Close Menu
  • الاخبار
  • اخبار التقنية
  • الرياضة
  • الصحة والجمال
  • لايف ستايل
  • مقالات
  • منوعات
  • فيديو
فيسبوك X (Twitter) الانستغرام
الخليج العربي
  • الاخبار
  • اخبار التقنية
  • الرياضة
  • الصحة والجمال
  • لايف ستايل
  • مقالات
  • منوعات
  • فيديو
الرئيسية»الاخبار»اخبار الخليج»أيام وأيام 3 بقلم د يعقوب يوسف الغنيم
اخبار الخليج

أيام وأيام 3 بقلم د يعقوب يوسف الغنيم

عمر كرمبواسطة عمر كرم19 ديسمبر، 202515 دقائق
فيسبوك تويتر بينتيريست تيلقرام لينكدإن Tumblr واتساب البريد الإلكتروني
شاركها
فيسبوك تويتر لينكدإن بينتيريست تيلقرام البريد الإلكتروني

 بقلم: د. يعقوب يوسف الغنيم

هذا هو الفصل الثالث والأخير من مجموعة المقالات التي توالت تحت هذا العنوان. وهي ـ كما يرى القارئ الكريم ـ ذات صفة تاريخية متعددة الجوانب، وجدت أن من المهم إدراجها هنا لأنها تحتوى على تفصيلات مهمة تبين تسلسل تاريخ الكويت بعد سنة 1946 حين صدر كتاب الشيخ يوسف بن عيسى القناعي «صفحات من تاريخ الكويت» الذي حدثت بعد صدوره ـ أو قبله بقليل ـ أحداث كثيرة تناثر ذكرها على ألسنة الناس، وعلى صفحات الصحف ـ على قلة عددها آنذاك ـ وفي التقارير التي كتبها زوار الكويت منذ هذه الفترة، وكم كنت أتمنى أن لو رصدت هذه الأحداث، حتى تصدر في كتاب يجمعها ويقارن بين مصادرها، ثم يعرضها للقراء بحسب سنوات حدوثها أو صدورها حتى يتم لنا استكمال ما بدأه السابقان إلى مثل هذا العمل.

ولا ينبغي أن ننسى هنا جهد أستاذنا أحمد البشر الرومي الذي كان يكتب ذكرياته اليومية منذ سنة 1939 وحتى سنة 1979.

وهي يوميات مطبوعة في كتاب لابد من الرجوع إليه لمن يريد أن يرى صورة الحياة في الكويت خلال الفترة التي تناولتها أوراق الأستاذ أحمد البشر، فحفظت لنا كثيرا من الأمور التي قد تخفى علينا لولا قيامه بهذا العمل الجليل، خاصة أن هذه اليوميات تناولت أغراضا متعددة منها ما يتصل بالسياسة، ومنها ما يتصل بالحياة الاجتماعية، ونمو البلاد في هذه الفترة التي يكتب فيها.

ولن تغني هذه الفصول الثلاثة التي قدمتها عن تأليف كتاب جامع لتاريخ الكويت ـ من جميع الجوانب ـ في الفترة التي أشرت إليها، وهي ما بعد سنة 1946، فإنها كانت فترة عامرة بالأحداث والتطورات، وقد انتقلت الكويت فيها عبر عدة مراحل جاءت حول بعضها إشارات في هذه الفصول الثلاثة.

ولكن الدراسة الشاملة مهمة، ومطلوبة، على أن يلتزم من يكتب هذا الجانب من تاريخ وطننا بالصدق والأمانة وتحري الحقائق، وبخاصة أن المراجع التي يمكنه الرجوع إليها الآن متوافرة في تقارير الرحالة، وفي الصحف والوثائق، على أن يكون الرجوع إليها بعين الفاحص الحصيف الذي لا يفوته النظر إلى أية هفوة.

