أفادت مديرة إدارة سلامة الطفل بالشارقة، هنادي سالم اليافعي، أن هناك أربع وسائل رئيسة تتم من خلالها عمليات التنمر الإلكتروني، التي غالباً ما يتعرّض لها الأطفال والمراهقون الذين تراوح أعمارهم بين 12 و18 عاماً، أبرزها الألعاب الإلكترونية.
وقالت اليافعي لـ«الإمارات اليوم»: «إن التنمر الإلكتروني سلوك متعمد ومتكرر، يهدف إلى إيذاء أو إهانة أو ترويع شخص آخر عن طريق استخدام التقنيات الرقمية، مثل وسائل التواصل الاجتماعي، والبريد الإلكتروني، والمراسلة الفورية، وأحياناً عبر الألعاب الإلكترونية، نتيجة لانتشار الهواتف ومختلف أنواع الأجهزة المتصلة بالإنترنت وسهولة وصول الأطفال إليها».
وأوضحت أن «الدراسات أثبتت أن الأطفال هم الأكثر عُرضة للتنمر الإلكتروني، لأنهم يستخدمون التقنيات الرقمية لساعات متواصلة».
وبحسب دراسة أجرتها منظمة يونيسف، فإن 43% من المستخدمين تعرّضوا للتنمر عبر الإنترنت، و71% من المستطلعين هم من فئة 15-24 سنة.
وأظهرت دراسة أخرى أجرتها منظمة دولية لحقوق الطفل، أن 36% من المستطلعين تعرّضوا للتنمر عبر الإنترنت.
وذكرت أن من أبرز أمثلة التنمر الإلكتروني نشر الأكاذيب أو الشائعات أو الصور المسيئة أو المحرجة عن شخص ما على وسائل التواصل الاجتماعي، أو إرسال رسائل تهديد أو انتحال شخصية، وإرسال رسائل سلبية أو مخزية باسمه أو من خلال حسابات وهمية، فضلاً عن أن هناك تنمراً يهدف إلى التجسس على خصوصية شخص ما أو سرقة كلمات المرور الخاصة به أو معلوماته الشخصية.
وكشفت أنه عادةً ما يستهدف الأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 12 و18 عاماً من المتنمرين الإلكترونيين، ويمكن أن يكون ضحايا التنمر الإلكتروني من الأطفال الذين يواجهون صعوبات في الاندماج الاجتماعي، أو يعانون ضعف الثقة بالنفس.
وأشارت إلى أن التنمر الإلكتروني يُسبب ضرراً كبيراً على الطفل من الناحية النفسية والاجتماعية والتعليمية، ومن الأضرار التي يعاني منها: الشعور بالاكتئاب والقلق والحزن والوحدة والخوف، وانخفاض الثقة بالنفس وانعدام الرضا عن الذات، مع إيجاد صعوبة في التركيز والتحصيل الدراسي، وصعوبة في تكوين الصداقات والعلاقات الاجتماعية وصعوبة في الحفاظ عليها.
ولفتت إلى أن الطفل الذي يتعرّض للتنمر يتجنب المشاركة في الأنشطة التي كان يحبها أو يستمتع بها، ويصاب بأرق وتغيّرات في الشهية، وبعض الأطفال الذين يتعرّضون للتنمر يفكرون في الانتحار أو إيذاء النفس، لذلك من المهم جداً التعامل مع حالات التنمر الإلكتروني بسرعة وحزم، وإبلاغ شخص بالغ موثوق به، وطلب المساعدة من المتخصصين إذا لزم الأمر.