كشف الإعلامي عمرو أديب في برنامجه “الحكاية” على قناة MBC مصر، عن تفاصيل عملية سرية نفذتها إسرائيل لاستعادة أرشيف الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين من سوريا، والذي يضم حوالي 2500 وثيقة وصورة ومقتنيات شخصية. وأكد أديب أن العملية تمت بالتعاون مع جهاز مخابرات وصفه بـ”الشقيق”، مرجحًا أن يكون روسيا نظرًا لعلاقاتها القوية مع النظام السوري.
إيلي كوهين.. الجاسوس الذي اخترق الدولة السورية
وُلد إيلي كوهين في الإسكندرية عام 1924، وكان له دور في دعم الحركة الصهيونية من خلال أنشطة مشبوهة داخل مصر، منها التورط في حرق مصالح أمريكية بهدف إحداث فتنة. بعد اكتشاف أنشطته، فرّ إلى إسرائيل، حيث تم تجنيده من قبل الموساد للعمل كجاسوس في سوريا.
انتقل كوهين إلى الأرجنتين تحت غطاء رجل أعمال سوري باسم “كامل أمين ثابت”، وهناك أسس شبكة علاقات قوية مكّنته لاحقًا من السفر إلى سوريا عام 1961، حيث تمكّن من التوغل في دوائر الحكم ونسج علاقات مع مسؤولين بارزين في النظام.
كيف تم كشفه؟
كانت تحركات كوهين مراقبة من قبل المخابرات السورية، حيث تم رصد إشارات لاسلكية مشبوهة قادمة من حي السفارات في دمشق. بعد تحقيقات مكثفة، تم تحديد مصدر الإشارة ومعرفة موقعه، ما أدى إلى اعتقاله في يناير 1965. خضع كوهين لتحقيقات واسعة كشفت عن دوره في نقل معلومات استخباراتية حساسة إلى إسرائيل، وتم إعدامه في مايو من العام ذاته.
أهمية استعادة الأرشيف لإسرائيل
تولي إسرائيل أهمية كبيرة لاستعادة متعلقات وجثامين جواسيسها، ويأتي استرجاع أرشيف كوهين في هذا السياق. يتوقع مراقبون أن الوثائق التي تم استعادتها قد تحتوي على تفاصيل حساسة تتعلق بفترة نشاطه في سوريا، بالإضافة إلى معلومات استخباراتية لم تكن معروفة من قبل.
دلالات التعاون الاستخباراتي
يثير إعلان عمرو أديب عن تعاون جهاز مخابرات “شقيق” في استعادة الأرشيف تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين إسرائيل وروسيا، خاصة في ظل التقارب الروسي السوري. ويبدو أن التنسيق الاستخباراتي قد يكون جزءًا من ترتيبات إقليمية أوسع، مما يشير إلى تغيرات محتملة في خارطة التحالفات بالمنطقة.
من المتوقع أن تثير هذه العملية ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية، مع تساؤلات حول مدى اختراق إسرائيل للأمن السوري عبر سنوات طويلة.””