الجدير بنا ذكره ـ ونحن نتحدث عن تدوين تاريخ الكويت ـ أن نذكر لجنة مهمة أنشأتها دائرة المطبوعات والنشر الكويتية سنة 1959 من أجل القيام بالإشراف على مهمة التدوين المطلوب، وكانت هذه اللجنة برئاسة رئيس دائرة المطبوعات والنشر المذكورة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وعضوية عدد من الرجال ذوي الخبرة نذكر منهم السادة:

٭ أحمد البشر الرومي.

٭ عبدالحميد الصانع.

٭ نصف اليوسف النصف.

٭ عبدالعزيز الصرعاوي.

وكان الأستاذ إبراهيم الشطي يتولى سكرتارية هذه اللجنة التي اجتمعت عدة اجتماعات، وبدأت أولى نتائج عملها مبكرا حين قامت بجمع كل ما أمكنها الحصول عليه من مراجع ومستندات جلبتها من عدة أماكن في الكويت وخارجها، ومما يؤسف له أن كل هذه المجموعة قد سرقت بيد سارق غير كويتي معروف لدى الجميع.

وفي سنة 1962 كانت قد مرت بالبلاد ظروف مهمة أدت إلى استحداث تغييرات في نظام العمل الحكومي، فتحولت دائرة المطبوعات والنشر إلى وزارة هي: وزارة الإرشاد والأنباء (الإعلام حاليا).

وخلال عملها ـ وقبل السرقة المشار إليها ـ قامت اللجنة بتكليف واحد من المختصين من غير الكويتيين بكتابة التاريخ المأمول بعد أن هيأت له كل ما هو في حاجة إليه من مراجع، وبعد جلسات تمت معه لهذا الغرض اعتذر ـ آخر الأمر ـ عن المضي في هذه المهمة لأسباب تتعلق به وبالبلد الذي ينتمي إليه، فجرى تكليف شخص آخر هو أحمد أبو حاكمه الذي كان ـ وقتذاك ـ مدرسا في الكويت. وقد ظن أعضاء اللجنة أنه سيكون أفضل من غيره لأنه مرتبط ببلادنا بالعمل، وبصلات مع عدد من المواطنين مما يكفل حياده.

ولكنه قدم كتابا عليه كثير من المآخذ، وقد جرى انتقاده على نطاق واسع. وكان من الصواب عدم طبعه، ولكنه طبع في مطبعة الحكومة وصدر في سنة 1970، وكانت أمور كثيرة قد مرت على البلاد، ومن هذه الأمور أن عمل هذه اللجنة قد توقف قبل هذا التاريخ، ولا أظن واحدا من أعضائها قد قام بمراجعة هذا الكتاب، ولابد أنه قد طبع بسبب ثقة من أمر بطبعه بالشهادة التي يحملها كاتبه، وقد كان متخصصا في التاريخ.

ومن أجل هذا، فإننا وقد فقدنا الأمل الذي راودنا عندما أعلن عن قيام هذه اللجنة، نأمل الآن في الحصول على كتاب يضم تاريخ الكويت منذ نشأتها، وفق ما تبين مؤخرا من معلومات ووثائق على أن يسند ذلك العمل إلى من يوثق بعلمه وأمانته من أبناء الكويت، وأن تتهيأ له مراجعة حصيفة من مختصين آخرين، ولاشك في أن وطننا لا يخلو ممن يستطيع القيام بهذه المهمة الوطنية قبل كل شيء، بل إننا لعلى يقين من أن ذوي النوايا الطيبة والإمكانات العلمية من أهلنا هم الآن من الكثرة بحيث يسهل الاختيار منهم.

إن هذا الأمر ملح جدا، وبخاصة ونحن في وقت يصرح فيه أحد وزرائنا قائلا: «إن أولادنا اليوم لا يعرفون أن اسم الكويت في السابق هو الكوت»، وهذا جهل فاضح، فلم يكن اسم الكويت قديما هو هذا الاسم، بل عرفت هذه البلاد في سنوات النشأة الأولى باسم القرين إلى أن بنى الشيخ صباح الأول الكوت الصغير الذي سمي ـ لصغره ـ الكويت على التل المواجه جنوبا لقصر السيف، وهو تل بهيتة. وقد انتقل الشيخ وكل من كان معه من القرين إلى الكويت الذي سرى اسمه على كافة حدود بلادنا.

