أكد عالم الفضاء الدكتور فاروق الباز مدير مركز الاستشعار عن بُعد في جامعة بوسطن الأميركية، أن دولة الإمارات خطت خطوات كبيرة في مجال الفضاء، وأصبحت من الروّاد إقليمياً وعالمياً ببرامج طموحة يقودها الشباب.
جاء ذلك خلال افتتاح المنتدى العالمي لصحافة الذكاء الاصطناعي (AIJWF) الذي أطلقته مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي «AIJRF» بدورته الرابعة، بالتعاون مع جامعة دبي وبحضور أكثر من 150 من الباحثين والخبراء من 15 دولة عربية وأجنبية.
وقال الباز مخاطباً الشباب العربي: «تستطيعون أن تصنعوا المعجزات بالعلم والتطور، والأمل في غدٍ مشرق.. ومن واقع تجاربنا السابقة في تدريب وتطوير مهارات العديد من روّاد الفضاء في (ناسا) وغيرها من المواقع العالمية، أؤكد لكم أن قطار التكنولوجيا سريع ومتطور، ويسابق يوماً بعد يوم قدرات البشرية، لذا يجب علينا ألّا نفوت الوقت أو الجهد في التعلم المستمر، واستغلال جميع الفرص، لدمج الذكاء الاصطناعي أو التكنولوجيا المتقدمة في حياتنا اليومية».
وأشار الباز في كلمة ألقاها نيابة عنه، رئيس مؤسسة صحافة الذكاء الاصطناعي (AIJRF)، الدكتور محمد عبدالظاهر، إلى أنه يمكن للمؤسسات العربية سد الفجوة في تقنيات الذكاء الاصطناعي وإدماجها في اللغة العربية، وقال: «هناك تحديات للغة العربية وصناعة أدوات وحلول الذكاء الاصطناعي باللغة العربية وهي ليست صعبة ويمكن سد الفجوة الكبيرة في تطبيقات وحلول الذكاء الاصطناعي باللغة العربية عن طريق تحفيز العلماء والمبرمجين العرب على صناعة تطبيقات وأدوات خاصة تتوافق كلياً مع مفردات اللغة العربية الثرية، وعبر تبني الحكومات العربية برامج بحثية طويلة الأمد، بهدف صناعة أدوات تكنولوجية متقدمة تتوافق مع اللغة العربية وثقافتنا العربية وبناء جيل من الشباب وصغار السن للتخصص الدقيق في الذكاء الاصطناعي وتقنيات الثورتين الصناعيتين الرابعة والخامسة، داخل المدارس والجامعات العربية».
من جانبه، أكد رئيس جامعة دبي، الدكتور عيسى البستكي، أهمية دور الجامعات العربية، بوصفها حاضنات في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي بمختلف جوانب العملية التعليمية، وتعزيز دور الطلبة والخريجين في فرص العمل المستقبلية.
ولفت إلى أهمية تطوير الذكاء الاصطناعي بما يتوافق مع اللغة العربية، ودعم أي مبادرات عربية في ما يتعلق بتصميم تطبيقات وأدوات تتوافق مع اللغة العربية، بما يعود بالنفع على الثقافة العربية وعلى الطلبة والخريجين والمجتمعات العربية، وبما يتجاوز التحديات التي تواجه التطبيق. وتناول المستشار الأكاديمي في المكتب التنفيذي للشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، الدكتور عبداللطيف الشامسي أهمية دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي المختلفة في الجامعات والمدارس، وأهمية تعليمها للطلبة، لافتاً إلى أن العالم العربي الآن ينتقل إلى مرحلة جديدة في تبني هذه التقنيات على مستوى قطاعات عدة، وأشاد بالمبادرات التي أطلقتها دولة الإمارات ومنها مبادرة «مليون مبرمج» التي تسهم بشكل كبير في دعم اللغة العربية، ودمجها في العديد من هذه التقنيات على المستوى العربي.
وأكد رئيس المنتدى العالمي لصحافة الذكاء الاصطناعي (AIJWF)، الدكتور محمد عبدالظاهر، أن العالم يشهد حالياً تطورات متسارعة جداً في التكنولوجيا المتقدمة وتقنيات الثورتين الصناعيتين الرابعة والخامسة التي ألقت بظلالها على صناعة المحتوى في شتى مجالات الحياة وصناعة المحتوى التي تعزز روافد الاقتصاد الرقمي العالمي. وأضاف أن حجم سوق الذكاء الاصطناعي العالمي في مجال الإعلام والترفيه يقدر بنحو 14.81 مليار دولار في عام 2022، ووصل إلى 19.75 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 26% من عام 2023 إلى عام 2030، وتابع: السؤال المهم هنا هو ما حجم هذه السوق في المنطقة العربية وأقصد هنا حجم الإنتاج وليس حجم استهلاك تلك التقنيات؟
وركزت الدورة الرابعة من المنتدى العالمي لصحافة الذكاء الاصطناعي على تطويع اللغة العربية للذكاء الاصطناعي، وتناولت محاور عدة، منها الذكاء الاصطناعي التوليدي وصناعة المحتوى الإعلامي العربي، ونسبة المحتوى الإعلامي العربي في عالم الميتافيرس، وتحديات النشر والترويج، والمحتوى الخدمي عبر المؤسسات الحكومية، وتحديات صناعة المحتوى.
. 150 باحثاً وخبيراً من 15 دولة عربية وأجنبية يشاركون في المنتدى.