بقلم: الشيخ عزام الصباح
من حيث المبدأ، لغة السلاح والحروب أمر ترفضه كل القيم الإنسانية والدينية انطلاقاً من مبدأ احترام آدمية البشر وحقهم في الحياة الحرة الكريمة، كما أن مبدأ السلم العالمي غاية تنشدها جميع الدول وتعمل من أجلها الأمم المتحدة والمنظمات التابعة والرديفة لفك الاشتباكات ووقف الحروب وإحلال السلام .
ومن خلال المتابعة للأحداث الدائرة حالياً بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والتصعيد الحالي بين الجانبين وما آلت إليه الأمور بشكل سلبي وتسارع للأحداث بشكل دراماتيكي يعيد للأذهان العديد من التجارب الدولية السابقة سواء كانت في منطقة الشرق الأوسط أو خارجها حول إمكانية أن تهيئ الأحداث الحالية الساحة الدولية والإقليمية لحلحلة وتحريك عملية السلام بشكل حقيقي وفعلي من خلال الوصول إلى انفراج سياسي مبدئي تبنى عليه تفاهمات قائمة على أسس عملية السلام بين الجانبين . ولا شك أن ما يحدث، خصوصا اختراق الدفاعات الإسرائيلية من خلال عنصر المفاجأة الاستراتيجية، يعيد للأذهان بعض التجارب التي تطرح تساؤلات وفرضيات أبرزها هل يتكرر سيناريو حرب 6 أكتوبر 1973 والتي أتى بعدها اتفاق سلام كامب ديفيد بين إسرائيل ومصر وحرب لبنان عام 1982 التي نتجت عنها ترتيبات أمنية واتفاقيات بين لبنان وإسرائيل؟ والثابت في القواعد السياسية والعسكرية أن التعرض للانكسار قد يدفع إلى القبول بالتسويات السياسية الممكنة أو التوافق على أخف الضرر .
وهنا تجدر الإشارة إلى أن التصعيد المفرط واستخدام القوة بشكلها العنيف يخدمان المعسكر المتطرف في إسرائيل ويذهب بالأمور باتجاه لا تحمد عواقبه، وهو أمر لا يخدم الجهود المبذولة لتحقيق السلام في المنطقة. نؤكد ان مايحدث يثبت مجدداً أنه لا سلام ولا استقرار إلا بحل القضية الفلسطينية بشكل عادل من خلال “حل الدولتين”، وعلى المجتمع الدولي بذل المزيد من الدعم للجهود المبذولة لتحقيق السلام وحل القضية الفلسطينية.