وهذا الأمر يدلنا على أن الجهل بتاريخ هذا الوطن إنما هو جهل مستشر ليس في الصغار كما ادعى السيد المسؤول بل حتى في الكبار الذين هو منهم. وعلى كل حال فإنني لا أريد أن أسترسل في الرد على هذه الترهات فإن كل ما أريد أن أذكره وارد في كتابي «الكويت تواجه الأطماع».

٭ ٭ ٭

من هنا، نبدأ في عرض ما أشرنا إليه مما يتعلق بتاريخ الكويت أو بالأحرى فقرات مختارة مما روي عن هذا التاريخ، ونبدأ بما يتعلق بالأنشطة الكويتية الأولى التي تمت بين سنتي 1946 و1947، وذلك كما يلي:

في اليوم الثالث والعشرين من شهر فبراير لسنة 1947 احتفلت الكويت احتفالا كبيرا بمناسبة عيد جلوس الشيخ أحمد الجابر الصباح، وكانت هذه المناسبة مختلفة عما قبلها، إذ شاركت فيها أعداد كبيرة من طلاب الكويت من مختلف المراحل وكان من ضمنها فرق الكشافة، وفرق الألعاب السويدية وفرق الأناشيد. وفي هذه المناسبة، يقول الأستاذ أحمد البشر الرومي «احتفل بعيد سمو الشيخ أحمد الجابر، وأقامت المدارس استعراضا كشفيا في الساحة أمام العلم، صدر طابع تذكاري لعيد الجلوس، أصدرت مطبعة معارف الكويت أول نشرة تحتوي على رسم الشيخ»، ويقول «تضع دائرة البريد على كل كتاب طابعا واحدا من ذلك الطابع التذكاري بجوار الطابع الرسمي، وليس لهذا الطابع قيمة مادية فالمقصود منه ذكرى عيد الجلوس لا غير».

في هذا الوقت، أعلنت دائرة المعارف سجلاتها للعام الدراسي 1946-1947، وفيها إحصاء أعداد المدارس والطلاب والموظفين، فكان عدد المدارس عشرين مدرسة، وعدد الطلاب والطالبات ألفين وخمسمائة وثمانين طالبا وطالبة بزيادة عن العام السابق مقدارها ثلاثمائة وثمانية وسبعين طالبا وطالبة، ولم يكن عدد الفصول الدراسية يزيد على اثنين وسبعين فصلا.

أما الموظفون فكان عددهم مائة وستة وعشرين موظفا، منهم تسعة وتسعون كويتيا، ويمكن للمرء أن يلاحظ التقدم السريع في مضمار التربية بمقارنة أرقام اليوم مع أرقام الأمس. ومما يتعلق بأعمال إدارة المعارف في العام المذكور أن هذه الدائرة قد قررت توزيع أقمشة على الطلاب حتى يكون ملبسهم موحدا، وكانت هذه الملابس تحضر على هيئة دشاديش تصنعها أمهات الطلاب وقد تم ذلك بموجب قرار صدر من مجلس المعارف في شهر مارس لسنة 1947 على أن يجري تطبيقه في السنة الدراسية 1947-1948، وفي بداية خمسينيات القرن الماضي قرر مجلس المعارف تعميم اللبس الإفرنجي على جميع الطلاب وتوحيد ملابس الطالبات، وكانت الملابس توزع كاملة بما فيها القميص والبنطلون والحذاء، وكانت للطالبات ملابسهن الخاصة واحذيتهن.

