وصلت الحدود السعرية لغرام الذهب من عيار 24 قيراطاً في الأسواق الإماراتية، أمس، إلى 239.5 درهماً، ليصل إلى أعلى مستوى منذ ستة أسابيع، مسجلاً زيادات بلغت نحو ثمانية دراهم، مقارنة بمؤشرات أسعاره منذ 10 أيام.
يأتي ذلك في الوقت الذي لامست فيه أسعار الذهب عالمياً أعلى مستوى في شهر ونصف الشهر، متأثرة بارتفاع طفيف للدولار، على الرغم من توقعات المستثمرين بأن تقنع القراءات الاقتصادية الأميركية في الآونة الأخيرة، مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بوقف دورة رفع أسعار الفائدة.
وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 1976.05 دولاراً للأوقية (الأونصة)، بعدما سجل أعلى مستوياته منذ 24 مايو عند 1984.19 دولاراً أول من أمس. ولم يطرأ تغير يذكر على العقود الأميركية الآجلة للذهب عند 1980 دولاراً.
بدوره، قال رئيس شركة «دهكان لتجارة الذهب والمجوهرات»، جاي دهكان، إن «الارتفاعات الكبيرة في أسعار الذهب أخيراً عالمياً، والتي انعكست بدورها على الأسواق المحلية، تأتي في ظل اضطرابات مؤشرات الدولار، خصوصاً مع التكهنات المتعلقة باقتراب توقف (الفيدرالي الأميركي) عن تشديد سياسته النقدية ومتغيرات رفع الفائدة، إضافة إلى متغيرات أسواق النفط العالمية».
وأضاف أن «الزيادات الأخيرة في أسعار المعدن الأصفر لم تؤثر حتى الآن على مستوى الطلب، رغم انعكاسها على الأسعار بشكل ملحوظ في الأسواق المحلية».
واعتبر أن «الأسواق المحلية تمتاز بكونها تشهد زخماً لافتاً في نشاطات السياحة والأعمال، وهو ما سيدعم تأثيرات الزيادات السعرية الكبيرة للمعدن الأصفر مقارنة بالعديد من الأسواق في المنطقة، والتي سيتأثر حجم الطلب فيها على منتجات الذهب في ظل تلك الزيادات».
من جهته، قال مدير «شركة ريكيش لتجارة الذهب والمجوهرات»، ريكيش داهناك، إن «زيادة اضطرابات الحرب الروسية الأوكرانية خلال الفترة الأخيرة، ومتغيرات البيانات الأميركية المتعلقة بالتضخم والمستهلك، كانت لها عوامل مؤثرة على دفع مؤشر أسعار الذهب للارتفاع بمعدلات كبيرة أخيراً، خصوصاً مع نمو الطلب على المعدن الأصفر الذي يوصف بكونه الملاذ الآمن للمستثمرين والمتعاملين في الأسواق الدولية».
وأضاف أن «الزيادات السعرية الأخيرة للذهب من الممكن أن تكون لها انعكاسات على الأسواق المحلية خلال الفترة المقبلة، تتمثل في تنشيط عمليات بيع العملات والسبائك الذهبية من المتعاملين إلى المتاجر للاستفادة من الارتفاعات السعرية، خصوصاً أن المؤشرات السعرية الحالية تعد الأكبر منذ ما يتجاوز ستة أسابيع».
وأشار إلى أن «الأسواق من الممكن أن تشهد أيضاً إقبالاً من بعض المتعاملين على شراء العملات الذهبية لأغراض الادخار أو الاعتماد عليها كمنتجات للزينة والادخار، في ظل توقعات استمرار أسعار الذهب في تسجيل زيادات جديدة».