يسعى معظم الأسر لإشراك أطفالهم في المخيمات الصيفية لاستثمار أوقاتهم في أنشطة مفيدة، تنمي مواهبهم وتساعدهم على تفريغ طاقاتهم بطريقة صحية وآمنة، إلا أن ارتفاع الاشتراك المادي فيها يظل عائقاً أمام كثير من الأسر.
ورصدت «الإمارات اليوم» زيادة الإعلانات الممولة على وسائل التواصل الاجتماعي، تروج لـ«SUMMR CAMP»، وتؤكد توافر أنشطة عديدة.
وتراوح رسوم الاشتراك في اللعبة الواحدة لثماني حصص (مدة الحصة ساعة واحدة) ما بين 400 و600 درهم، فيما يراوح الاشتراك في المخيم من العاشرة إلى الثانية بعد الظهر بين 500 و1200 درهم أسبوعياً.
وتوفر بعض المخيمات للأطفال حصصاً للتمارين الذهنية، إضافة إلى توفير خدمة النقل.
وأكد ذوو طلبة أن رسوم اشتراك مراكز الأنشطة والمخيمات الصيفية مرتفعة جداً، حيث يبلغ أقل اشتراك 400 درهم، وتصل في بعض المراكز والمخيمات المعروفة إلى أكثر من 1000 درهم في الأسبوع.
وأشارت الأمهات، ليلى مبروك وزينة عبدالله وجوري أحمد، إلى أن أكثر ما يشغل الأسر خلال الإجازة الصيفية هو كيفية شغل أوقات فراغ الأبناء بأمور مفيدة، تبعدهم عن الهواتف والأجهزة اللوحية، إلا أن الأسعار المبالغ فيها للمراكز والمخيمات تحد من القدرة على إشراك الأبناء فيها، كما أن حرارة الجو وارتفاع الرطوبة يقفان حائلاً أمام ممارستهم أي نشاط في الحدائق والمتنزهات العامة.
وأكد الآباء، أحمد عامر ووائل سلامة ومايكل راغب، أن اقتصار الأماكن المناسبة لشغل أوقات الفراغ بالنسبة للأطفال، خلال فترة الصيف، على الأندية والمخيمات الخاصة، يحرم الأطفال من الاستمتاع بالإجازة الصيفية، ويجعلهم حبيسي المنازل أمام شاشات الكمبيوتر والأجهزة اللوحية.
ودعوا إلى عودة الفعاليات الصيفية التي كانت تنظم سابقاً خلال الإجازة المدرسية داخل المدارس الحكومية، التي كانت تستقبل الأطفال مجاناً، وتوفر لهم عشرات الأنشطة، وتساعدهم على استغلال أوقات فراغهم بعد الانتهاء من عام دراسي طويل.
فيما أكد اختصاصيون اجتماعيون، محمد فريد ومنال ربيع ومريم صالح، أهمية دمج الأطفال في نشاطات توافق ميولهم، لتنمية طاقاتهم وتوجيهها في المسار الصحيح، محذرين من أن عدم توفير مسارات صحية للأطفال لإفراغ طاقاتهم، يدفعهم إلى شغل أوقات فراغهم بالأجهزة الإلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الرقمية لفترات طويلة، التي تغيب فيها أوجه الرقابة الاجتماعية، ما يجعلهم مهيئين للانحراف وممارسة سلوكيات قد يؤثر بالسلب عليهم
وفي المقابل، عزا مسؤولون عن مراكز ومخيمات أنشطة صيفية، فضلوا عدم ذكر أسمائهم، ارتفاع رسوم الاشتراك إلى ارتفاع كلفة إيجار أماكن تنظيم المخيمات، إذ تقام إما في المرافق الرياضية الخاصة بالفنادق أو المدارس الخاصة، إضافة إلى رواتب المدربين والعمالة المساعدة، مشيرين إلى أن العائد المادي في كثير من الأوقات لا يغطي كلفة المخيم، خصوصاً في حال عدم القدرة على اجتذاب عدد كافٍ من الأطفال للاشتراك في الأنشطة.