أما أهم المشروعات التي تم الشروع بها في سنة 1947 فهو المشروع الذي أطلق عليه فيما بعد الشارع الجديد ثم شارع عبدالله السالم وهو شارع له أهميته التجارية حتى اليوم، ويأتي بامتداد من ميدان الصفاة حتى ساحل البحر بالقرب من الامتداد الجديد لقصر السيف.

وهناك مشروعات أخرى كثيرة كانت تقوم بها الكويت منها ما هو متعلق بالتعليم ومنها ما هو متعلق بالصحة العامة، أو الإعمار وسنجد الفرصة ـ مستقبلا ـ للحديث عن ذلك كله.

٭ ٭ ٭

ثم تأتي الفقرة الثانية وتتعلق بسنة 1947 وحدها، وفيها ما يدل على أنه في خلال الفترة التي لحقت انتهاء الحرب العالمية الثانية كانت الكويت تسابق الزمن، فترسل البعثات، وتنشئ المدارس، وتفتح المستوصفات والمساجد إلى غير ذلك من الأمور التي تقتضيها المرحلة التي تستدعى التقدم في مختلف المجالات، حيث إن العالم كله بعد تلك الحرب الماحقة في تقدم مستمر يسعى إلى محو آثارها، ويبني نفسه من جديد، ولابد أن تنال الكويت حظها من هذا الجانب الداعي إلى التقدم في جميع صوره بما في ذلك تقديم الخدمات اللائقة لسكانها.

في شهر فبراير لسنة 1947 كانت هناك أمور تجري في البلاد يمكن أن نلحظ منها ما يلي:

٭ تغيير النظام في محكمة الكويت، فبعد أن كانت تعتمد على قاض منفرد، أصبحت ذات ثلاثة قضاة، وقد صدر في الشهر المذكور قرار عين به الشيخ يوسف بن عيسى رئيسا للمحكمة مع عضوين هما الشيخ أحمد عطية الأثري، والأستاذ عبداللطيف الشملان، وكلهم ممن نال من العلم قسطا كبيرا، وشهد له بالاستقامة وحسن الخلق.

٭ كانت الأعمال المتعلقة باستخراج النفط وتسويقه، وترتيب الأمور المتعلقة بالإجراءات التي تستلزمها حاجة العمل في هذا المجال تسير في الطريق السليم، وقد صرح مدير شركة نفط الكويت بأنه في حاجة إلى كل كويتي يرغب في العمل في هذه الشركة موظفا أو عاملا، وأنه قد تبين له تفوق أبناء البلاد في العمل والأخلاق على غيرهم، وقد تسارع إنتاج النفط حتى كانت كمية المادة المصدرة منه خلال شهر فبراير لسنة 1947 تملأ مركبين من الناقلات النفطية، وهنا بدأت الشركة ـ في التفكير جديا ـ في إنشاء مصفاة للزيت تم إنشاؤها فيما بعد، وقد بدأت في هذه الفترة في إنشاء مدينة الأحمدي بمساكنها وحدائقها وملاعبها وأنديتها المزودة بدار للسينما، كما أنشأت مسجدا كبيرا في وسط المدينة تم افتتاحه بعد أن انتهى العمل في المدينة.

٭ وفي هذه الفترة أعلنت دائرة معارف الكويت خطتها التي تضمنت إنشاء عدد من المدارس، ومدرسة أولية للمعلمين، ومدرسة أخرى للصناعات تسهم في إنشائها شركة نفط الكويت، وفي هذا الوقت (فبراير 1947) تم اتخاذ قرار إنشاء مدرسة ثانوية الشويخ، ولكن موقعها هذا لم يتفق عليه إلا فيما بعد، حيث إن النية كانت في أن تبنى خلف قصر نايف، ثم في المنطقة التي يشغلها الآن فندق سفير، إلى أن انتهى الرأي إلى موضعها الذي تشغله اليوم جامعة الكويت بالشويخ.

هكذا تجري الحياة في الكويت إلى مزيد من التقدم.

