ولد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي فاز بولاية رئاسية جديدة، في حي قاسم باشا الشعبي في إسطنبول، وكان يتطلع إلى احتراف رياضة كرة القدم التي مارسها لفترة قصيرة، قبل الانتقال إلى العمل السياسي.
تعلم أردوغان أصول اللعبة السياسية داخل التيار الإسلامي الذي كان يقوده نجم الدين اربكان، ثم ظهر إلى الواجهة مع انتخابه رئيساً لبلدية اسطنبول في 1994، وفي 1998 حكم عليه بالسجن بعدما أنشد قصيدة دينية، ما أدى إلى تعاطف الكثيرين معه داخل المجتمع التركي.
وبعدما فاز حزب العدالة والتنمية الذي شارك في تأسيسه، في انتخابات 2002، أصبح أردوغان رئيساً للحكومة في السنة التالية وبقي في هذا المنصب حتى 2014 عندما أصبح أول رئيس تركي ينتخب بالاقتراع العام المباشر.
وتركيا هي عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) منذ عام 1952 وتمتلك ثاني أكبر جيش (عددياً) بين دول الحلف بعد الولايات المتحدة التي تختلف معها حول عدد من النقاط بما في ذلك دعم واشنطن للأكراد السوريين، وحصول أنقرة على نظام دفاع صاروخي روسي.
وشهدت الحياة السياسية في تركيا ثلاثة انقلابات عسكرية (1960 و1971 و 1980)، وفي 15 يوليو 2016 نجح أردوغان في إفشال محاولة انقلاب أسفرت عن مقتل 250 شخصاً وجرح 1500 آخرين.
وفي العقد الأول من حكم أردوغان، انضمت تركيا إلى مجموعة الدول العشرين الأكثر ثراءً، وعمل على تحديث البلاد بتشييد مطارات وطرق وجسور ومستشفيات ومئات الآلاف من المنازل، وفي 2017 انتقلت تركيا ذات الغالبية السنية والتي يبلغ عدد سكانها 85 مليون نسمة من نظام برلماني إلى نظام رئاسي.
وأحدث أردوغان تحولًا عميقًا في تركيا من خلال مشاريع بنى تحتية ضخمة تضمنت بناء طرقات سريعة ومطارات ومساجد، وسياسة خارجية منفتحه على شرق آسيا ووسطها على حساب حلفاء أنقرة الغربيين التقليديين، وسمحت له الحرب في أوكرانيا بالعودة إلى صدارة المشهد الدبلوماسي بفضل جهود الوساطة التي قام بها بين كييف وموسكو، إلى جانب تعطيله منذ نحو عام دخول السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ويبقى أردوغان المتزوج والأب لأربعة أولاد، في نظر أنصاره هو الوحيد القادر على التصدي للغرب وقيادة السفينة للنجاة من الأزمات الإقليمية والدولية والاقتصادية، ما عزز موقفه في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها اليوم في جولة الإعادة أمام منافسه كمال كيليتشدار أوغلو.