نجحت رئاسة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (COP28)، في ترك إرث دائم للشباب وضمان احتوائهم في عمليات صنع القرارات المناخية، من خلال ترسيخ دور رائد المناخ، ضمن فرق رئاسة مؤتمرات الأطراف المستقبلية.
واتفقت الأطراف على إدراج مهمة رائد المناخ للشباب ضمن النص الرسمي المتفاوض عليه في «COP28»، في منظومة عمل مؤتمرات الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، ما يضمن المشاركة الفاعلة وتمثيل الشباب في فرق رئاسة مؤتمرات الأطراف المستقبلية.
وكان «COP28» هو مؤتمر الأطراف الأول الذي يقوم بتعيين رائدة المناخ للشباب بشكل رسمي، بناء على الأسس التي وضعها مبعوث الشباب في مؤتمر الأطراف (COP27)، حيث تم تعيين وزيرة تنمية المجتمع، شما بنت سهيل المزروعي، رائدة المناخ للشباب، التي كانت أصغر وزيرة في العالم بسن 22 عاماً عندما تولت هذا المنصب.
وقد تحدثت قائلة: «تضع القيادة تمكين الشباب في صميم قيم دولة الإمارات، وانطلاقاً من هذا المبدأ حرصت رئاسة (COP28) على أن يكون تفعيل دور الجيل المقبل وترسيخ مهمة رائد الشباب للمناخ في منظومة العمل المناخي الدولي جزءاً أصيلاً من الإرث الذي يتركه المؤتمر للعالم، وللعمل المناخي ومؤتمرات الأطراف المقبلة».
ويتعرض حالياً نحو مليار طفل حول العالم لمخاطر تغير المناخ، ويشارك العديد من الشباب بالفعل في قيادة العمل المناخي العالمي. ومع ذلك ماتزال إسهامات الشباب محدودة في صنع السياسات المناخية.
وكان «COP28» قد قدّم سلسلة من المبادرات الرائدة التي تركز على إدماج الشباب في العمل المناخي، وتضمن إقامة منتدى دبي المناخي للحوار الشبابي، الذي شهد حواراً مناخياً مباشراً بين ممثلي الشباب والجهات الحكومية، كما تضمن برنامج الموضوعات المتخصصة للمؤتمر يوماً للشباب، وتعليم الأطفال المهارات، ليضع الأطفال والشباب والمعلمين في صميم عمل مؤتمر الأطراف.
كما شهد المؤتمر رسمياً إطلاق الذراع الشبابية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (YOUNGO)، تقرير «الحصيلة العالمية للشباب» بدعم من رائدة المناخ للشباب، وهو أول تحليل شامل على الإطلاق لمشاركة الشباب في عملية اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، الذي يوفر خارطة طريق لتعزيز إدماج الشباب في العمل المناخي.
ويمثّل «برنامج مندوبي الشباب الدولي للمناخ» في «COP28» أكبر مبادرة لتمكين الشباب من المشاركة الفعّالة في منظومة عمل مؤتمرات الأطراف، حيث نجح في تمكين 110 شباب من جميع أنحاء العالم، من المشاركة في العمل المناخي، تماشياً مع رؤية وتوجيهات قيادة الإمارات، حيث وفّر البرنامج لمندوبي الشباب للمناخ، التدريب والموارد اللازمة للقيام بدور ريادي في مجتمعاتهم، إضافة إلى التمويل الكامل للمشاركة في «COP28»، ما أتاح لهم فرصة الإسهام في عملية المفاوضات، وتقديم نموذج يُحتذى لاحتواء الشباب من البلدان الأقل نمواً، والدول الجزرية الصغيرة النامية، والشعوب الأصلية، والمجتمعات التي تعاني النزاعات، والشباب من أصحاب الهمم في منظومة عمل مؤتمر الأطراف.
والتزمت دولة الإمارات بدعم جهود إضفاء الطابع الرسمي على دور رائد المناخ للشباب خلال العام الماضي، حيث يسعى فريق رئاسة «COP28»، ورائدة المناخ للشباب، إلى الحصول على تمويل خارجي مستدام لهذا الدور لتفادي الحاجة إلى تمويل من جانب الأطراف.