حقق فريق طبي في الإمارات سبقاً علمياً عالمياً، بعلاج مواطنة حملت وهي مصابة بسرطان الثدي في المرحلة الرابعة، حتى وضعت حملها بنجاح. وسُجلت الحالة في دورية علمية أميركية مرموقة بوصفها إنجازاً طبياً يحدث للمرة الأولى عالمياً في دولة الإمارات.
وكشف رئيس جمعية الإمارات للأورام، البروفيسور حميد الشامسي، بالنيابة عن الفريق الطبي المشرف على الحالة، عن أول حالة مسجلة في العالم لحمل ناجح لمواطنة مصابة بسرطان الثدي في المرحلة الرابعة.
وتزامناً مع الإعلان عن الحالة الأولى من نوعها، تم نشر البحث الطبي في الدورية الطبية المعروفة «كيوريس» التي تصدر في الولايات المتحدة الأميركية. ونشر القائمون على هذه الحالة بحثهم العلمي الذي وثّق هذه الحالة بعد تقييمها كأول حالة مسجلة تم الإعلان عنها في المراجع العلمية والبحثية حول العالم.
وذكر البروفيسور حميد الشامسي في تغريدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن هذه الحالة تعد معجزة علمية وطبية، حيث إن مريضات السرطان المصابات بأي نوع من السرطان في المرحلة الرابعة أو المتقدمة، غير قادرات على الحمل بسبب طبيعة مرض السرطان، وعدم القدرة على إيقاف العلاج لأشهر طويلة، ما قد يؤدي إلى تفاقم السرطان ومن ثم الوفاة.
وأوضح البحث الطبي أن هناك حالة سابقة مماثلة لمريضة مصابة بسرطان الثدي (المرحلة الرابعة) حاولت الحمل، لكن للأسف انتهى الحمل بوفاة المريضة والجنين معاً.
وخضعت المريضة لتقييم طبي مختص في علاج الحالات السرطانية المعقّدة، وفريق آخر مختص في حالات الحمل المعقّدة أيضاً، كما خضعت لفحوص عديدة أثناء الحمل للتأكد من سلامة المريضة والجنين. وكانت المريضة قد تعرضت لتمزّق الغشاء في أواخر الحمل، ما اضطرها إلى الذهاب لمستشفى قريب منها، وتسبب التمزق في الولادة المبكرة قبل الموعد بأسابيع عدة. وعلى الرغم من ذلك وُلد الطفل وهو بصحة وعافية، وتم تقييم حالته بشكل دقيق من قبل مختصين في الأطفال حديثي الولادة، مع تقييم خاص للقلب والشرايين، حيث إن العلاج الذي كانت تتلقاه والدته قد يؤدي إلى تشوهات خلقية في القلب.
وعلى الرغم من أن الحمل كان مفاجئاً وغير مخطط له، فإن المريضة أثناء تلقيها علاجات ذكية للسرطان الذي أصابها منذ عام 2015، خضعت لعلاجات كيماوية وذكية وجراحية، في محاولة للسيطرة على حالتها وعلاج سرطان الثدي في مرحلته المتقدمة. وقد تكللت هذه الخطة العلاجية المكثفة – على مدى سنوات – بالسيطرة التامة على المرض، ومن ثم خضعت المريضة لعلاج مستمر تأخذه بعد عدة أسابيع، واستمرت على هذا العلاج لسنوات عدة، على الرغم من حدوث بعض المضاعفات في عضلات القلب أثناء تلقي هذا العلاج المكثّف.
وكان البحث قد خضع للتدقيق العلمي من قبل تسعة باحثين مختصين ومستقلين قبل نشره، والمتعارف عليه أن يكون هناك تدقيق من قبل اثنين أو ثلاثة باحثين مستقلين عادة، ولكن بسبب ندرة الحالة وصعوبة حصول حمل ناجح في مثل هذا الوضع الصحي المعقّد، فقد تطلب الأمر تدقيقاً علمياً أكبر.
وشكرت المريضة رب العالمين على فضله ونعمته وتوفيقه، وقالت إنه على الرغم من كل التحديات العلمية، فإن قدرة الله أكبر من كل شيء، وحمدت الله على سلامة رضيعها وصحته. كما ثمنت جهود الفريق الطبي الذي لازمها خلال هذه الفترة، وجهود دولة الإمارات، في توفير أفضل الطرق العلاجية لمرضى السرطان من دون الحاجة إلى السفر للخارج.
وذكر الشامسي في خلاصة البحث المنشور أنه على الرغم من أن هذه الحالة تشكل نجاحاً للأم والطفل والفريق المعالج، فإن الفريق الطبي لا ينصح بحمل المصابات بسرطانات مختلفة في المراحل المتقدمة، بسبب خطورة الحمل على صحة الأم والجنين، وإذا حصل أي حمل مرة أخرى، فهناك حاجة إلى تقييم دقيق من قبل الفريق المختص لتفادي حدوث مضاعفات للأم والجنين، جراء العلاجات الخاصة بالسرطان التي من الممكن أن تؤدي إلى تشوهات خلقية ووفاة.
وثمّن الشامسي الدعم الكبير وغير المحدود من القيادة، بتوفير أفضل الأدوية والمعدات التي تساعد الأطباء والمختصين في جميع المجالات الطبية، وخصوصاً في مجال السرطان والأورام، وتدعم قدرة الأطباء المختصين على توفير أفضل الطرق الطبية الحديثة لعلاج مرض السرطان في الدولة. وشاركت جمعية الإمارات للأورام في المؤتمر الأوروبي للأورام الذي يعد أحد أكبر مؤتمرات الأورام في العالم، حيث يتيح للباحثين والأطباء المختصين في مجال السرطان، نقاش أفضل الطرق وأحدث التقنيات والأدوية لمرضى السرطان، وأيضاً نقاش أهم حالات نجاح علاج مرضى السرطان، حيث تتم مشاركة هذه الخبرات لتحسين علاج المرضى حول العالم.
• المؤتمر الأوروبي للأورام كشف عن حالة المريضة التي تعاني السرطان في مرحلة متقدمة.
• المريضة خضعت لتقييم فريق طبي مختص في علاج الحالات السرطانية المعقّدة.