حذر أطباء من تجاهل الأعراض المتكررة التي يظن كثيرون خطأ أنها بسيطة أو آنية، مثل السعال والصداع، وحبوب البشرة، والدماء في البول أو البراز، مؤكدين أنها قد تكون إشارات أولية لأمراض خطرة ومستعصية، مثل السرطانات والأمراض المزمنة.
وقال الأطباء إن كثيراً من المرضى راجعوا مستشفيات وعيادات في مختلف التخصصات، للشكوى من أعراض بسيطة ومتكررة، لتُظهر الفحوص التي خضعوا لها أنها كانت إشارات لاحتمال الإصابة بأمراض مزمنة، مشيرين إلى إمكانية التصدي لها وعلاجها في الوقت المناسب.
وتابعوا أن مرضى – في حالات أخرى – أهملوا هذه العلامات، وعندما توجهوا إلى العيادات الطبية، أظهرت الفحوص أنهم دخلوا في مراحل متأخرة من أمراض يصعب علاجها.
وحذر استشاري المخ والأعصاب الدكتور سهيل عبدالله الركن، من تجاهل الأعراض المتكررة، مهما كانت بسيطة.
وقال إن هناك أعراضاً لأمراض عصبية لا تقبل التغاضي عنها أو تجاهلها، أبرزها الصداع اليومي المتكرر، مؤكداً أنه «إذا استمر الصداع لأكثر من خمسة أيام، فيجب زيارة الطبيب لمعرفة السبب، لأنه قد يكون مؤشراً على وجود التهاب أو أورام في الدماغ، أو الأغلفة المحيطة به».
ومن الأعراض الأخرى الشعور بـ«تنميل» أو خدر أو ضعف في نقطة من الجسم لمدة تراوح بين ثلاث وخمس دقائق، «ففي هذه الحال يجب زيارة الطبيب فوراً، لأنها قد تكون علامة من علامات الجلطات الدماغية».
وقال إن «هذه الأعراض التحذيرية تشتمل أيضاً على الضعف العام، أو عدم التوازن، أو ضعف وفقدان البصر المؤقت، لدقائق أو ساعة تقريباً».
وأكد أن «كثيراً من المرضى يتغافلون عن هذه الأعراض الدالة على قرب الإصابة بمرض خطر، ما قد يسبب لهم الإصابة بالشلل، أو حدوث مشكلات في الدماغ تؤثر سلباً في سائر وظائف الجسم».
وتابع أنه «في حال الشعور باضطراب البصر، وعدم وضوح الرؤية لساعات أو أيام متتالية، فإن على المريض مراجعة الطبيب المختص فوراً، لأن ذلك قد يكون مؤشراً على وجود التهاب في العين، وكذلك الحال بالنسبة إلى الشعور بدوخة خلال المشي أو الحركة، فقد يكون مؤشراً على وجود مشكلة في الأذن الداخلية أو المخيخ، والشعور بمشكلة في التركيز أو الذاكرة، خصوصاً لمن هم في عمر 50 عاماً فما فوق، لأن ذلك قد يكون عرضاً لأمراض مثل الخرف أو الزهايمر، وهي أمراض يمكن منعها في حال التدخل المبكر».
بدورها، أكدت استشارية طب الأسرة، الدكتور ابتهال مكي، استقبال كثير من المرضى من الجنسين، يتبين أنهم دخلوا في مراحل متقدمة من أمراض مزمنة، بسبب تجاهل مؤشرات وعلامات دالة عليها، لافتة إلى أن «علامات مثل ظهور تصبغات جلدية قد تكون مؤشراً على الإصابة بسرطان الجلد، وظهور بثور في منطقة الثدي قد يكون مؤشراً للإصابة بسرطان الثدي، وخروج دم أثناء عملية الإخراج قد يكون مؤشراً للإصابة بسرطان القولون».
وحذّرت من إهمال أعراض مثل كثرة التبول أو العطش الشديد المتكرر، لأن هذه كلها إشارات للإصابة بالسكري.
وأكدت ضرورة إجراء فحص دوري لمراقبة وظائف الجسم، لاكتشاف الأمراض في بدايتها، إذا حدثت الإصابة بها.
وأعرب الأستاذ في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، استشاري الغدد الصماء والسكري، الدكتور محمد حسانين، عن أسفه لميل الكثيرين لتجاهل الأعراض، معتبراً أنها «ثقافة شائعة ومنتشرة على نطاق واسع، وقد دفع ثمنها كثيرون، بعد اكتشافهم الإصابة بأمراض مستعصية في مراحل متأخرة».
وشدد على ضرورة المتابعة الدورية مع الطبيب المختص في حال رصد أي علامات أو دلالات تثير القلق أو المخاوف للتعامل الآني معها.
وأكد الأطباء ضرورة الالتزام بإجراء فحوص دورية – خصوصاً بعد بلوغ سن 40 عاماً – لرصد أي تغيرات قد تحدث في وظائف الجسم بفعل التقدم في العمر، أو لأسباب وراثية، أو لاحتمالية ظهور أمراض أخرى.
علامات للنوبة القلبية
قد تظهر بعض الأعراض المبكرة للنوبة القلبية قبل شهر أو نحو ذلك من حدوثها:
• تعب غير عادي وانخفاض في الطاقة.
• مشكلات في النوم.
• مشكلات في التنفس.
• عسر الهضم.
• القلق.
• آلام في الظهر أو البطن.
أما أثناء الإصابة بنوبة قلبية فقد تحدث الأعراض الآتية:
• ألم أو ضغط غير مريح أو شد أو شعور بالامتلاء في منتصف الصدر يستمر لبضع دقائق أو يختفي ثم يعود.
• ألم أو انزعاج في مناطق أخرى من الجزء العلوي من الجسم، بما في ذلك الذراعان أو الظهر أو الرقبة أو الفك أو المعدة.
• ضيق في التنفس مع أو دون انزعاج في الصدر.
ومن الأعراض الأخرى:
• التعرق البارد.
• الغثيان أو القيء.
• الدوخة.