحمد مطر الظاهري، رئيس مكتب سمو ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وسعادة ناصر محمد المنصوري، وكيل ديوان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة.