تواصل الإمارات بذل جهودها لإغاثة المنكوبين في سورية وتركيا، عبر حملة «جسور الخير»، التي أطلقتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أول من أمس، بالتنسيق مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي، ووزارة تنمية المجتمع، وتستمر لمدة أسبوعين. وشاركت 16 مؤسسة خيرية وإنسانية إماراتية وآلاف من المتطوعين الإماراتيين والمقيمين في الحملة. كما تواصل المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بذل جهودها لتقديم المساعدات، وإرسال المواد الإغاثية والمستلزمات الرئيسة للمناطق المتضررة في البلدين، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، والمنظمات الدولية.
وأرسلت دولة الإمارات العربية المتحدة، أمس، 117 طناً من المواد الإغاثية للمتضررين من الزلزال في سورية وتركيا، شملت 97 طناً من المواد الغذائية، و20 طناً من المواد الطبية، و696 خيمة لإيواء المتضررين، على متن 36 طائرة شحن.
وتفصيلاً، توافد مواطنون ومقيمون من مختلف مناطق الدولة، أمس، على مدينة «إكسبو دبي»، للمشاركة في حملة «جسور الخير» لإغاثة المنكوبين في سورية وتركيا.
وأكد مدير عام هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في دبي، محمد اليماحي، وصول ما يزيد على 1200 متطوع من جهات عدة، مثل «دبي العطاء»، و«الهلال». وشاركت 16 مؤسسة خيرية وانسانية إماراتية والآلاف من المتطوعين الإماراتيين والمقيمين في الحملة.وشهد إطلاق الحملة الوكيل المساعد لقطاع التنمية الاجتماعية في وزارة تنمية المجتمع، حصة تهلك، والقنصل السوري والقنصل التركي، وعدد من الشخصيات الرسمية، فضلاً عن عدد من مديري الدوائر، ومشاهير منصات التواصل الاجتماعي.
ولفت اليماحي إلى أن «تزايد عدد المتطوعين في الحملة يجسد إرث العطاء والخير لدى شعب الإمارات، الذي يهب دائماً لإغاثة المنكوبين في كل مكان من العالم دون تمييز».
ونوه بوجود كثير من الأطفال المتطوعين، الذين لبّوا النداء للمساعدة في تنفيذ عمليات التغليف والتحميل للمواد الإغاثية، مشيراً إلى أن «مثل هذا المبادرات ليست غريبة على أبناء الإمارات، الذين ورثوا من قيادتهم قيم الخير والتكاتف ودعم المتضررين»، مثمناً الجهود المخلصة للجهات الداعمة والمشاركة في الحملة على مستوى الدولة، والمتطوعين والمشاركين، ومناشداً أفراد المجتمع دعم الحملة بالتبرعات العينية والنقدية.
وكانت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي دعت متطوعيها للمشاركة في حملة «جسور الخير»، للمساعدة في تجميع وتعبئة المساعدات الأولية، وحزم الإغاثة لدعم المتضررين والمتأثرين من الزلازل في سورية وتركيا.
وباشرت فرق البحث والإنقاذ، أمس، استعداداتها لافتتاح المرحلة الأولى للمستشفى الميداني في تركيا في منطقة إصلاحية في غازي عنتاب، للبدء بعد ذلك في استقبال المصابين والمتضررين من الزلزال، وتقديم الخدمات الطبية والتشخيصية والعلاجية من خلال أقسام الطوارئ، والعمليات، والعناية المركزة، والأشعة المقطعية، والتعقيم، على أن تتضمن المرحلة الثانية افتتاح بقية الأقسام، التي تشمل المختبر، والأشعة السينية، والصيدلية، وقسم الأسنان، والعيادات الخارجية، وعنابر التنويم بسعة 50 سريراً.
وتستمر الجهود من خلال كوادر إماراتية مؤهلة للعمل على تقديم الدعم الطبي للتخفيف من معاناة المتضررين من الزلزال، وتوفير الإمكانات والموارد، وتقديم يد العون للمصابين، بإشراف فريق طبي متخصص يضم 15 طبيباً من مختلف التخصصات، و60 ممرضاً وفني معدات طبية.
وتستكمل فرق البحث والإنقاذ الإماراتية سعيها لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض من خلال الأجهزة والمعدات النوعية والمتخصصة في هذا المجال.
وتؤدي المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي دوراً محورياً في إغاثة المتضررين من الكوارث في مختلف أنحاء العالم، وتعد عاصمة إغاثية وقت الأزمات، وشريان حياة للمنكوبين حول العالم، وهو الدور الذي تقوم به حالياً لإغاثة ضحايا زلزال سورية وتركيا.وتجسد جهود الإمارات الإنسانية والإغاثية على الساحة الدولية نهجها الراسخ في مد يد العون والمساعدة إلى المجتمعات الشقيقة والصديقة في مختلف الظروف الطارئة.
وتحرص الإمارات منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه) على تقديم الدعم الإنساني والإغاثي للشعوب التي تحتاج إلى المساعدة والاستجابة السريعة للنداء الإنساني للتخفيف من وطأة المعاناة الناجمة عن الكوارث والظروف الطارئة.
وجاءت توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، بتقديم العون وإغاثة المتضررين من الزلزال الذي ضرب الجمهورية العربية السورية الشقيقة وجمهورية تركيا الصديقة لتجسد القيم الأصيلة لدولة الإمارات وقيادتها التي تسير على نهج العطاء والخير المتجذر في مجتمع الإمارات وانطلاقا من دورها المحوري في مد يد العون للجميع في مختلف الكوارث والأزمات لتحضر الإمارات بإنسانيتها في مختلف الأوقات لإغاثة الشقيق والصديق ونجدة الملهوف حتى تخطي المحنة وتعود الحياة إلى طبيعتها.
وتمثل الجهود الإنسانية والإغاثية المشتركة من جانب الجهات والمؤسسات والأفراد في الإمارات فزعة جديدة لمجتمع الإمارات لنجدة الأشقاء والأصدقاء في سوريا وتركيا والتخفيف من وطأة المعاناة التي يمرون بها جراء الكارثة الإنسانية التي حلت عليهم في ديارهم امتثالا لتوجيهات القيادة وتعزيز الاستجابة الإنسانية من خلال فرق الإنقاذ وجمع التبرعات وتقديم المساعدات الإغاثية والغذائية إلى جانب تقديم الدعم الطبي للمصابين بغض النظر عن الجنسية أو العرق أو الدين مما يعكس قيم التسامح والسلام والتضامن الإنساني التي تأسست عليها دولة الإمارات.
وتواصل الكوادر الوطنية جهودها الإغاثية على الساحتين السورية والتركية لتقدم للعالم نموذجا مشرفا في العطاء والأخوة الإنسانية والتعامل باحترافية ومهارة عالية في عمليات الإنقاذ وتقديم المساعدات والخدمات الطبية للتخفيف من هذا المصاب الجلل الذي اهتزت له القلوب وذلك تعبيرا عن قيم الإمارات الإنسانية الأصيلة.
وتعمل فرق البحث والإنقاذ الإماراتية ضمن عملية «الفارس الشهم 2» في كل من سورية وتركيا وسط ظروف مناخية صعبة تنخفض فيها درجات الحرارة بشكل كبير من أجل إنقاذ العالقين تحت الأنقاض.