تشهد الساحة الدولية حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا لإحياء اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع تصاعد الضغوط على الأطراف المعنية للتوصل إلى حل دائم ينهي الصراع المستمر منذ أكثر من عام ونصف.
في خطوة مفاجئة، أعلنت حركة حماس عن إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي-الأمريكي إدن ألكسندر، المحتجز في غزة منذ أكثر من 19 شهرًا، كـ”بادرة حسن نية” تجاه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك قبيل زيارته المرتقبة إلى الشرق الأوسط. وقد تم تنسيق عملية الإفراج بالتعاون مع الصليب الأحمر والقوات الإسرائيلية، مما أعاد الأمل في استئناف محادثات الهدنة المتعثرة.
يأتي هذا التطور في ظل استمرار الخلافات بين إسرائيل وحماس حول شروط وقف إطلاق النار، حيث تصر إسرائيل على مواصلة العمليات العسكرية حتى يتم تحرير جميع الرهائن وتجريد غزة من السلاح، في حين تطالب حماس بوقف شامل للعمليات العسكرية وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.
في سياق متصل، يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته المرتقبة إلى السعودية وقطر والإمارات، إلى تعزيز الدور الأمريكي في المنطقة، وسط مخاوف إسرائيلية من تهميشها في القرارات الأمريكية الأخيرة، لا سيما فيما يتعلق بمفاوضات الرهائن والتقارب السعودي-الإسرائيلي.
يُذكر أن الصراع في غزة، الذي اندلع في أكتوبر 2023، أدى إلى مقتل أكثر من 52,800 فلسطيني و1,200 إسرائيلي، ونزوح نحو 1.9 مليون شخص، ما يفرض ضرورة ملحة للتوصل إلى اتفاق يضع حدًا للمعاناة الإنسانية المتفاقمة في القطاع.
وتبقى الآمال معقودة على أن تثمر هذه الجهود الدبلوماسية عن اتفاق دائم يعيد الاستقرار إلى المنطقة وينهي دوامة العنف المستمرة.