فى نهاية عام ٢٠١٩ حلّ على العالم فيروس حصد من الأرواح البشرية مئات الآلاف، وكان من بينهم أعزهم وأقربهم إلىّ أمى، رحمة الله عليها، وكذلك جارى الشاب الأشد.. فعلمت وقتها أن الاكتفاء الذاتى من المناعة هو الحصن الحصين للإنسان، وعدم وجود أمراض مزمنة (سكر وضغط وغيرهما) بمثابة كارت العبور من الإصابة بالفيروس اللعين، وعليه أخذت على نفسى عهدًا بأن أجتهد فى أن يتناول أبنائى كل ما يزيد من مناعتهم قدر الإمكان، ويبتعدوا وأبتعد عن كل ما يسبب ضغطًا كان أو سكرًا، إلا ما شاء الله طبعًا.. وبذلك لا نكون فريسة أو عرضة لأقل فيروسات كورونا، وهو فيروس البرد المعتاد. فالجسم المحصن بالمناعة ولديه اكتفاء ذاتى منها على استعداد لأى طارئ يدخل الجسم فى أى وقت كان، ويساعد على الاستشفاء السريع لأى عملية كانت.
وفى مطلع عام ٢٠٢٢ ظهرت بشائر الحرب الروسية – الأوكرانية، إلى أن وصلت بعد ذلك إلى حرب عالمية «معممة أو منتقبة».. وكانت من تبعاتها أن أوقفت خطة الصعود عندي، وضيقت الحال علىّ، وعطلت فكر المستقبل لدىّ، و.. و.. ولكن هيهات هيهات الاستسلام، لأنى علمت وقتها أيضًا أن الاكتفاء الذاتى من الاحتياطى المنزلى هو الحصن الحصين لبيتى، والاقتصاد فى المخزون عندى بمثابة كارت العبور من الأزمة: عالمية كانت أو محلية فلا فرق.. والاتفاق على الأولويات بينى وبين الزوجة يكون بقدر.. فهذا اليوم وذاك غدًا.. باعتبار الأولى والأصح.. وحتمًا لا مفر من معرفة شىء فى السباكة والكهرباء وغيرهما لتوفير نفقة استيراد صنايعى مستغل.
فالاكتفاء الذاتى فى متطلبات البيت، ومعرفة بعض من أمور البيت هو المناعة لهذه الظروف والمَصَد.. كتدوير الأشياء بشكل إيجابى من ملبس وطعام وأجهزة كانت، وعدم الإسراف هو فطرة الأسوياء، ذكرها الله فى كتابه الحكيم بأمر قال فيه: «كلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين»، وأكدها النبى بقوله «لا تسرف ولو كنت على نهر جارٍ».
إذن نحن أمام أزمتين إحداهما مناعية وأخرى اقتصادية، وبقراءة فى عمق الأزمتين أخرَجتُ من رحمهما حل كلتا الأزمتين، بعدما رأيت بينهما عاملًا مشتركًا، ألا وهو الاكتفاء الذاتي، بمعنى أن جسم الإنسان وجسم الاقتصاد المصرى يحتاجان إلى مناعة لكل منهما.. مناعة تقيهما النوازل المفاجئة والأزمات الطارئة.
نهاية.. هكذا الحال.. فمصر تحتاج للاكتفاء الذاتى لأنه المناعة والحل.. زراعة.. ثم صناعة ثم اختر بعد ذلك ما شئت.. فلا نوازل مفاجئة ولا أزمات دولارية طارئة.. ولا حتى غذائية وأحفورية فى البرد