٭ ٭ ٭

وهذه هي الفقرة الثالثة من فقرات هذا الفصل، وهي ـ أيضا ـ تتعلق بسنة 1947، حيث استمرت الكويت في تقدمها إثر انتهاء الحرب العالمية الثانية وأصبحت تستقبل العديد من الزوار، وصار أبناؤها يفكرون في إنشاء عدد من المشروعات، بل ويباشرون القيام ببعضها. ففي شهر مارس لسنة 1947 استقبل ميناء الكويت بارجة حربية بريطانية في زيارة ودية للبلاد، وقد دعا ربانها عددا كبيرا من طلاب المدارس إلى زيارتها.

وفي الوقت نفسه ينوي عدد من تجار الكويت القيام بتأسيس مصنع للسجاير برأسمال كبير، وقد تم بالفعل إنشاء هذا المصنع، وبدأت الشركة التي أسسته في تسويق إنتاجه، ومما يذكر أن الشاعر الشعبي فهد بورسلي قد أسهم بالحملة الدعائية لهذا الصنف الجديد، فقال قصيدة طبعتها الشركة في أوراق وزعتها في الأسواق والأماكن العامة، وكان مطلعها:

دخنوا ياهل الكويت

من سجاير كورونيت

ولم يستمر عمل هذا المصنع طويلا، إذ سرعان ما توقف، لأن السوق الكويتي لم يكن يستوعب كامل إنتاجه.

وفي هذا العام 1947 تأخرت الأمطار عن موسمها المعتاد حتى مر أوان الوسم، ولكنها عادت لتهطل بغزارة أنعشت الآمال بجو ربيعي جميل، واستعد الناس للخروج إلى البر كما هي عادتهم.

وقامت دائرة المعارف بأعمالها على خير وجه، وعقد مديرها عدة اجتماعات أسبوعية مع المدرسين لاستثارة هممهم نحو العمل وتوجيههم إلى السبل السليمة التي تؤدي إلى فائدة طلابهم، ووضعت الدائرة المذكورة خططا لإنشاء مزيد من المدارس تماشيا مع الحاجة المستمرة، وتبعا للتزايد في أعداد الطلاب. وفي العام الدراسي 1946-1947 كانت الأعمال التربوية تسير على خير وجه ولكن الغريب أن العام الدراسي قد بدأ في الحادي والعشرين من شهر أكتوبر لسنة 1946 بخلاف ما هو جار في السنوات الحالية حيث تبدأ الدراسة في الخامس عشر من شهر سبتمبر من كل عام.

في سنة 1947، وفي شهر أبريل منها بالذات، ترددت فكرة عن نية عدد من المستثمرين إقامة مشروع يجلبون بواسطته المياه العذبة من شط العرب، وهي فكرة يعتمد فيها هذا العمل المهم على القطاع الخاص، بعيدا عن تدخل الحكومة، ولكن المشروع لم يجد طريقه إلى التنفيذ لأسباب يعرفها من يتابع مسألة إسالة مياه شط العرب إلى الكويت.

هذه هي بعض المعلومات التي كانت تصور الحياة في الوقت الذي أشرنا إليه.

٭ ٭ ٭

ونمضي في ذكر بعض الأحداث حتى نقف لكي نستعرض كل ما جرى في شهر سبتمبر لسنة 1947. فنحن الآن في هذا الشهر والكويت كانت تترقب عودة أميرها الذي غادرها في السادس والعشرين من شهر أغسطس في رحلة بحرية إلى الهند، ويتابع الكويتيون رحلة الأمير التي بدأت بالبحرين ثم كراتشي حيث استقبله محمد علي جناح رئيس دولة الباكستان، ثم بومبي حيث التقى بالجالية العربية هناك، وكان من المقرر أن يزور مسقط في رحلة عودته من الهند وهي تبدأ في السابع من شهر أكتوبر لسنة 1947، وقد قام بزيارتها فعلا.

