جددت دولة الإمارات، الدعوة إلى حشد الجهود الدولية لابتكار وتبني حلول تجعل التجارة العالمية أكثر استدامة وصداقة للبيئة وترفع مساهمتها في معالجة تحديات التغير المناخي، وذلك عبر رقمنة سلاسل الإمداد واعتماد التقنيات الحديثة.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها وزير دولة للتجارة الخارجية، الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، لدى مشاركته على رأس وفد إماراتي رفيع المستوى، في المنتدى العام لمنظمة التجارة العالمية المنعقد في جنيف بسويسرا، والذي عقد تحت شعار «حان وقت العمل».
وأكد الزيودي التزام دولة الإمارات بالعمل مع الشركاء العالميين لتطوير سلاسل إمداد ذكية قائمة على التكنولوجيا وتزيد من كفاءة عمليات شحن ونقل البضائع وتقلل من استهلاك الطاقة، مشيراً إلى أن التحديات المتعلقة بالتغيرات المناخية أصبحت أكثر إلحاحاً، وهو ما يستلزم قيام المجتمع التجاري العالمي بالتكاتف لخفض البصمة الكربونية لهذا القطاع الحيوي حول العالم.
وضمن فعاليات المنتدى العام لمنظمة التجارة العالمية، شارك الزيودي في جلسة حوارية بعنوان «العلاقة بين التجارة والاقتصاد العالمي وتغير المناخ»، والتي نظمتها دولة الإمارات في إطار استعداداتها لاستضافة المؤتمر الوزاري الـ13 لمنظمة التجارة العالمية في أبوظبي في فبراير المقبل.
وتركزت المناقشات على الاتجاهات التي تشكل التجارة العالمية، ومساهمتها في العمل المناخي وكيف يمكن للمؤتمر الوزاري الـ13 للمنظمة ضمان تحقيق نتائج إيجابية في ما يخص معالجة التحديات المناخية. وشارك في الجلسة أيضاً المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، الدكتورة نغوزي أوكونجو إيويالا، والمديرة التنفيذية لمجلس التجارة الدولية، الدكتورة بويز باميلا كوك هاميلتون، ونائب الأمين العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، بيدرو مانويل مورينو.
وخلال هذه الجلسة الحوارية، جدد الدعوة إلى تبني حلول جديدة لاستدامة سلاسل الإمداد منها تسريع الاعتماد على المركبات الكهربائية ووسائل النقل التي تعمل بمصادر الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة الخدمات اللوجستية والعمليات التشغيلية لنقاط الدخول.
وقال إن التجارة العالمية بوسعها القيام بدور كبير في معالجة قضايا المناخ، ودولة الإمارات عازمة على القيام بدور رائد لحشد الجهود الدولية لتحقيق هذه الغاية، كما يتضح من المبادرة المشتركة «تكنولوجيا التجارة» التي أطلقتها الدولة مع المنتدى الاقتصادي العالمي، والهادفة إلى تسريع دمج التكنولوجيا المتقدمة في النظام التجاري العالمي.
وأضاف: «بينما تواصل دولة الإمارات التحضيرات لاستضافة المؤتمر الوزاري الـ13 لمنظمة التجارة العالمية في فبراير 2024، ومع تخصيص يوم للتجارة ضمن فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) الذي تستضيفه الدولة أيضاً في نوفمبر وديسمبر المقبلين، يجب على مجتمع التجارة الدولي تعزيز العمل المشترك لوضع واعتماد تصور متكامل لسلاسل إمداد أكثر اخضراراً وذكاءً ومرونةً وكفاءة».