أكدت هيئة البيئة – أبوظبي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة، تستقبل نحو مليوني طائر مهاجر كل شتاء، وأن جهود الرصد التي تبذلها لمراقبة الأنواع المهمة، أسهمت في تسجيل 2400 نوع من الحشرات، ما يدل على ثراء التنوع البيولوجي.
وذكرت أن الحشرات تُعدُّ من مصادر الطاقة الأساسية للعديد من الطيور، ليس خلال مواسم التكاثر فحسب، بل أيضاً خلال هجرتها، خصوصاً في الشتاء، مضيفة أن الحفاظ على موائلها وحمايتها أمران ضروريان، لضمان مستقبل مستدام للحياة البرية والتنوع البيولوجي، لافتة إلى أن معظم عمليات الرصد تمت ضمن شبكة محميات أبوظبي، ما يبرز أهمية مناطق الإمارة المحمية البرية والبحرية.
وأكدت الهيئة أن إمارة أبوظبي تتميز بتنوع بيولوجي غني، وتضم مجموعة من أهم الأنواع التي تقوم بحماية أعدادها بشكل فعّال من خلال إدارة أكبر شبكة من المحميات الطبيعية على مستوى المنطقة، مشيرة إلى قيامها بتتبع الأنواع المهمة من الطيور المهاجرة، حيث تتبعت أكثر من 125 نوعاً مختلفاً منها، ضمت أربعة من طيور البقوقية مخططة الذيل، يتم تتبع مسارها منذ شهر يناير 2022، بعد أن تم تزويدها بأطواق تتبع متصلة بالأقمار الاصطناعية، وبلغ إجمالي المسافة التي قطعتها 11 ألفاً و800 كلم.
وأوضحت الهيئة أن الدولة تُعدُّ أيضاً موطناً للأنواع المقيمة والمهاجرة المتكاثرة، مثل الغاق السقطري وبلشون الصخور والصقر الأسخم، علاوة على مجموعة كبيرة ومتنوعة من الطيور المهاجرة، مشيرة إلى قيامها بتنفيذ برنامج طويل المدى، لمراقبة ورصد الطيور المهاجرة، والأنواع المتكاثرة الرئيسة، بغرض حمايتها والحفاظ عليها، حيث يسهم ذلك في تقييم حالتها، وتتبع الأنواع المهمة منها، وتحديد الأماكن الواقعة داخل شبكة زايد للمحميات الطبيعية. وأكدت أن المحميات، مثل محمية الوثبة للأراضي الرطبة، ومحمية بوالسياييف البحرية، تشكل أهمية بالغة لأنواع عديدة من الطيور المهاجرة والمقيمة على حد سواء، فقد تم تسجيل ما يربو على 260 نوعاً في محمية الوثبة للأراضي الرطبة، التي تُعدُّ الموقع الوحيد بالخليج العربي الذي يتكاثر فيه طائر النحام الكبير (الفلامنغو) باستمرار، ما يشكل علامة مهمة على الجهود الحثيثة المبذولة من قبل هيئة البيئة – أبوظبي للمحافظة على هذه الأنواع.
وأشارت إلى أن عام 2023 شهد استمرار جهود مراقبة الطيور المقيمة والمهاجرة في أنحاء إمارة أبوظبي، وقد تمت مراقبة 175 نوعاً من الطيور من 44 فصيلة و20 رتبة، ضمن 55 موقعاً، منها 73 نوعاً في محمية الوثبة للأراضي الرطبة، و68 نوعاً في جزيرة أبوالأبيض. وأظهرت عمليات المراقبة والتقييم أن 11% من أنواع الطيور المسجلة، مصنفة كأنواع مهددة بالانقراض، حسب قائمة أبوظبي الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض.
ولفتت إلى قيامها بإجراء مسح لموائل طائر الغاق السقطري في ثماني مستعمرات تعشيش في جميع أنحاء الإمارة خلال فصل الشتاء، ما يكشف عن استقرار الأعداد المتكاثرة، وتم تسجيل 60 ألف زوج متكاثر، و21 ألفاً و500 زوج تم تسجيلها في جزيرة غاغة، كما أجريت مسوحات في مواقع التكاثر الثلاثة المعروفة خلال موسم التكاثر، وثلاثة أعشاش تم تسجيلها في جزيرتي زركوره وجرنين، إضافة إلى إجراء أول مسح شامل للمواقع التي يتكاثر فيها طائر العقاب النساري على مستوى الإمارة.
جدير بالذكر أن الهيئة أجرت على مدى عقدين، دراسات بحثية لتقييم ورصد أنماط حركة الأنواع المهاجرة، حيث تُعدُّ البيانات والمعلومات المتعلقة بالاتجاهات طويلة المدى عن أنماط الهجرة ومواقع التوقف، مهمة للحفاظ على أنواع الطيور المهاجرة، مشيرة إلى أن دراسات التتبع طويلة المدى التي تجريها حول الطيور المهاجرة، خصوصاً بعض الطيور الجارحة مثل الصقر الأسخم، وعقاب السهول، والعقاب المنقط، تساعد في تحسين فهم أنماط هجرة الأنواع، والتحديات التي تواجهها، والإجراءات اللازمة لاتخاذ مزيد من التدابير لحمايتها.
30 موقعاً للطيور المهاجرة
أكدت هيئة البيئة بأبوظبي حرصها على تنفيذ برامج رصد الطيور المهاجرة، وحماية موائلها، حيث تُعدُّ الدولة جزءاً من المسار الإفريقي- الأورو آسيوي للطيور المهاجرة، لذا تستقبل سنوياً نحو مليوني طائر من مختلف الأنواع كل شتاء.
وتتوقف بعض الطيور للراحة والغذاء، ثم تكمل مسيرتها، وبعضها الآخر يظل طوال فصل الشتاء.
وذكرت أنه من بين أكثر من 450 نوعاً من الطيور المسجلة في الدولة، هناك 70% منها طيور مهاجرة، وتضم الدولة ما يزيد على 30 موقعاً للطيور المهاجرة والمستوطنة، تمتد على مساحة 4200 كيلومتر مربع، منها 11 موقعاً مصنفاً كمناطق محمية قانونية «محميات طبيعية».