هل الصين وروسيا تسعيان للسيطرة على العملة الأمريكية «الاحتياطية» المسيطرة على العالم مستقبلًا؟.. هل الظروف مواتية لذلك؟ وإن كانت مواتية لذلك فهل هناك الإمكانية كبديل لها؟.. وهل- وهو الأهم- ستسمح أمريكا بذلك تاركة الحلبة لمنافسيه؟ وإذ كانت كل هذه الأسئلة مناط تنفيذ.. فما محل مصر منها وهذا ما يخصنا؟
أسئلة كثيرها وغيرها تتزاحم فى تقارير ترجع لعقد من الزمن، تبحث عن إجابة الخبراء السياسيين والاقتصاديين.. وتنتظر عما سيسفر عنه المستقبل القريب تترجمها حقائق لا مراء فيها.
فبادئ ذى بدء وإجابة لـ«هل» الأولى نراها وبقوة فى مطلع القرن الواحد والعشرين عندما عقدت روسيا مع الصين فى 2014 و2019 اتفاقى مقايضة، يتم بموجبهما السماح بالتعامل بعملتى البلدين فى الاتفاقات التجارية بينهما.
كما سبق أن تحدث عن ذلك مسئولو روسيا والإمارات فى العام نفسه، وسمعنا دعوات تكررت بخصوصها.. ووافق المركزى الروسى مؤخرًا على التعامل مع الجنيه المصرى بالمقابل مع الروبل الروسي.. إذن الأمر ليس وليد هذه الأشهر، فالأمر يسير فى صالح الصين خصوصًا، لطالما أدهش نموها الاقتصادى السريع الذى بدأ فى أواخر سبعينيات القرن الماضى المراقبين الدوليين، ولا سيما أنها لم تتأثّر بشكل عام بالأزمة المالية العالمية.. ما كان دفعًا لها لاتخاذ هذا السعي.
لمَ لا والصين غيرت خطاها بعد أن كانت تسير بتؤدة بعد الحرب العالمية الثانية.. وأصبحت تصارع خطاها وتسابق الزمن وتضارع أمريكا.. وهو ما ظهر فى تقرير صدر عن البنك الدولى لعام 2021، بأن الصين اقتربت من إنتاج خمس إجمالى الناتج العالمى وهو 17.7 تريليون دولار، بما يمثل نسبة 18.4% من 96.1 تريليون دولار وهو إجمالى الناتج العالمى..
كما نجحت فى 2016 أن تقنع صندوق النقد الدولى أن تجعل عملتها المحلية اليوان واحدة من العملات الدولية القابلة لتكون أحد مكونات الاحتياطى من النقد الأجنبى للدول. فهل هذا يكفى لتزاحم أمريكا الدولار؟ أرى أننا أمام دولة تعلم وتحسب خطاها لتضع قدمها فى سفينة وقيادة النظام النقدى والمالى العالمي.. وتطوى لها الظروف المواتية طيًا لتنقض على الفرصة.. فها هى أمريكا يتواصل تذبذب اقتصادها وتتفاقم مشكلاتها الداخلية بعد انزلاق قدميها فى حروب الاستنزاف يمنة ويسرة.. ويتضخم دولارها وتزداد ديونها على المستويين الداخلى والخارجي.
ورغم تقدم الصين ووصولها مكانة اقتصادية فى مقدمة الدول الاقتصادية إلا أن الصراع بين الصين وأمريكا على قيادة العالم اقتصاديًا، وهو صراع لا يخفى على أحد، يؤشر على أن اليوان الصينى أمامه وقت وتحديات ليست سهلة لمنافسة الدولار الأمريكى على مستوى العالم. وما زالت الإجابة عن (هل) وموقف مصر باقية.. فإجابتها فى قادم الأيام.
..وللحديث بقية