جندي مجهول يحارب الجنود والمدنيين بالحروب لا يحمل رتبة عسكرية رغم كونه صاحب السلاح المسؤول عن حسم العديد من المعارك عبر التاريخ، فعلى مر العصور تزامن انتشار الأوبئة مع اندلاع الحروب، لتكون التهديد الأكبر للناجين من القصف ومدافع الدبابات.
مياه غير نظيفة
«إذا لم نموت من الحرب، فسوف نموت من الأكثر فتكا من النووي.. 5 أوبئة تهدد الناجين في غزة بسبب الحشرات والأمراض»، كلمات عكست يأس سكان غزة مع اشتداد الحرب بحسب شبكة تلفزيون «sbs» الأسترالية، لافتة إلى أن سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يقومون بتقنين الطعام وشرب المياه التي وصفتها بـ «القذرة».
مجاعة منتشرة في غزة
سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، قالت إن المجاعة «منتشرة» بين ملايين الفلسطينيين، فيما أكدت منظمة الأمم المتحدة أن 60 % من السكان فروا من منازلهم، بحسب الشبكة الأسترالية.
حرب غزة اصابت الأطفال بتبول لا ارداي وفزع بالليل
شهادة السيدة تحرير بطش التي تقيم في أحد الملاجئ في جنوب غزة مع أطفالها الستة، تؤكد أن رغبتها في تحقيق ملاذ آمن لأطفالها لم يتحقق فلا مكان آمن في غزة، «الأطفال يعانون كثيرا يصرخون طوال الليل وأصبح لديهم تبول لا فارداي بعد عدوان قوات الاحتلال على غزة، ولا يوجد وقت ولا مياه نظيفة لتنظيفهم كلهم، لذا فالمكان غير نظيف أو آمن للأطفال، فإذا لم نمت من القصف سنموت من الأوبئة والأمراض»، وفقا لما ذكرته شبكة تلفزيون «sbs» الأسترالية.
وبحسب منظمة صحة المحاربين القدامى فإن عددا من الأوبئة ترتبط بقيام الحروب على مر العقود الماضية، ويمتد فترة الإصابة بين الجنود لمدة عام بعد انتهاء الحرب بنسبة 10 % بسبب طول فترة حضانة الأمراض ومنها:
الملاريا
الملاريا مرض معد يسببه طفيلي ينتقل عن طريق البعوض، تشمل الأعراض القشعريرة والحمى والتعرق.
داء البروسيلات
وهو مرض بكتيري له أعراض مثل التعرق الغزير وآلام المفاصل والعضلات، وقد يكون المرض مزمنا ويستمر لسنوات.
العطيفة الصائمية
العطيفة الصائمية نوع من البكتيريا، وأعراض المرض تتضمن الشعور بآلام البطن والإسهال والحمى.
الكوكسيلا بورنيتي «حمى كيو»
وهو مرض بكتيري له أعراض مثل الحمى والصداع الشديد ومشاكل في الجهاز الهضمي مثل الغثيان والإسهال، وفي الحالات المزمنة قد يسبب المرض التهابا في القلب.
السل الفطري
مرض يصيب الرئتين ويسبب أعراضا مثل ألم الصدر والسعال المستمر (الدموي أحيانا) وفقدان الوزن والحمى.
السالمونيلا غير التيفية
وأعراض المرض تتضمن الشعور بالغثيان والقيء والإسهال.
الشيغيلة
وأعراض المرض تتضمن الشعور بالحمى والغثيان والقيء والإسهال.
داء الليشمانيات الحشوي
مرض طفيلي يشعر المصاب به بأعراض مثل الحمى وفقدان الوزن وتضخم الطحال والكبد وفقر الدم.
فيروس غرب النيل
مرض ينتشر عن طريق البعوض، ويشعر المريض بأعراض مثل الحمى والصداع وألم العضلات أو ضعفها والغثيان والقيء.
الأوبئة تقرر مصير الحروب
وعلى مر العصور، أدت الأوبئة في زمن الحرب إلى انخفاض كبير في القوة القتالية للجيوش، وتسببت في تعليق وإلغاء العمليات العسكرية، وألحقت الدمار بالسكان المدنيين في الدول المتحاربة وغير المتحاربة على حد سواء، وفقا للدكتور علي يونس أستاذ علم الحشرات بكلية العلوم جامعة القاهرة.
الأوبئة سلاح أكثر فتقا من النووي
وحتى الحرب العالمية الأولى والثانية وقبل استخدام الأسلحة النووية، كانت الأمراض المعدية، وليس إصابات المعارك، هي الأسباب الرئيسية للوفيات بين الجنود، وكذلك بين السكان المدنيين المتضررين، بحسب ما أكد «يونس» في حديثه لـ «الوطن».
5 أوبئة تنتقل عبر الحشرات في الحروب
فمن بين أوبئة الحرب، 5 أوبئة تنتقل عبر الحشرات تهدد الناجيين في غزة، وهي أمراض: الطاعون، والحمى الصفراء، والملاريا، وحمى التيفوس المنقولة بالقمل، والحمى الناكسة المنقولة أيضا بالقمل، بحسب أستاذ علم الحشرات، لافتا إلى أن التقدم في النظافة العسكرية وتدابير مكافحة الأمراض مثل التطعيم والوقاية الكيميائية والعلاج بالمضادات الحيوية، والحماية الشخصية، وتدابير المكافحة ضد ناقلات الأمراض داخل الجيوش، كان له الأثر في انخفاض حالات الإصابة بالأمراض المعدية بين الجنود.
انتشار الأوبئة بين المدنيين في حرب غزة
وأضاف «يونس»، أنه لاتزال الخطورة من انتشار مثل هذه الأمراض بين المدنيين تشكل خطورة كبيرة على أهالي فلسطين، خاصة مع تدمير البنية التحتية وتعطيل الحياة الطبيعية للمواطنين وحركة السكان وتدمير خزانات المياه وتواجد الآلاف من السكان المدنيين في أماكن مكتظة عالية الكثافة وانعدام طرق مكافحة الحشرات، والذي سيلقي بظله على ظهور الأمراض والأوبئة التي من المتوقع أن تقضي على آلالاف من السكان المدنيين وقد تنتقل هذه الأوبئة أيضا إلى بلاد مجاورة.