نظم المنتدى الاقتصادي العالمي، بالتعاون مع مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية (MBRGI)، مؤتمر الابتكار للغذاء 2024 في دبي بعنوان “تصورات جديدة لأنظمة الغذاء المستقبلية”. واجتمع في هذا الحدث الرفيع المستوى خبراء عالميون من الأعمال والأكاديميا والحكومات والمجتمع المدني، لتوثيق أواصر التعاون وتوسيع نطاق الحلول التكنولوجية القادرة على إحداث التغيير اللازم في الأنظمة الغذائية على مستوى العالم.
وتخللت الجلسة الختامية للمنتدى خطاباتٍ رئيسية، منها كلمة الدكتورة آمنة الضحاك، وزيرة البيئة وتغير المناخ، وبدر جعفر، الرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع والمبعوث الخاص لشؤون الأعمال والأعمال الخيرية.
ومن المتحدثين البارزين الآخرين الدكتور عبد الكريم العلماء، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وخديم الدرعي، العضو المنتدب والشريك المؤسس لشركة الظاهرة القابضة، وإبراهيم الزعبي، رئيس الاستدامة لدى مجموعة أدنوك، وجين نيلسون، مديرة المسؤولية المؤسسية في كلية كينيدي في جامعة هارفارد.
وركز المتحدثون في المؤتمر على التغيرات الجذرية التي يجب أن تطرأ على طرق إنتاج الغذاء واستهلاكه للتمكن من التعامل مع التحديات الملحة، مثل انعدام الأمن الغذائي وضياع التنوع الحيوي والانبعاثات الكربونية.
وخلال الكلمة الرئيسية التي ألقاها بدر جعفر، الذي ترأس سابقاً منتدى المناخ للأعمال التجارية والخيرية في كوب 28، أكد بدر على أهمة تسخير القوى الهائلة والإمكانات المذهلة الكامنة في القطاع الخاص والعمل الخيري. وقال: “إن كنا نريد أن ننجح فعلاً في تغيير أنظمتنا الغذائية، يتحتم علينا إذن أن نشحن، إلى أقصى الدرجات، التزامنا بالتعاون عبر الحدود وعبر التخصصات والقطاعات. وبصفتي رجل أعمال يؤمن عميق الإيمان بقوة العمل الخيري الاستراتيجي، أنا متفائل بالمستقبل وعلى يقين بأننا على أعتاب عصر جديد من الشراكات والتحالفات التي تجمع بين مختلف الجهات وأصحاب المصلحة، تختفي فيه الحواجز الوهمية التي تقف عائقاً بين الحكومات والأعمال والمجال الخيري.”
وإلى جانب تفاقم ظاهرة سوء التغذية التي باتت اليوم تفتك بملياري فرد حول العالم، للأنظمة الغذائية يد كبيرة أيضاً في تصعيد التحديات البيئية. فوفقاً الصندوق العالمي للطبيعة (WWF)، تتسبب منهجيات إنتاج الغذاء المتبعة حالياً بثلث انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية، و80% من إزالة الغابات، وتستهلك أكثر من 70% من المياه العذبة في العالم. وعلاوة على ذلك، من المتوقع أن يرتفع استهلاك الغذاء عالمياً بنسبة 50% على أقل تقدير بحلول 2050.
وأبرز بدر جعفر أيضاً في حديثه أهمية التكنولوجيا والابتكار، موضحاً أنهما محفزان للتغيير ومحركان أساسيان له، إذ قال: “إن نظرنا إلى رؤوس الأموال الهائلة البالغة 25 تريليون دولار في الأسواق الخاصة، سيتضح لنا أن مجال الأعمال قادر بصورة لا مثيل لها على توفير كم هائل من رؤوس الأموال والخبرات المذهلة والشبكات العالمية المتنوعة والابتكارات التكنولوجية الثورية لإحداث التغيير. فمثلاً، سيكون تأثير الروبوتات والذكاء الاصطناعي عظيماً على أنظمتنا الغذائية. وبحلول الزراعة الذكية، وتحسين معالجة الغذاء وتعزيز أمنه، وتسيير إدارة سلاسل الإمداد بفعالية أكبر، سيتبوأ القطاع الخاص الصدارة ويقود دفة التغييرات الثورية التي سيشهدها العالم”.
يذكر أنه في مؤتمر الأطراف كوب 28، كشف المنتدى الاقتصادي العالمي عن تحالف المحركين الأوائل للغذاء، الذي حشد جهوداً إماراتية مع 20 شركة أغذية بارزة، لولادة التزام مشترك بالمشتريات الغذائية المصنعة بصورة مستدامة تصل قيمتها إلى 20 مليار دولار بحلول 2030. وفي نفس هذا المؤتمر المناخي للأمم المتحدة، دشن المنتدى الاقتصادي العالمي مع مؤسسة مبادرات محمد بن راشد العالمية مبادرةَ مركز الابتكار الغذائي الهادف إلى توظيف التكنولوجيا المتقدمة في تلبية متطلبات الأنظمة الغذائية وتحريك المساعي المناخية في الدولة وعلى مستوى العالم.
واختتم بدر جعفر حديثه معلقاً: “في دولة الإمارات، نرى دعماً فعلياً وملموساً لشمول المجتمع بأكمله. ومثلما أنه من المستحيل الحديث عن التحديات المعقدة، مثل انعدام الأمن الغذائي وشح المياه وتغير المناخ والصحة العامة، بمعزل عن غيرها، نحن على يقين بأنه من غير الممكن على الإطلاق حل هذه التحديات بجهود فردية. علينا دمج خبراتنا والعمل يداً بيد، والتركيز في نفس الوقت على قوانا وقدراتنا الخاصة التي تميز كل واحد منا، وبهذه الطريقة، سنتمكن من الوصول إلى الوتيرة والنطاق اللازمين لخلق عالم أفضل للأجيال القادمة”.
يشار إلى أن هذا المؤتمر الذي استمر ليومين، شجع على تبادل المعارف وبناء القدرات، وقدم منصة مناسبة لاستطلاع فرص التعاون، وسلط الضوء على النماذج الوطنية الاستثنائية لمراكز الابتكار، كما بحث في آخر المستجدات الابتكارية العالمية المتعلقة بالأنظمة الغذائية.