في رحلة مهنية حافلة امتدت لأكثر من 21 عاماً، أثبتت معلمة التربية الإسلامية بمجمع زايد التعليمي في دبا الفجيرة، موزة محمد راشد سعدان الحفيتي، أن الإبداع في التعليم يمكن أن يصل إلى العالمية، إذ تقف اليوم هذه المربية المواطنة بين الـ50 معلماً الأفضل على مستوى العالم، ضمن قائمة جائزة «فاركي جيمس» العالمية لأفضل معلم، وهي أكبر جائزة تعليمية من نوعها بقيمة مليون دولار.
وجاء اختيار المعلمة الإماراتية، موزة الحفيتي، ضمن قائمة أفضل 50 معلماً مرشحين لجائزة المعلم العالمية لعام 2025، من بين أكثر من 5000 ترشيح من 89 دولة حول العالم، وسيتم الإعلان عن الفائز في القمة العالمية للحكومات، التي ستُعقد في دبي من 11 إلى 13 فبراير المقبل، كما ضمت القائمة الآسيوية للمرشحين معلماً وأربع معلمات من دول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك البحرين والسعودية وعمان.
وقدمت الحفيتي إسهاماً بارزاً أثناء جائحة «كوفيد-19»، حيث ابتكرت طرقاً تعليمية طوّرت من أداء الطلبة خلال الجائحة، تمثلت في إطلاق منصة تعليمية افتراضية كانت بمثابة مكتبة شاملة تجمع الحصص الدراسية كافة، ما سهّل على الطلاب متابعة تعليمهم في ظل الظروف الاستثنائية، واستمرت في تطوير هذه المكتبة الإلكترونية لتصبح مرجعاً دائماً للطلاب، الأمر الذي رشحها لهذه الجائزة العالمية التي اكتشفتها من خلال إعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويأتي ترشيح موزة الحفيتي للجائزة العالمية امتداداً لمسيرة حافلة بالتميز والإنجاز، حيث قالت في حديثها لـ«الإمارات اليوم»: «حصدت العديد من الجوائز على المستويين المحلي والعربي، ومن أبرز تلك الجوائز جائزة حمدان بن راشد لفئة المعلم المتميز (الدورة 13)، وجائزة الشارقة لفئة المعلم المتميز (الدورة 18)، وجائزة خليفة التربوية لفئة المعلم المبدع (الدورة 11)، إضافة إلى تأهلها للمرحلة الثانية من وسام مجلس الوزراء ضمن جائزة الشيخ محمد بن راشد لفئة المعلم، كما فازت بجائزة الإمارات للمعلم المتميز، وشاركت في جائزة محمد بن زايد لأفضل معلم خليجي، التي أتاحت لها فرصة الالتحاق ببرنامج تدريبي متقدم في سنغافورة».
وأكدت الحفيتي أن مشاركتها في الجوائز المحلية والعربية والدولية شكلت محطة محورية في تعزيز خبراتها التعليمية، ما انعكس بشكل مباشر على مستوى الطلاب وتحصيلهم الأكاديمي، مشيرة إلى أنها استفادت بشكل كبير من البرنامج التدريبي في سنغافورة، الذي أتاح لها فرصة الاطلاع على أساليب تعليمية مبتكرة، قامت بتطبيقها عملياً وتدريب المعلمين عليها بصفتها مدرباً معتمداً لدى وزارة التربية والتعليم.
وأضافت أنها ركزت على تنمية مهارات التحدث والإلقاء لدى طلبة المرحلة الأولى، حتى تمكنوا من تقديم دورات تدريبية لزملائهم، لافتة إلى أنها أشرفت على مشاريع طلابية ناجحة حصدت جوائز محلية، الأمر الذي يعكس أهمية دعم الإبداع وتنمية المواهب في الميدان التربوي.
وأعربت الحفيتي عن فخرها وسعادتها بوصولها إلى قائمة أفضل 50 معلماً على مستوى العالم.
وأكدت أن هذا الإنجاز هو ثمرة لرحلة طويلة من العمل الدؤوب والتزام تطوير العملية التعليمية، وقالت: «إن ترشيحي لهذه الجائزة العالمية يمثل تتويجاً لسنوات من الجهد والتفاني، حيث سعيت دائماً إلى تقديم الأفضل للطلاب، سواء من خلال تطوير أساليب التدريس، أو من خلال بناء منصات تعليمية تسهم في تعزيز تجربة التعلم».
ورأت أن هذا الإنجاز لم يكن ليكتمل لولا دعم زميلاتها المعلمات وإدارة مجمع زايد التعليمي، الذين شكلوا حافزاً دائماً لتحقيق التميز، كما وجهت شكرها لقيادة الدولة الحكيمة التي تضع التعليم في صدارة أولوياتها، مؤكدة أن الرؤية الاستراتيجية للقيادة الرشيدة أسهمت في خلق بيئة محفزة للإبداع والابتكار في قطاع التعليم.
وتؤمن الحفيتي بأن التعليم رسالة سامية، ولا يقتصر دورها كمعلمة على تقديم المعلومات، بل يمتد ليشمل بناء أجيال قادرة على مواجهة تحديات المستقبل بثقة وإبداع، وقالت: «أشعر بالفخر لأنني أمثل الإمارات في هذه المنافسة العالمية، وأتطلع لأن أكون مصدر إلهام لكل معلم ومعلمة يسعون لتطوير مهاراتهم وخبراتهم، بما يحقق الفائدة لأبنائنا الطلبة».
«فاركي»: الحفيتي أنشأت بيئة تعلم شاملة ومحفزة
وصفت مؤسسة «فاركي» العالمية، في موقعها الإلكتروني، معلمة التربية الإسلامية، موزة محمد راشد سعدان الحفيتي، بأنها واحدة من أبرز المعلمين على مستوى العالم، وذلك تقديراً لإبداعها في التعليم وابتكاراتها التعليمية، إذ ركزت الحفيتي على إنشاء بيئة تعلم شاملة ومحفزة، وتعتمد على دمج التكنولوجيا لتعزيز مشاركة الطلاب وتشجيع التفكير النقدي والإبداع، كما ابتكرت سجادة صلاة تفاعلية، وأسست مبادرة «التكنولوجيا الواعدة» لتطوير المهارات المستقبلية للطلاب.