ناقش وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره الصيني وانغ يي، اليوم الثلاثاء، التطورات الإقليمية الراهنة، مع التركيز على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة والتوصل إلى هدنة إنسانية في السودان. وتأتي هذه المحادثات في ظل جهود دولية مكثفة لتهدئة الأوضاع المتدهورة في كلا البلدين، وتهدف إلى دعم الاستقرار الإقليمي وتعزيز التعاون الثنائي بين مصر والصين.
أكد الوزيران، خلال اتصال هاتفي، على أهمية إيجاد حلول سياسية للأزمتين، مع إعطاء الأولوية لتخفيف المعاناة الإنسانية. وشدد الجانبان على ضرورة نفاذ المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى المناطق المتضررة، ودعم جهود إعادة الإعمار والتنمية المستدامة. وتعتبر هذه المباحثات جزءًا من سلسلة اتصالات دبلوماسية تهدف إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة.
الوضع في غزة والجهود المصرية
وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أكد عبد العاطي على أهمية ضمان استدامة وقف إطلاق النار في غزة، وتنفيذ استحقاقات المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ للسلام. ويهدف ذلك إلى تثبيت التهدئة ومنع أي تصعيد جديد قد يعرض حياة المدنيين للخطر. وأشار البيان إلى أن مصر تدعم عودة السلطة الفلسطينية لتولي مهامها في قطاع غزة، في إطار رؤية شاملة تحافظ على وحدة الأراضي الفلسطينية.
وأضاف البيان أن الوزير المصري حذر من خطورة الأوضاع المتصاعدة في الضفة الغربية، خاصةً في ظل عنف المستوطنين وسياسات مصادرة الأراضي. وتدعو مصر المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف هذه الممارسات التي تهدد عملية السلام. وتعتبر القضية الفلسطينية من القضايا المحورية في السياسة الخارجية المصرية.
تأثير الاتفاق على الوضع الإنساني
منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في أكتوبر الماضي، شهد قطاع غزة تحسناً طفيفاً في الوضع الإنساني، ولكن لا يزال هناك نقص حاد في الاحتياجات الأساسية. وتواجه المنظمات الإنسانية صعوبات في إيصال المساعدات إلى المحتاجين بسبب القيود المفروضة على حركة البضائع والأفراد. وتدعو مصر إلى رفع هذه القيود بشكل كامل لضمان وصول المساعدات إلى جميع المناطق المتضررة.
تطورات الأوضاع في السودان
كما استعرض الوزيران تطورات الأوضاع في السودان، حيث أكد عبد العاطي على أهمية التوصل إلى هدنة إنسانية شاملة لوقف إطلاق النار. ويهدف ذلك إلى توفير ملاذات آمنة للمدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. وتشهد ولايات إقليم كردفان اشتباكات ضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف.
وأكد وزير الخارجية المصري على موقف مصر الثابت الداعم لوحدة السودان وسيادته واستقراره، والحفاظ على مؤسساته الوطنية. وتدعو مصر إلى حل الأزمة السودانية من خلال الحوار والتفاوض بين جميع الأطراف المعنية. وتعتبر مصر الاستقرار في السودان جزءًا لا يتجزأ من الأمن الإقليمي.
الجهود الإقليمية والدولية
تأتي هذه المباحثات في إطار جهود إقليمية ودولية مكثفة لحل الأزمتين في غزة والسودان. وقام وزير الخارجية الصيني بجولة إقليمية شملت الإمارات والسعودية والأردن، بهدف جمع وجهات النظر وتعزيز التعاون في سبيل تحقيق الاستقرار. وتؤكد هذه الجولة على أهمية الدور الصيني في المنطقة.
وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، أعرب عبد العاطي عن تطلعه لعقد الجولة الخامسة من الحوار الإستراتيجي على المستوى الوزاري واللجنة المشتركة لبحث تعزيز العلاقات في مختلف المجالات. ويأتي ذلك تزامناً مع الاحتفال العام المقبل بمرور 70 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين. وتشهد العلاقات المصرية الصينية تطوراً مستمراً في مختلف المجالات.
من المتوقع أن تستمر مصر والصين في التنسيق الوثيق بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وستواصل مصر جهودها الدبلوماسية لتهدئة الأوضاع في غزة والسودان، ودعم الحلول السياسية التي تضمن الاستقرار والازدهار للمنطقة. وستراقب الأوساط الدبلوماسية عن كثب تطورات الأوضاع في كلا البلدين، والجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار.