القاهرة – النيل24
كشفت تقارير إعلامية إسرائيلية عن حالة غضب وإحباط شديدين داخل الإدارة الأمريكية، عقب قيام الجيش الإسرائيلي باغتيال القيادي في حركة «حماس» رائد سعد في قطاع غزة، معتبرة أن العملية تمثل انتهاكًا صريحًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه بوساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وبحسب ما أوردته صحيفتا «يديعوت أحرونوت» والقناة الإخبارية 12 الإسرائيلية، فإن واشنطن وجهت رسائل «حادة وغير مسبوقة» إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عبّرت فيها عن رفضها الكامل للضربة، خاصة أنها نُفذت دون إخطار أو تنسيق مسبق مع الجانب الأمريكي.
غضب في محيط ترامب
وأفادت «يديعوت أحرونوت» أن محيط الرئيس ترامب لم يتعامل مع اغتيال رائد سعد باعتباره ردًا أمنيًا محدودًا، بل رآه خطوة سياسية موجهة للولايات المتحدة نفسها، وخرقًا متعمدًا لمسار التهدئة، مشيرة إلى أن عبارات غاضبة وغير دبلوماسية وُجهت لنتنياهو، بعضها نُقل إليه بشكل مباشر.
وأضافت الصحيفة أن تصريحات نتنياهو الأخيرة حول اتباع سياسة «حازمة ومستقلة» عززت شكوك البيت الأبيض بأن إسرائيل تتصرف بمعزل عن التفاهمات الأمريكية، في وقت تسعى فيه واشنطن للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة.
رسالة أمريكية شديدة اللهجة
من جهتها، أكدت القناة 12 أن مسؤولين أمريكيين كبارًا، من بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف، وصهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر، أعربوا عن إحباطهم الشديد من نتنياهو، معتبرين أن اغتيال سعد يهدد مصداقية الاتفاق برمته.
ونقلت القناة عن مسؤول أمريكي رفيع قوله إن رسالة البيت الأبيض إلى نتنياهو كانت واضحة:
«إذا أردتم تشويه صورتكم وعدم الالتزام بالاتفاقات فهذا شأنكم، لكننا لن نسمح بتشويه سمعة الرئيس ترامب الذي توسط في اتفاق غزة».
توتر متصاعد قبيل لقاء ترامب ونتنياهو
وأشارت التقارير إلى أن نتنياهو من المقرر أن يلتقي الرئيس ترامب في منتجع مارالاغو يوم 29 ديسمبر/كانون الأول، وسط أجواء توصف بأنها «باردة سياسيًا»، في ظل تصاعد الخلافات حول مستقبل غزة، وترتيبات ما بعد الحرب، ودور إسرائيل في المرحلة المقبلة.
وأكد مسؤولون أمريكيون أن إسرائيل هي الطرف الذي انتهك وقف إطلاق النار، في حين حاولت مصادر إسرائيلية التقليل من حدة الرسالة الأمريكية، زاعمة أن بعض الدول العربية فقط هي من اعتبرت العملية خرقًا للهدنة.
أزمة ثقة
وتعكس هذه التطورات، وفق مراقبين، أزمة ثقة متنامية بين إدارة ترامب وحكومة نتنياهو، في توقيت حساس سياسيًا وانتخابيًا، ما يضع العلاقة بين الطرفين أمام اختبار صعب، خاصة مع تضارب الطموحات الإقليمية والسياسية لكلا الجانبين.
