أكد الدكتور مهاب مجاهد، استشاري الطب النفسي وعضو مجلس الشيوخ، أن اضطراب الشخصية النرجسية يُعد أحد أبرز اضطرابات الشخصية التي تتطلب وعيًا وفهمًا دقيقًا قبل إطلاق الأحكام أو التشخيصات، مشيرًا إلى أن “عِشرة الشخصية النرجسية صعبة، ولكنها غير مستحيلة”.
وجاءت تصريحات مجاهد خلال استضافته في برنامج “أسئلة حرجة” الذي يقدمه الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، رئيس تحرير مؤسسة “أونا” للصحافة والإعلام، التي تضم مواقع مصراوي ويلا كورة والكونستلو وشيفت.
■ فرط التشخيص ومغالطة “النرجسية”
وأوضح مجاهد أن المجتمع بات يعاني مما وصفه بـ**”فرط التشخيص”**، إذ أصبح البعض يطلق تشخيصات نفسية على الآخرين اعتمادًا على مقاطع قصيرة على الإنترنت أو معلومات سطحية، مضيفًا:
“أصبحنا نشخّص على أنفسنا وعلى غيرنا بشكل مبالغ فيه، لمجرد سماع خمس صفات في فيديو مدته دقيقة”.
وأضاف أن بعض الصفات التي ينسبها الناس للشخصية النرجسية – مثل تفضيل المصلحة الشخصية – تظهر بشكل طبيعي لدى الجميع بدرجات مختلفة، ولا تعكس بالضرورة وجود اضطراب.
■ الاستخدام الخاطئ للمصطلحات النفسية في النزاعات الأسرية
وحذّر استشاري الطب النفسي من تحول مصطلحات المرض النفسي إلى أداة للوصم أو الضغط الاجتماعي، مستشهدًا بمواقف تحدث في جلسات الصلح العرفية، حيث يُستخدم وصف “النرجسية” لتبرير قرارات مثل الطلاق دون تقييم حقيقي للحالة.
■ سمات أم اضطراب؟.. الفرق الجوهري
وشدد مجاهد على ضرورة التمييز بين سمات الشخصية النرجسية – التي قد توجد بنسب متفاوتة لدى الأفراد – وبين اضطراب الشخصية النرجسية الذي يتطلب تقييمًا متخصصًا يعتمد على معايير دقيقة.
كما ضرب مثالًا بأن وصف شخص بأنه “وسواسي” قد يعني فقط أنه دقيق في عمله، بينما يصبح “اضطراب شخصية وسواسية” عندما تتجاوز الصفات حدًّا معينًا وتبدأ في التأثير على الأداء الوظيفي والاجتماعي، وصولًا إلى “الوسواس القهري” الذي يُعد مرحلة مختلفة تمامًا.
■ دعوة إلى وعي أكبر
واختتم مجاهد حديثه بالتأكيد على أهمية نشر الوعي النفسي الصحيح، والابتعاد عن الاستخدام العشوائي للتشخيصات التي قد تضر بالأفراد والعلاقات، مشيرًا إلى أن العلاج النفسي ليس وصمة، وإنما وسيلة لتحسين جودة الحياة.
