اعتبر مستهلكون عروض بعض منافذ البيع التي تتكون من «سلع مجمعة» بتخفيضات محدودة، أنها محاولة من تلك المنافذ لتصريف مخزونها من المنتجات، لافتين إلى أن منح المستهلكين خفضاً يراوح بين درهم وثلاثة دراهم على العرض فقط، يعتبر «تخفيضات دون جدوى» أو فائدة.
بدورهم، قال مسؤولون في قطاع تجارة التجزئة لـ«الإمارات اليوم» إن تلك العروض ممارسات فردية، وترجع للسياسات التسويقية لكل منفذ بيع، مشددين على أهمية أن يتحلى المستهلكون بالوعي الكافي في اختيار العروض التي تتناسب مع احتياجاتهم، ووفقاً لمدى التخفيضات التي يعتبرونها مجدية بالنسبة لهم.
وتفصيلاً، قال المستهلك محمود سمير: «طرحت منافذ بيع خلال الفترة الأخيرة عروضاً على (سلع مجمعة) ضمن باقة تقتضي شراءها كاملة»، لافتاً إلى أنه عند مقارنة أسعار السلع منفردة بسعر العرض المجمّع، فستتم ملاحظة وجود فروق سعرية محدودة تصل إلى درهمين فقط.
من جانبه، اتفق المستهلك أحمد عبدالحميد في أن سعر عرض باقة «السلع المجمعة» في بعض منافذ البيع يقارب أسعار بيعها منفردة، منبهاً إلى أن منح المستهلكين تخفيضات محدودة تراوح بين درهم وثلاثة دراهم فقط على عرض «السلع المجمعة»، يعتبر عرضاً دون جدوى وغير مفيد للمستهلك، ويستهدف تصريف المنتجات فقط.
في السياق نفسه، قال المستهلك منصور عبدالله: «طرح منفذ بيع عرضاً على سلع مجمعة تتضمن ثلاث عبوات من سلعة معينة، وعند مقارنة سعر العرض المجمع بسعر كل عبوة منفردة على الأرفف، كان التخفيض السعري بقيمة درهم واحد فقط».
أما المستهلكة غادة غانم، فقالت إن «بعض منافذ البيع يتخذ من عروض السلع المجمعة وسيلة لتصريف منتجاته وزيادة المبيعات»، لافتة إلى أن المستهلكين ينجذبون للعرض بهدف الاستفادة من التخفيض السعري فقط. إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي للعلاقات المجتمعية في «تعاونية الاتحاد»، الدكتور سهيل البستكي: «ترجع عروض السلع المجمعة ذات التخفيضات المحدودة إلى السياسات التسويقية المختلفة التي تتبعها بعض منافذ البيع في ترويج منتجاتها». وشدد البستكي على أهمية أن يتحلى المستهلك بالوعي الكافي في اختيار عروض التخفيضات التي تتناسب مع احتياجاتهم ووفقاً لمدى التخفيضات التي يعتبرونها مجدية بالنسبة لهم. وتابع: «تتسم أسواق تجارة التجزئة المحلية بارتفاع التنافسية بين مختلف منافذ البيع، وبالتالي، فإن لدى المستهلكين حرية الاختيار في انتقاء العروض، أو تجاهل الباقات غير المناسبة، ما يسهم بدوره في تطوير التنافسية، وباقات العروض المطروحة بين تلك منافذ البيع». من جهته، قال مدير التسويق والعلاقات في «تعاونية الشارقة»، فيصل خالد النابودة: «التخفيضات المحدودة أو التي من دون جدوى على عروض وباقات السلع المجمعة ترجع إلى ممارسات فردية لعدد من منافذ البيع التي تتخذ من تلك الباقات سياسات تسويقية لتنشيط المبيعات».
وأضاف: «لا تعبر تلك العروض عن مجمل العروض التخفيضية المطروحة في الأسواق، والتي شهدت تطوراً كبيراً في مستويات التنافسية، وزيادة العروض التخفيضية المطروحة بشكل شبه مستمر».
من جانبه، قال مدير المبيعات في إحدى سلاسل تجارة التجزئة، ديليب فيشال، إن «ممارسات منافذ البيع التي تطرح عروضاً لسلع مجمعة بتخفيضات طفيفة، ممارسات فردية تعتمد على تباين السياسات التسويقية لتلك المنافذ، والتي تستهدف تنشيط المبيعات بتضمين عروضها تلك الباقات».
البحر: وسيلة لزيادة المبيعات
اعتبر خبير شؤون تجارة التجزئة، إبراهيم البحر، أن عروض «السلع المجمعة» ذات التخفيضات المحدودة تعد إحدى أبرز الوسائل لعدد من منافذ البيع لزيادة كميات السلع المبيعة، إذ تسعى من خلال تلك العروض إلى تسويق وبيع أكثر من سلعة بتخفيضات محدودة، مقارنة بسعر السلع عندما تباع منفردة.
وأضاف: «باقات (السلع المجمعة) عموماً في حال لم تتضمن تخفيضات بنسب كبيرة، فهي دون جدوى، خصوصاً إذا لم تتناسب مع احتياجات المستهلكين، وتزيد على متطلباتهم الاستهلاكية المعتادة».