٭ ٭ ٭

وانتهى الصيف في الكويت مع بداية شهر أكتوبر وبنهايته انتهى موسم الغوص على اللؤلؤ الذي كانت له أهميته بالنسبة للبلاد لما يوفره من فرص عمل وموارد رزق، وهنا تتهيأ السفن ويستعد البحارة للقيام برحلتهم المعروفة باسم «السفر»، وهي رحلة من رحلات تستفيد منها البلاد كثيرا في تجارتها، وفي صلاتها مع الدول الأخرى، وتقدر أعداد السفن المشاركة في رحلة السفر لهذا العام (1947) بنحو ثلاثمائة سفينة، حمولة كل منها ما بين ثلاثمائة وأربعمائة طن، وهي تتجه عادة من الكويت إلى العراق حيث يجري تحميلها بالتمور، ثم تبحر إلى الهند والبحر الأحمر وأفريقيا.

ومع النشاط البحري الذي أشرنا إليه بدأ نشاط من نوع آخر في مجال المواصلات وهو نهوض حركة الطيران، فقد أنشئ في هذه الفترة خط جوي مباشر يربط الكويت والجمهورية اللبنانية، وبدأت الزيارات في الازدهار بين أهالي البلدين، ونقلت الطائرات إلى الكويت فواكه لبنان التي استبشر الأهالي بوصولها إليهم.

٭ ٭ ٭

وفي تقرير يتعلق بالنشاط التجاري في البلاد، يلاحظ أن نطاق العمل في شركة نفط الكويت قد صار يتزايد بحيث لم يعد عدد العمال الكويتيين كافيا لسد حاجة الشركة مما اضطرها إلى جلب أعداد من العمال من خارج البلاد، ومع النشاط النفطي، وتوافر الأعمال، واتساع مجال الرزق للمواطنين والوافدين على حد سواء، فإن الأمور المادية قد بدأت تسير إلى اليسر، وانخفضت أسعار الحاجيات المعيشية قليلا، وارتفعت أسعار العقارات والأراضي وإيجارات المساكن، وصار المقتدرون يقبلون على البناء في شتى نواحي البلاد.

هذه ملاحظات عن الحياة في الكويت إبان شهر سبتمبر لسنة 1947، وهي توحي بأن البلاد تسير بخطى حثيثة نحو مستقبل زاهر.

٭ ٭ ٭

ثم ها نحن نقف في نقطة لاحقة لما سبق وهي التي تحكي أحداث شهر نوفمبر لسنة 1947، التي زار الكويت فيها ضيوف أعزاء من البحرين، كان على رأسهم الشيخ عبدالله الخليفة رئيس المعارف هناك في ذلك الوقت. وقد أقامت دائرة معارف الكويت حفلا كرمت به الضيوف، أقيم في المدرسة الشرقية، وقدم فيه الشاي، وألقيت كلمات الترحيب كما ألقى عدد من الشعراء قصائد بهذه المناسبة كان منهم الأستاذ الشاعر أحمد السقاف.

وفي هذا الوقت، قام الشيخ عبدالله السالم الصباح بالسفر إلى الهند، وفق عادة كانت له، واستمر فيها إلى وقت طويل بعد ذلك، وكان يرتاح إلى هذا البلد، وله فيها علاقات طيبة مع أهلها ومع الجالية الكويتية والعربية التي تعيش هناك.

وقد صادف في ذلك الوقت ـ ايضا ـ مرور ذكرى الهجرة النبوية الكريمة، وكانت دائرة معارف الكويت قد اعتادت الاحتفال بها كل سنة بحفل كبير، ولم تتردد في هذه السنة، فأقامت حفلا كبيرا هو الآخر، مثلت فيه رواية الهجرة، وألقيت كلمات بالمناسبة شارك في إلقائها عدد من المدرسين، وعدد آخر من رجال المعهد الديني مثل الشيخ علي حسن البولاقي، وألقى بعض طلاب المدارس كلمات يمثلون فيها مدارسهم المختلفة ويعبرون فيها عن فخرهم بهذه المناسبة.

