تواصل الإمارات مواجهة فقد الغذاء وهدره عبر منظومة متكاملة من المبادرات والبرامج التي تحث على تبني السلوكيات الإيجابية والترشيد في استهلاك الغذاء من قبل كافة الأفراد والمؤسسات في المجتمع.
وتستهدف الإمارات الحد من فقد الغذاء وهدره بنسبة 50 بالمئة بحلول عام 2030 وذلك وفقا لمحددات الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي وتماشياً مع الهدف 12.3 من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وتطلق الإمارات سنويا، العديد من المبادرات الهادفة لتشجيع سلوكيات الحد من هدر الطعام، وإدارة الفائض منه وإيصاله إلى أكبر عدد من محتاجيه داخل الدولة وخارجها، إضافةً إلى رفع الوعي المجتمعي للوصول إلى صفر مخلفات طعام.
وشهد شهر مارس الجاري إطلاق دليل “كيف تقلل هدر الغذاء باستخدام ثلاث مبادرات قليلة التكلفة – دليل عملي للموائد المفتوحة في المطاعم”، الذي شكل خطوة مهمة ضمن سلسلة من الجهود التي تبذلها المبادرة الوطنية للحد من فقد وهدر الغذاء “نعمة” لإشراك قطاعات الأعمال والأفراد وصولاً إلى تحقيق هدفها لعام 2030 وهو تخفيض فقد وهدر الغذاء بنسبة 50 %.
ويركز الدليل على ثلاث مبادرات يمكن لقطاع الضيافة تطبيقها لتوعية الجمهور بالجهود المبذولة للحد من فقد وهدر الغذاء وتعزيز التغيرات السلوكية الإيجابية وتشمل تطوير رسائل حول فقد وهدر الغذاء مُصممة بمساعدة علماء مختصين في السلوك لتحفيز الجميع على تقليل ما يتبقى في أطباقهم من الغذاء والعرض البصري لكمية الغذاء في الحصة الواحدة ليروا حجم ما يطلبونه من غذاء ومساعدتهم على اتخاذ قرارات أكثر استدامة إضافة الى البدء باستخدام سلال نفايات شفافة تُظهر كمية الهدر لتكون بمثابة تذكير مرئي بالأثر اليومي لهدر الغذاء”.
وبرزت هذا العام مبادرة بنك الإمارات للطعام التي تشمل توفير ثلاث ملايين وجبة من التبرعات، خلال شهر رمضان الجاري، بالتعاون مع الشركاء، حيث سيعمل البنك على جمع هذه الوجبات بالتنسيق مع جميع شركات الأغذية لحصر التبرعات ونقلها إلى البنك، ثم إلى خارج الدولة بالتنسيق مع الهلال الأحمر الإماراتي؛ كما سيجري التنسيق مع المعنيين في الفنادق وخيم الإفطار لحصر الفائض من الطعام، وتحديد مواقع وأوقات نقل المواد الغذائية والوجبات إلى البنك والجمعيات الخيرية بالتعاون مع شركات التوصيل.
وحقق بنك الإمارات للطعام نتائج مميزة خلال العام الماضي 2022، حيث وصلت كمية الأغذية التي استُلمت إلى أكثر من 11 مليون وجبة، جرى توزيعها في دولة الإمارات وخارجها على أكثر من 11 مليون فرد ، ونجح البنك في استغلال كمية فائض طعام بما يقارب 10 ملايين وجبة، وعقد 31 اتفاقية شراكة جديدة.
من جهتها تواصل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تنفيذ “مشروع حفظ النعمة” الذي بدأ منذ عام 2004، لعلاج ظاهرة الإسراف في استهلاك المواد الغذائية حيث يستقبل المشروع تبرعات الأطعمة الجاهزة والوجبات، التي لم تمتد إليها الأيدي، ويتبع معايير ومواصفات عالية الجودة في السلامة والصحة الغذائية، والحفاظ على الأطعمة الفائضة وطرق إعادة تعبئتها، ومن ثم توزيعها على المستفيدين من الأسر المعوزة وعمال الشركات بسيارات جهزت خصيصاً لذلك.
وتطبق الهيئة من خلال مشروع حفظ النعمة، إجراءات متعددة لتحقيق الاستفادة القصوى من كميات الطعام المهدرة، تقوم على إعادة تدوير متبقيات الطعام لتذهب إلى الأسر المتعففة وأن يستفاد من الأغذية غير الصالحة للاستخدام في صناعة أسمدة للنباتات وطعام للحيوانات.
بدورها أطلقت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية بالتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك، حملة توعوية للحد من هدر الغذاء قدمت خلالها مجموعة من النصائح والإرشادات لجمهور المستهلكين حول أهمية الحفاظ على الطعام والتشجيع على الاستخدام الفعال للأغذية، وتعزيز الوعي بأهمية التسوق الذكي القائم على شراء الاحتياجات الضرورية من الأغذية بالكميات التي تناسب عدد أفراد الأسرة، والتحقق من تاريخ انتهاء الصلاحية قبل شراء المواد الغذائية.
وكانت الهيئة قد أصدرت الدليل الإرشادي بشأن تقليل هدر الغذاء – قطاع خدمات الطعام الذي تم إعداده وفق أفضل الممارسات في إعداد التشريعات التي تنتهجها الهيئة والمتضمنة في دليل إعداد التشريعات والسياسات الخاص بالهيئة.
يذكر أن تقديرات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو”، تشير إلى أن 14% من الغذاء في العالم يهدر ما بين المزارع وسوق الجملة بقيمة 400 مليار دولار، بينما يهدر نحو 17% ما بين بائع التجزئة والمستهلك بقيمة 700 مليار دولار، لتصل قيمة الخسائر الغذائية إلى 1.1 تريليون دولار سنوياً.