واصلت إسرائيل، أمس، استعداداتها لهجوم بري وشيك على قطاع غزة، بعد أن أمهلت سكان شمال القطاع وقتاً إضافياً لإخلاء المنطقة، بعد أكثر من أسبوع على هجمات حركة «حماس» ضد إسرائيل، فيما واصل آلاف الفلسطينيين النزوح إلى جنوب القطاع.
وبحسب السلطات الصحية في غزة، ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين جراء الهجمات الإسرائيلية إلى 2450 قتيلاً و9200 مصاب، وفي المقابل قُتل نحو 1300 شخص في إسرائيل جراء هجمات «حماس».
ونزح عشرات آلاف الفلسطينيين من مدينة غزة في اتجاه جنوب القطاع. وأفاد صحافيون في وكالة «فرانس برس»، بأن عدداً كبيراً منهم وصل إلى منطقة رفح المحاذية للحدود المصرية، ويحاولون إيجاد ملجأ وأماكن إقامة.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى إيصال مساعدات إنسانية فورية للقطاع الخاضع لحصار إسرائيلي منذ أكثر من 15 عاماً. وحذّرت منظمة الصحة العالمية من أن الإخلاء القسري لأكثر من ألفي مريض في مستشفيات شمال غزة إلى منشآت مكتظة في جنوبها، سيكون بمثابة «عقوبة إعدام». وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة، إن «البنى الصحية بلغت أقصى طاقتها وغير قادرة على استيعاب الزيادة الكبيرة في عدد المرضى».
وأبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، خلال اتصال هاتفي، بأن الولايات المتحدة تعمل مع الأمم المتحدة ودول في الشرق الأوسط، لضمان حصول المدنيين الأبرياء على الماء والغذاء والرعاية الطبية، فيما أكد للرئيس الفلسطيني محمود عباس دعمه الكامل لجهوده الرامية إلى تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين خصوصاً في غزة.
وأكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أنه واثق بأن المساعدات الإنسانية ستعبر من مصر إلى غزة، وهو الشرط الذي وضعته القاهرة لإتاحة خروج الرعايا الأميركيين من القطاع عبر معبر رفح. وقال بلينكن: «معبر رفح سيُفتح، ونضع مع الأمم المتحدة ومصر وإسرائيل، آلية لإيصال المساعدات لمن يحتاجون إليها».
وأكد بلينكن أن حلفاء الولايات المتحدة العرب متمسكون بألا يتسع نطاق النزاع مع إسرائيل، مضيفاً قبيل مغادرته القاهرة في طريقه إلى إسرائيل: «ينبغي ألا يصب أحد الزيت على النار في مكان آخر»، وذلك في إشارة إلى القصف المتبادل على الحدود بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني.
من جانبه، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، إنه يجب حماية السكان المدنيين من أي هجوم إسرائيلي على قطاع غزة، مضيفاً في تصريحات تلفزيونية، أمس: «ندافع عن قانون الحرب، وندافع عن حماية المدنيين، ونريد ضمان أن الفلسطينيين الأبرياء الذين ليست لهم علاقة بحركة (حماس)، يمكنهم الوصول إلى مناطق آمنة بحيث يكونون في أمان من القصف ويحصلون على المواد الأساسية، مثل الأغذية والمياه والمأوى والأدوية».
وأضاف أن المسؤولين الإسرائيليين أبلغوه بأنه تمت إعادة المياه التي قطعتها السلطات الإسرائيلية إلى جنوب غزة.
إلى ذلك، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، ضرورة توفير الحماية الكاملة لسكان قطاع غزة. وركّز الطرفان خلال لقائهما، أمس، على تطورات الأحداث في غزة، وأعربا عن رفضهما القاطع لقتل المدنيين الأبرياء، مؤكدين ضرورة توفير الحماية الكاملة لسكان قطاع غزة والحفاظ على أرواحهم، وضرورة فتح ممرات إنسانية عاجلة لإيصال المساعدات الطبية والإغاثية إلى القطاع، إلى جانب الوقف الفوري لجميع أشكال التصعيد.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أمس، إن «الأعمال الإسرائيلية في غزة تتجاوز حدود الدفاع عن النفس، وعلى الحكومة الإسرائيلية التوقف عن العقاب الجماعي لسكان القطاع»، مشيراً إلى أنه على جميع الأطراف، عدم القيام بأي عمل من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد الوضع، داعياً إلى بدء مفاوضات لتسوية الصراع.
ومن المقرر أن ترسل الصين مبعوثها الخاص للشرق الأوسط، تشاي جون، إلى المنطقة خلال أيام لإجراء محادثات في أعقاب التصعيد الأخير بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقال المبعوث في مقابلة مع قناة «سي سي تي في» الصينية، إنه سيعمل على حماية المدنيين والتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتعزيز محادثات السلام.
• الولايات المتحدة تعرب عن ثقتها بدخول المساعدات الإنسانية من مصر إلى غزة وتؤكد ضرورة حماية المدنيين.
• الصين تطالب إسرائيل بالتوقف عن العقاب الجماعي لسكان غزة.. وتدعو إلى بدء مفاوضات لتسوية الصراع.