لاتزال الكويت تتابع نشاطها التنموي، وتسير في كل يوم خطوة في هذا السبيل، ومن ذلك قيام دائرة المعارف ببناء مبناها الخاص المتميز الذي شغلته الدائرة ثم وزارة التربية، وهو الذي كان بقرب مسجد ملا صالح على شارع فهد السالم، وكان مبنى جميل الطراز، ولكنه هدم بعد أن أدى الغرض من إنشائه وأصبح لا يفي بحاجات وزارة التربية، فهناك فرق في طبيعة هذا المرفق بين فترتى الأربعينيات والستينيات.

أما في مجال الاتصالات الخارجية، فقد اتسع مدى عمل مطار الكويت ليشمل في خدمته بعد لبنان سورية التي أصبحت تتصل بالكويت عن طريق هذا المرفق، وصار أبناء البلدين يتبادلون الزيارة والتجارة وفق اتفاق بينهما.

وبدأت في هذه السنة أعمال أول فرقة للإطفاء قامت بإنشائها بلدية الكويت، وكانت قد أوصت بآلات جديدة لهذه الغرض.

وهناك كثير من الأعمال التي بدأت تظهر للعيان في مختلف المجالات بحيث لا يمر وقت قصير حتى يجد المرء واحدا منها، فالكويت تسير ـ دائما ـ إلى الأمام.

٭ ٭ ٭

وآخر ما نذكره هو ما جرى في آخر سنة 1947 وبالتحديد في شهر سبتمبر منها وكان هذا الشهر هو شهر فلسطين في جميع البلدان العربية التي قابلت فيه قرار الأمم المتحدة الخاص بتقسيم هذا البلد العربي المسلم بموجة من السخط والاستنكار، ولم تتخلف الكويت عن أخواتها العربيات فهبت منتصرة للشعب الفلسطيني في محنته، حيث أهاب المسؤولون بجميع القادرين من الكويتيين أن يهبوا بما يقدرون عليه من المؤازرة، وقد استجاب أبناء الكويت إلى هذا النداء، ولبوا داعي الواجب، فتألفت لجنة لمساعدة فلسطين بجمع التبرعات، وعملت على أن يشترك كل كويتي بما لديه من قدرة في هذا المجال، وبدأ جمع التبرعات في مقر بلدية الكويت، حيث بادر الناس إلى البذل، وقد نشرت جريدة الدفاع الفلسطينية في ذلك الوقت أن الشعب الكويتي قد أسهم في استنكار تقسيم فلسطين، وأنه قد تم جمع حوالي نصف مليون روبية حتى الآن، وأن من المنتظر أن تتبرع مالية الكويت كذلك بمبالغ أخرى لمساعدة فلسطين.

٭ ٭ ٭

كانت المدرسة الجديدة التي أنشئت في سنة 1947، وهي المدرسة الشرقية، محط أنظار الكويتيين، وكان زوار الكويت يقصدونها للاطلاع على مزاياها، فقد زارها في ديسمبر من هذه السنة مدير المعهد الثقافي البريطاني في القاهرة السيد هايوود، الذي زار عددا من مدارس العاصمة والقرى، وقد أبدى إعجابه بحالة التعليم في الكويت، وكان عند زيارته للمدرسة الشرقية مصحوبا بمدير المعارف، وبالمعتمد البريطاني في الكويت.

وزار المدرسة الشرقية أيضا في الوقت المذكور اثنان من مهندسي شركة نفط الكويت للنظر فيما إذا كانت هذه المدرسة تصلح لإعداد قسم صناعي بها، يكون نواة لمدرسة الصناعات الأولية التي قرر مجلس المعارف إنشاءها في سنة 1946، وذلك لتزويد الكويت بعدد من الصناع الفنيين من أبناء البلاد. ومن الأمور المتعلقة بالمدرسة الشرقية ـ دون غيرها ـ أن دائرة معارف الكويت كانت تسعى في ذلك الوقت إلى إنشاء مسرح ثابت بالمدرسة بعد ما تبين لهذه الدائرة ضرورة توافر مثل هذا المرفق نظرا لتزايد النشاط المدرسي وتعدد فنونه.

