كشفت دراسة حديثة اعتمدها المجلس التنفيذي لحكومة دبي، أن 25% من المواطنات الحاملات لخلاصة قيد من إمارة دبي لديهن ما يزيد على ستة أطفال، في حين لدى الغالبية منهن ما يزيد على ثلاثة أطفال.
وأكد مختصون أن الاستقرار المادي والنفسي وارتفاع نسب السعادة في المجتمع، أبرز أسباب إقبال المواطنين على الإنجاب.
وتفصيلاً، اعتمد المجلس التنفيذي أخيراً دراسة عن واقع الخصوبة في إمارة دبي، اعتمدت على استطلاعات رأي ومسوحات شملت السنوات الماضية، وأظهرت أن الرغبة في الإنجاب لدى الإماراتيين مرتفعة.
وخلصت الدراسة إلى عدد من التوصيات الفاعلة بهدف تعزيز استقرار الأسر وتشجيعها على الإنجاب، منها زيادة الوعي المجتمعي حول الزواج، وتقديم حزم الزواج التشجيعية، وتدريب المقبلين على الزواج، وتقديم خدمات دعم واستشارات أولياء الأمور وحملات توعوية حول أسس الأسر المستقرة، إضافة إلى زيادة خدمات مركز دبي للإخصاب، وزيادة توفير حضانات في مقار العمل الحكومية.
وأكد أطباء لـ«الإمارات اليوم» أن الحكومة وفرت المحفزات التي تشجع المواطنين على الإنجاب، سواء من خلال توفير المسكن، أو بيئات العمل المناسبة، فضلاً عن تحقيق الاستقرار المجتمعي، والعمل بشكل مستمر على رفع معدلات السعادة لديهم.
كما عملت على وضع حلول جذرية للتحديات التي قد تواجه المواطنين في ما يتعلق بالإنجاب.
وأكدت مديرة مركز دبي للإخصاب، هناء طحوارة، أن المركز بناء على معطيات البيانات والإحصاءات المتوافرة لنسبة المواطنين المتلقين للعلاج فيه، يشهد إقبالاً من المواطنين على العلاج، وتشمل الحالات مختلف الفئات العمرية من أسر يوجد لديها أبناء بشكل سابق وأسر لم ترزق بالأطفال.
ولفتت إلى أن مؤسسة دبي الصحية الأكاديمية بذلت جهوداً كبيرة للتشجيع على الإنجاب، بإطلاق مبادرات لعلاج مشكلات الإنجاب لدى المواطنين.
وأكدت الانتهاء أخيراً من توفير مبنى جديد مزود بمختلف الإمكانات اللازمة للتوسع في خدمات الإخصاب من حيث عدد غرف العمليات والعيادات، ومختبر علم الأجنة وغيرها، فضلاً عن توفير مختلف الأجهزة الطبية بأحدث المواصفات العالمية اللازمة لتقديم الخدمات التخصصية الصحية في مجال الإخصاب وفق أعلى المعايير الدولية.
كما أكدت أن المركز من المراكز الرائدة في تقديم خدمات المساعدة الطبية على الإنجاب وفق أعلى المعايير والمواصفات العالمية على مدار 31 عاماً منذ افتتاحه سنة 1991.
ويتوافر لدى المركز طاقم طبي وفني وإداري متميز لتقديم الاستشارات الطبية والعلاجات التخصصية الفريدة من نوعها ضمن نطاق خدمات الإخصاب بأعلى المعايير العالمية التي تثبتها نتائج الحمل الناتجة عن العلاجات المقدمة في المركز.
وحول أهم خطط التوسع في خدمات المركز خلال الفترة المقبلة ذكرت طحوارة أن المؤسسة تعمل على رفع عدد الكادر الطبي والفني اللازم للتوسع في نطاق تقديم الخدمة، لرفع كفاءة المركز من حيث التوسع في الخدمات، وتقديم أحدث الحلول الخاصة بزيادة فرص الإنجاب.
وأشارت إلى أن عدد المواليد الذين ساعد المركز في إنجابهم ضمن «مبادرة الأمل»، التي أطلقت بمكرمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لدعم المواطنين الذين يعانون تأخر الإنجاب، وصل منذ إطلاقها في 2013 حتى 2022 إلى 619 مولوداً، في حين تجاوز إجمالي عدد المواليد الذين ساعد المركز في إنجابهم منذ افتتاحه 5350 مولوداً من جميع الجنسيات.
وقال أستاذ علم الاجتماع التطبيقي في جامعة الشارقة، الأستاذ الدكتور أحمد فلاح العموش، إن «استقرار الوضع الصحي والنفسي، وتوفير بيئات عمل مناسبة للأمهات، والاندماج الأسري، من أبرز محفزات الإقبال على الإنجاب»، مشيراً إلى أن «كثيراً من المواطنات عاملات، وتوفير بيئة عمل مرنة تمكنهن من تحقيق التوازن بين أبنائهن وعملهن، ما يسهم بشكل كبير في تحفيزهن على هذه الخطوة».
ولفت العموش إلى أن حب الإنجاب والإكثار من الأبناء عادة عربية قديمة، وتؤثر عليها الظروف الاجتماعية بالدرجة الأولى من حيث الثقافة السائدة، مؤكداً أن المجتمع الإماراتي يحظى بكل محفزات الإقبال، الأمر الذي يجعل من نسبة الـ25% رقماً قابلاً للزيادة مستقبلاً.
من جهته، أفاد استشاري طب الأسرة والصحة المهنية، الدكتور منصور أنور، بأن توفير بيئات عمل صديقة للوالدين تتمتع بكل ما يمكن المرأة من اتخاذ قرار الإنجاب دون تردد؛ من أهم ما يحفز المواطنات على الإنجاب، خصوصاً ما يتعلق بإجازات الأمومة، وتوفير غرف للرضاعة بمقرات العمل، وتوفير حضانات للأطفال قريبة من مقرات أعمالهن، فضلاً عن توفير الحوافز المادية والصحية.
وعزا إنجاب 25% من المواطنات أكثر من ستة أبناء إلى الدعم الحكومي الكبير للمواطنين من خلال تسهيل الحصول على المسكن، وتوفير حياة كريمة مستقرة، وتعليم مجاني، وخدمات صحية عالية الكفاءة بالمجان، كذلك تصميم الحكومة الأحياء السكنية لتصبح صديقة للطفل، والعائلات بشكل عام.
وقالت أخصائية التوليد وأمراض النساء في مستشفى «تداوي» في دبي، الدكتورة سهير البعيني، إن تذليل صعوبات الحياة لدى أي أسرة من أهم المحفزات على الإنجاب دون خوف أو تردد، كذلك التثقيف والتوعية المجتمعية والصحية حول هذه النقطة.
وذكرت أنه «طالما كان المجتمع يحظى بالاستقرار المادي والصحي والأمني والنفسي؛ فإن الإقبال على الإنجاب سيكون في أعلى مستوياته»، مؤكدة أن «المجتمع الإماراتي تتوافر فيه كل هذه المقومات».
أحمد فلاح العموش:
«حب الإنجاب والإكثار من الأبناء عادة عربية قديمة.. تؤثر فيها الظروف الاجتماعية بالدرجة الأولى».
مبنى جديد.. للتوسع في خدمات الإخصاب. À أرشيفية