تسهم الأندية والمؤسسات الرياضية في مدينة القدس الشريف، عبر خدماتها ونشاطاتها المتعددة، في الحفاظ على تنشئة الأجيال الفلسطينية، رياضياً، واجتماعياً، وثقافياً، حيث تشهد جميع البلدات المقدسية على مدار أعوام طويلة أنشطة العديد من تلك الأندية المشاركة في البطولات المحلية والإقليمية، ومنها، جبل المكبر، وصور باهر، وسلوان، وجبل الزيتون، والتي تحظى جميعها بقاعدة جماهيرية كبيرة داخل كل بلدة.
إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يحارب هذه الأنشطة بشكل مخطط ومستمر، من خلال إغلاق مقار تلك الأندية الرياضية، واعتقال القائمين عليها، ومنع مزاولة نشاطاتها، وإقامة فعالياتها، عبر إصدار أوامره، أو باستخدام قوته العسكرية.
ومن بين هذه الإجراءات التي شهدتها المدينة المقدسة خلال الفترة الزمنية الماضية، عمدت قوات الاحتلال إلى منع رابطة الأندية المقدسية من تنفيذ فعاليات رياضية عدة، إذ أغلقت الملاعب خلال تنظيم بطولة العائلات الثالثة، التي تنظمها مؤسسة برج اللقلق، إلى جانب منع نادي الأنصار المقدسي إقامة بطولة أبو 24.
قرار بالمنع
في الثاني من أغسطس الجاري، اعتقلت قوات الاحتلال رئيس نادي سلوان الرياضي، ببلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، وبعد التحقيق معه ساعات عدة، سلمته قراراً جديداً حمل توقيع وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، يمنع إقامة حفل تكريم الطلبة الناجحين في الثانوية العامة، بحجة رعايته من السلطة الفلسطينية، وذلك بحسب المتحدث الإعلامي باسم نادي سلوان أحمد جلاجل.
ويقول جلاجل، «إن نادي سلوان، الذي يعد من أعرق الأندية الرياضية المقدسية، تعرض في يوم اعتقال رئيسه للاقتحام، واستدعاء المشرف الرياضي للتحقيق أيضاً».
ويضيف، «إن رئيس النادي لم يوقع على قرار منع الفعالية الخاصة بطلبة الثانوية العامة، وخلال ذلك اقتحمت قوات الاحتلال مقر النادي، لتعلق قرار المنع على أبوابه».
ويبين أن الهدف من هذه القيود والإجراءات، القضاء على الأنشطة والمؤسسات الرياضية الوطنية، وتفريغ المدينة المقدسة من الفعاليات الرياضية، وذلك لفرض سيادة الاحتلال على القدس.
وفي حديث مقتضب مع «الإمارات اليوم»، يقول رئيس نادي سلوان أحمد الغول، «إن مخابرات الاحتلال اقتحمت منزلي في بلدة سلوان، وعاثت بمحتوياته تفتيشاً، وبعد اعتقالي، اقتادتني إلى مركز شرطة المسكوبية الإسرائيلي، داخل المدينة المقدسة، وعلى مدار ثلاث ساعات متواصلة تعرضت للتحقيق القاسي».
ويسترسل الغول، «بعد توجيه التهديد بإغلاق النادي، ومنع إقامة أنشطته كافة، تسلمت من قوات الاحتلال قراراً قبل إخلاء سبيلي، يقضي بمنع إقامة حفل تكريم للطلبة المقدسيين المتفوقين في شهادة الثانوية العامة لهذا العام».
استهداف شامل
بالانتقال إلى بلدة الطور، شرق القدس، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي نادي جبل الزيتون، وذلك عبر الاقتحام والتفتيش مرات عدة، إلى جانب تحطيم أبوابه الخارجية وتخريب محتوياته، وفي بلدة صور باهر، جنوب شرق المدينة المقدسة، أصدرت بلدية الاحتلال في وقت سابق قرارها بهدم مبنى نادي البلدة، بحجة البناء دون ترخيص.
من جانبه، يقول رئيس جمعية الدفاع عن سلوان، الباحث المقدسي فخري أبو دياب لـ«الإمارات اليوم»: «إن مدينة القدس تحتضن نوعين من المؤسسات الرياضية، التي تواجه إجراءات إسرائيلية عقابية تعسفية، الأول الأندية الرياضية، ومنها نادي سلوان، حيث تمنع سلطات الاحتلال وجهاز المخابرات الإسرائيلي بعض أنشطته، التي تواجه تضييقاً حاداً، وناد آخر اسمه نادي إسلامي سلوان، والذي أغلقه الاحتلال نهائياً، رغم أنشطته الرياضية الخالصة».
ويمضي أبودياب بالقول، «إن النوع الآخر، المؤسسات والجمعيات التي تقدم خدمات وأنشطة رياضية، ومنها، جمعية سلوان الخيرية كبرى جمعيات المدينة المقدسة، وقد ترأست إدارتها في عام 2000، ليغلقها الاحتلال بشكل كامل قبل سنوات عدة، حيث كانت تقدم أنشطة رياضية مختلفة للأطفال الأيتام، على سبيل المثال».
ويشير إلى أن جميع الأندية والمؤسسات الرياضية المقدسية، تواجه الإجراءات التعسفية ذاتها، إما بالإغلاق الكامل، أو ممارسات التضييق بحق أنشطتها، أو منع إقامة الفعاليات، وتقديم خدماتها الرياضية.
• في الثاني من أغسطس الجاري اعتقلت قوات الاحتلال رئيس نادي سلوان الرياضي، ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، وبعد التحقيق معه ساعات عدة سلمته قراراً جديداً حمل توقيع وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، يمنع إقامة حفل تكريم الطلبة الناجحين في الثانوية العامة، بحجة رعايته من السلطة الفلسطينية، وذلك بحسب المتحدث الإعلامي باسم نادي سلوان أحمد جلاجل.