النيل24 – واشنطن العاصمة – الجمعة 23 مايو 2025
كشفت شبكة CNN في تحقيق خاص عن تفاصيل صادمة تتعلق بخلفية إلياس رودريغيز، المتهم بقتل موظفَين في السفارة الإسرائيلية بواشنطن، مشيرةً إلى تاريخه في النشاط السياسي المناهض للمؤسسات الأمريكية والإسرائيلية، ومواقفه المتطرفة من الحرب في غزة.
رودريغيز، البالغ من العمر 31 عاماً، من سكان مدينة شيكاغو، أُوقف مساء الأربعاء خارج متحف كابيتال اليهودي، بعدما أطلق النار على يارون ليشينسكي وسارة ميلغريم، وهما موظفان بالسفارة الإسرائيلية وكانا على وشك الخطوبة. ووفق شهود، صاح المشتبه به لحظة اعتقاله بـ”الحرية لفلسطين”.
دوافع شخصية وسياسية
ويظهر من مراجعة حساباته على مواقع التواصل وكتاباته السابقة أنه تأثر منذ الطفولة بالتدخلات العسكرية الأمريكية، لا سيما بعد إرسال والده، جندي في الحرس الوطني، إلى العراق عام 2006. في شهادة نُشرت على موقع GoFundMe عام 2017، وصف رودريغيز كيف أن هذه التجربة كانت بداية “صحوة سياسية” دفعته لمعارضة “حروب الإبادة الجماعية الإمبريالية”، على حد تعبيره.
وبحسب تحقيق CNN، فإن المشتبه به كان ناشطًا في عدة مجموعات يسارية في شيكاغو، وشارك في احتجاجات ضد العنف الشرطي، وضد توسّع شركة أمازون، كما أُدرج كعضو في حزب الاشتراكية والتحرير، وإن كانت جهات لاحقة نفت صلتها الحالية به.
رسائل تحريضية ومواقف متشددة
عقب الحادثة، ظهرت على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) رسالة نسبت إلى رودريغيز، تدعو إلى “العمل المسلح” كرد فعل على الحرب في غزة، وتصفه بأنه “التصرف العقلاني الوحيد” في ظل ما اعتبره الكاتب “تقاعسًا دوليًا عن وقف المجازر بحق الفلسطينيين”.
كما أعاد الحساب نشر منشورات سابقة دافعت عن العنف ضد إسرائيل، ووصف الدولة العبرية بـ”المستعمرة”، داعيًا إلى القضاء عليها. وتحقق السلطات الفيدرالية حاليًا في ما إذا كان رودريغيز هو من كتب هذه الرسائل، خصوصًا وأن توقيت نشرها جاء متزامنًا مع الهجوم.
حياة هادئة على السطح
وفي مفارقة لافتة، تحدث جيرانه في حي ألباني بارك بشيكاغو عن حياة هادئة كان يعيشها رودريغيز مع امرأة لم تُعرف هويتها. وقال أحدهم: “لم نتحدث يومًا في السياسة، وكان يبدو شخصًا ودودًا”.
وكان رودريغيز يعمل مؤخرًا أخصائيًا إداريًا في الجمعية الأمريكية لمعلومات طب العظام، التي أعربت عن صدمتها بعد إعلان اسمه كمشتبه به في الهجوم، مؤكدة تعاونها مع التحقيقات.
ردود فعل وتحقيقات جارية
قدمت السلطات الفيدرالية لائحة اتهام رسمية بحق رودريغيز، تشمل القتل العمد وتهمًا أخرى. ويُذكر أن المشتبه به قال خلال استجوابه إنه استلهم فعله من جندي أمريكي أضرم النار في نفسه أمام السفارة الإسرائيلية العام الماضي احتجاجًا على حرب غزة، واصفًا إياه بـ”الشهيد”.
وتواصل الشرطة الفيدرالية تحقيقاتها بشأن الحادث، وسط اهتمام إعلامي واسع، في ظل تزايد التوترات المرتبطة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتداعياته في الداخل الأمريكي.
النيل24 – قسم العالم