حذر استشاري الأمراض الجلدية في دبي، الدكتور أنور الحمادي، من مخاطر التعرض المفرط لأشعة الشمس خلال فصل الصيف.
كما حذر من محاولات بعض المؤثرين الاجتماعيين والمشاهير دعوة متابعيهم لتعريض بشرة الوجه لأشعة الشمس، لإضفاء ألوان «صيفية» عليها.
وأكد أن «التصبغات الجلدية، والعدوى الفطرية، وأمراضاً أخرى مثل الأرتيكاريا، والكلف، والذئبة الحمراء، من أكثر الأمراض شيوعاً خلال فصل الصيف، بسبب ارتفاع معدلات الحرارة والرطوبة».
وأوضح أن درجات الحرارة في المنطقة تصل إلى معدلات قياسية خلال فصل الصيف، وهو ما يتطلب اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية، خصوصاً خلال ساعات الذروة (من 9 صباحاً حتى الساعة 4 عصراً)، وهي الفترة التي تقوم خلالها كثير من العائلات وأفراد المجتمع بزيارة حمامات السباحة والشواطئ والحدائق المائية، للاستمتاع بإجازاتهم.
وذكر أن فصل الصيف بيئة خصبة لنمو فطريات تؤدي إلى ظهور بقع غامقة وأخرى فاتحة على البشرة، وتثير مخاوف من الإصابة بمرض البهاق.
وقد تظهر أنواع أخرى من الفطريات بين أصابع القدمين، بسبب ارتداء أنواع معينة من الأحذية، واستخدام حمامات السباحة المشتركة، إضافة إلى التسلخات الجلدية أعلى الفخذين.
ونصح بارتداء ملابس قطنية فضفاضة، وملابس ذات أكمام طويلة، لإعطاء أكبر قدر ممكن من الحماية، كما نصح باستخدام مضادات الفطريات الموضعية، وبالجلوس تحت المظلات أثناء الطلعات الخارجية.
ولفت إلى أن الشمس عادة ما تكون خادعة، إذ يتوهم البعض أن أشعتها غير مؤثرة، الأمر الذي يجعل كثيرين يتخلون عن طرق الوقاية ويعرّضون أجسامهم للأشعة، ليفاجأوا لاحقاً بأن جلودهم تعرضت لحروق شديدة.
وقد يعتقد البعض أن وجودهم داخل المياه يحميهم من أشعة الشمس، وهذا مفهوم خطأ.
وذكر أن كثيراً من الآباء والأمهات يضعون كريمات واقية من الشمس على جسوم أبنائهم حتى يطمئنوا على سلامتهم خلال تعرضهم للشمس، أو خلال وجودهم في الحدائق المائية، دون الانتباه إلى أن مدة فاعلية المرهم الواقي لا تتجاوز ساعتين كحد أقصى، وأن عليهم إعادة وضعه مرة أخرى، حتى لا يتعرضوا لحروق الشمس القوية والتهابات البشرة.
وشدد على ضرورة الالتزام بشرب قدر كافٍ من السوائل خلال فصل الصيف، لإحداث ما يسمى علمياً بعملية الترطيب الداخلي والخارجي للجسم، للوقاية من الإصابة بالجفاف الذي ينتج عن التعرض لأشعة الشمس، ونقص شرب المياه.
ولفت إلى أن أصحاب البشرة الشقراء عموماً، هم الأكثر عرضة لمضاعفات أشعة الشمس خلال فصل الصيف، إلا أن أصحاب البشرة السمراء أيضاً – على الرغم من صلابة بشرتهم – عرضة للإصابة بالتصبغات الجلدية في حال الإفراط في التعرض لأشعة الشمس.
وأكد أن عيادات الأمراض الجلدية تشهد تزايداً ملحوظاً في أعداد المراجعين خلال الصيف، أغلبيتهم يعانون حروق الشمس، وحدوث تصبغات في الجلد، والحساسية، والذئبة الحمراء، إضافة إلى التعرض للفطريات، مشدداً على ضرورة اتباع إجراءات وقائية تحمي البشرة من مخاطر شمس الصيف من خلال استخدام الكريمات المرطبة، والمظلات، والبعد عن التعرض المباشر لأشعة الشمس فترة طويلة. كما حذّر من تأثير مشاهير التواصل الاجتماعي الذين ينادون بإكساب البشرة ألواناً صيفية (برونزية)، أو تسميرها لدرجة معينة لإضفاء الجمال عليها.
نمو الفطريات
تزدهر الفطريات في البيئات الدافئة والرطبة، كما تزدهر في أماكن أقل وضوحاً، مثل المنشفة الرطبة أو حصيرة الحمام أو مقعد السيارة. كما أن الأحذية والجوارب توفر جواً مثالياً لنمو الفطريات، فإذا كنت تمارس الرياضة في الصباح ثم ترتدي جوارب وأحذية ضيقة ومتعرقة طوال اليوم، فهذه دعوة مفتوحة للفطريات للنمو. وتتطور فطريات أظافر القدم غالباً بعد الإصابة بعدوى جلدية فطرية. ولأن القدمين والأصابع تعاني ضعفاً في إمداد الدم، فإن دفاعات المناعة في تلك المنطقة لا تقاوم الفطريات الغازية.