“يصاب انسان في العالم كل 5 دقائق بفقدان البصر كليا في وقت تؤكد فيه التقارير والدراسات الطبية أن 80% من هذه الحالات كان بالإمكان معالجتها أو منعها من التدهور المؤدي الى العمى”، هذا ما كشفت عنه المدير التنفيذي وعضو مجلس الأمناء في مؤسسة “نور دبي” الدكتورة منال عمران تريم حين سألت عن سبب اختيار المؤسسة الإعاقة البصرية، لتكون هدفا للمكافحة وتكون معالجتها اداة لتحقيق التنمية ، وذلك خلال مشاركتها في جلسات مجالس التنمية المستدامة التي عقدت في دبي ضمن اعمال القمة العالمية للحكومات، في وقت أظهرت البيانات الإحصائية التي حصلت عليها “الامارات اليوم” من وزارة تنمية المجتمع أن نسبة المصابين بالإعاقة البصرية المسجلين في نظام الوزارة لا تتعدى ال 4.2% من المجموع الكلي لعدد أصحاب الهمم من كل الفئات.
المعلومات التي اشارت اليها تريم في اجابتها لم تقف عند هذا الرقم اللافت عن عدد المصابين بالعمى على مدار دقائق اليوم فحسب، بل أيضا تعدته الى تأكيدها على أن الإعاقة البصرية تشكل أحد أهم مصادر اعتلال الصحة النفسية التي لا تقتصر نتائجها السلبية على حياة المصاب وحده بل تطال كل محيطه ومجتمعه بما يكفي لتعطيل مسيرة العمل والنمو في أي مجتمع.
وأخذت مؤسسة نور دبي على عاتقها تطبيق مجموعة من البرامج التي تستهدف مكافحة الإعاقة البصرية في مجموعة من الدول التي تعاني العديد من مشكلات التأخر في النماء الاقتصادي والاستقرار المعيشي نتيجة لفقدها ابسط مقومات الرعاية الصحية والتي حكما فقدت معها أي فرصة لمكافحة المرض ومنع انتشاره مثل نيجيريا وغيرها من الدول الافريقية التي تفقد كثير من فرص التعافي والاستقرار مع فقدان نحو من سكانها لحاسة البصر.
وتكشف أحدث الاحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية خلال الربع الأخير من العام الماضي، أن مقدار الخسائر السنوية على مستوى العالم الناتجة عن انخفاض حجم الإنتاج بسبب عدد إصابة نسبة عالية من افراد المجتمع بالإعاقة البصرية يصل الى 411 مليار دولار. وتظهر البيانات العالمية الصادرة عن المنظمة أن نحو مليار شخص من مجموع مليارين و200 مليون فرد مصابين بمشكلات في الرؤية قصيرة او بعيدة النظر، كان بالإمكان منع إصابتهم لو كان تم التعامل معها في الوقت المناسب.
يذكر أن مؤسسة “نور دبي”، مؤسسة خيرية تتخذ من دبي مقراً لها، وتركز على مكافحة العمى والإعاقة البصرية على مستوى العالم. وأطلقت المؤسسة مبادرة “صكوك النور”، لتشجيع الأفراد والشركات في دولة الإمارات للمساهمة في حساب توفير وتوجيه الأرباح المحققة منه إلى مشاريع مؤسسة “نور دبي”، التي تتجه بدورها إلى علاج 30 مليون شخص ممن يعانون ضعف البصر ومختلف الإعاقات البصرية في العالم.