أطلقت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة خدمة “الراصد الأمين” بالتعاون والتنسيق مع المؤسسات الطبية والصحية، تعزيزا لمبدأ الشراكات المجتمعية بين المؤسسات ونشر التوعية لفئات المجتمع المستهدفة من كوادر صحية ومراكز طبية والمشرفين على علاج ورعاية الأطفال، من خلال ورش يقدمها مركز حماية الطفل والأسرة التابع للدائرة.
و”الراصد” هي خدمة مقدمة من كل اختصاصي حماية حامل صفة “الضبطية القضائية” تخول له التدخل للحيلولة دون الإساءة للطفل وحمايته والإبلاغ عن أي تصرف من شأنه أن يؤذي الطفل نفسياً وجسدياً وعاطفياً وصحياً، في أي مكان أو زمان، كما أن “الراصد” يمكن أن يكون طبيباً أو مدرساً أو مربياً يقوم بالتبليغ في حال تعرض الطفل لأي إساءة.
وقال خبير مساعد لخط النجدة في مركز حماية الطفل والأسرة، خالد الكثيري: “جرت العادة أن يتحرك الفريق المختص بالحماية في المركز باتجاه الضحية لإنقاذها بعد استلام بلاغات الإساءة على الرقم 800700، وارتأينا تطوير هذه الخدمة، باستحداث خدمة استباقية وتعنى (قبل وقوع الإساءة)، من خلال نشر التوعية اثناء تقديمها للمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية بإمارة الشارقة، وتوضيح دور الراصد في تحقيق الحماية للطفل ورصد الملاحظات بشأنهم أثناء زيارتهم للمشفى أو العيادات المتخصصة في تقديم الخدمات والرعاية اللازمة لهم.
وأضاف: “هدفنا هو وجود طرق إضافية للوصول إلى الأطفال المعرضين للخطر أو الذين تعرضوا له بالفعل ولم يتم التبليغ سواء من أسرهم أو مدارسهم أو من المستشفيات وأقسام الطوارئ فيها، على الرغم من أن قانون حقوق الطفل (قانون وديمة) يلزم الجميع بالإبلاغ للجهات المختصة لدى مشاهدتهم أو معرفتهم بأي أضرار تقع على الطفل. ولتحقيق هذا الأمر، بدأنا المراحل الأولية في نشر التوعوية للمستشفيات والمراكز الصحية الخاصة والحكومية لحثهم على إبلاغنا عن الحالات التي تردهم وتكون مثارا للشكوك، وتعريفهم بكيفية التبليغ وما هي الحالات التي تستوجب الإبلاغ عنها وكيفية تحديد درجة الخطورة والتصنيف وتقييم الضرر الناتج عن الإساءة.
وتابع الكثيري: “هدفنا نجدة الأطفال وفاقدي الرعاية الاجتماعية المبلغ عنهم بشتى الوسائل وضمان تمتعهم بكافة حقوقهم وتقديم خدمات استشارية لهم ولذويهم، وتقديم الدعم النفسي التخصصي الذين تعرضوا للإساءة من خلال التقييم وتقديم الاستشارات وبرامج إعادة التأهيل بهدف محو آثار الإساءة ومعالجة نفسيتهم وتعديل سلوكهم”.
وأوضح أنه أثناء شرح الخدمة يتم التعريف بخط النجدة والذي أنشئ بقرار من المجلس التنفيذي لحكومة الشارقة عام 2007 وتبعيته الإدارية لدائرة الخدمات الاجتماعية كإحدى أدوات حماية الأطفال ويستهدف الأطفال المعرضين للمخاطر أو الإيذاء أو الاعتداء بأنواعه المختلفة، وهو أول خط مجاني خاص بحماية الأطفال في دولة الإمارات العربية المتحدة وهو الأول على مستوى دول الخليج العربي وله عضوية في CHI وISPICAN ، وأضيفت له فئات أخرى بموجب قانون الرعاية الاجتماعية رقم 6 لسنة 2020 تشمل جميع فئات فاقدي الرعاية الاجتماعية.
وواصل: “كما نعرف بالمهام التي نقوم بها من خلال فريق الاستجابة بالمركز، وهي استقبال وتلقي البلاغات الخاصة بفاقدي الرعاية الاجتماعية من المعرضين للمخاطر أو الإيذاء أو الاعتداء، والاستجابة لكافة البلاغات الواردة للخط بعد تصنيفها وتحديد مدى خطورة الموقف الذي تتعرض له الحالة ودرجة الاستعجال والتدخل العلاجي أو الوقائي المطلوب واتخاذ تدابير الحماية اللازمة لضمان تمتع الحالة بكافة حقوقها أو إحالتها داخليا أو خارجيا”.
ويتم استقبال البلاغات والعمل على معالجتها أولاً بأول على مدار الساعة من خلال التنسيق بين الإدارات المختصة والفرق الميدانية والتنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة، وقنوات استقبال البلاغات هي، الرقم المجاني 800700، البريد الإلكتروني [email protected]، أو الإحالة من جهات رسمية، أو الحضور الشخصي.