وهكذا تسير الكويت من نشاط إلى آخر مع تنامي المسيرة التنموية فيها بحيث تغطي جميع المجالات، ولعلنا نلاحظ هنا مدى اهتمام الحكومة بالتعليم، ورغبتها في أن يكون على أحسن وجه بحيث يؤدي إلى تخريج رجال يفيدون وطنهم.

٭ ٭ ٭

هذا ما يمكن أن يتيحه المجال هنا من حديث عن الكويت، وعن بعض ملامح تاريخها مما جرى بعد سنة 1946، ولكن هذا الذي تقدم لم يكن كل شيء يمكن قوله في هذا الصدد لأن النشاط الكويتي في مجالاته المختلفة أوسع من أن يحتويه مقال، ولذا فإن الأمل معقود على اولئك الذين لديهم المقدرة والامانة العلمية حتى يقوموا برصد كافة ما جرى في الفترة المذكورة خدمة للوطن العزيز.

شاركها. فيسبوك تويتر بينتيريست لينكدإن Tumblr البريد الإلكتروني

المقالات ذات الصلة

نائب وزير الخارجية يبحث مع سفيري الهند وجيبوتي القضايا الإقليمية والدولية

19 ديسمبر، 2025

«عيب مصنعي» في مطحنة توابل يتسبب في بتر إصبع ربة منزل

19 ديسمبر، 2025

خطبة الجمعة التطاول على الناس باليد أو اللسان سبب من أسباب دخول النار

19 ديسمبر، 2025

للمرة الأولى.. السماح باستخدام «القنّب الصناعي» في المنتجات الطبية بالدولة

19 ديسمبر، 2025

وزيرة الشؤون ترأس وفد الكويت في الاجتماع الوزاري الخليجي التنسيقي بالأردن

19 ديسمبر، 2025

عدم استقرار الطقس مؤقت بسبب منخفض جوي

19 ديسمبر، 2025
اقسام الموقع
  • Science (1)
  • اخبار الإمارات (2)
  • اخبار الامارات (1)
  • اخبار التقنية (7٬047)
  • اخبار الخليج (43٬551)
  • اخبار الرياضة (61٬010)
  • اخبار السعودية (30٬913)
  • اخبار العالم (34٬574)
  • اخبار المغرب العربي (34٬767)
  • اخبار طبية (1)
  • اخبار مصر (2٬818)
  • اخر الاخبار (6)
  • اسواق (1)
  • افلام ومسلسلات (1)
  • اقتصاد (6)
  • الاخبار (18٬343)
  • التعليم (1)
  • الخليج (1)
  • الدين (1)
  • السياحة والسفر (1)
  • السينما والتلفزيون (1)
  • الصحة والجمال (20٬387)
  • العاب (2)
  • العملات الرقمية (4)
  • الفن والفنانين (1)
  • القران الكريم (2)
  • المال والأعمال (13)
  • المال والاعمال (1)
  • الموضة والأزياء (1)
  • ترشيحات المحرر (5٬789)
  • تريند اليوم (4)
  • تعليم (4)
  • تكنولوجيا (6)
  • ثقافة وفن (2)
  • ثقافة وفنون (2)
  • غير مصنف (9)
  • فنون (1)
  • لايف ستايل (35٬020)
  • مال واعمال (6)
  • مطبخ جحا (2)
  • مقالات (7)
  • منوعات (4٬536)
  • ميديا (1)
  • نتائج مبارة (3)
© 2025 الخليج العربي. جميع الحقوق محفوظة.
  • سياسة الخصوصية
  • اتصل بنا

اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter