يعتصر القلب من الألم، ولا تتوقف العين عن نزيف الدموع، فلا يمكن أن يتخيل حياته من دون الفقيد، هكذا يفكر، وهكذا تجول الأفكار في رأسه، فالألم، والحزن، يوقف قلبه، وتنتهي حياته باللحاق بمن أحبه، وخلال الأيام الأولى من عام 2023، لم يتحمل العديد من الأشقاء والآباء فراق ذويهم، وتوفوا بسبب الحزن عليهم.
«نصرة» ماتت ولحقت بها شقيقتها
يوم الثالث من يناير الجاري، وفي مدينة المحلة الكبرى بالغربية، لحقت «هانم» الأخت الكبرى، بشقيقتها «نصرة» الصغرى، بعد قضائها عدة أيام معها في المستشفى، حيث كانت تعاني الأخيرة من سرطان الرحم منذ فترة طويلة، كما خضعت للعديد من جلسات الكيماوي.
وخلال الأيام الماضية تدهورت حالتها الصحية، ولفظت أنفاسها الأخيرة، وبعد ساعات من وفاتها، لحقت بها شقيقتها، التي ظلت بجوارها تلبي طلباتها وحاجاتها، فكانت بمثابة الأب والأم، بعد وفاة والدها ووالدتها، بحسب حديث «أم ملك»، إحدى جيران شقيقتي المحلة، لـ«الوطن».
وشييع جثماني الشقيقتين، وسط حالة من الحزن الشديد، في مشهد جنائزي مهيب، بمنطقة محلة البرج بمدينة المحلة الكبرى.
مدرب بلدية المحلة يتوفى حزنًا على رحيل ابنه
ليلة أمس، في المحلة الكبرى، أيضًا، توفى المهندس محمد أبو بكر، وشهرته «الكابتن بكر»، ويعمل مدربًا سابقًا لكرة قدم بنادي بلدية المحلة الكبرى، حيث أصيب بجلطة في المخ حزنًا على وفاة ابنه، الذي رحل بعد صراع مع المرض، ليرحل الآخر بعده، من شدة الحزن.
كان الابن، يعاني من التهاب رئوي حاد، وحجز بالعناية المركزة في مستشفى طنطا الجامعي، وظل أيام، حتى توفي، وفقًا لحديث محمد منتصر، أحد أقارب المتوفى لـ«الوطن»، مُؤكدًا أن الوالد تعرض لأزمة صحية شديدة بسبب الحزن، ونقل إلى المستشفى، ثم خرج لإصراره على حضور جنازة فلذة كبده وتلقى العزاء، وبعد يومين، أصيب بجلطة في المخ وفارق على إثرها الحياة.
«محمود» لحق بوالدته بعد وفاتها.. توقفت كليتاه
من المحلة الكبرى إلى دمنهور بمحافظة البحيرة، توفى محمود البشلاوي، يبلغ من العمر 21 عامًا، من محافظة البحيرة، حزنًا على والدته، فكان يعاني من فشل كلوي أدى إلى زرع كلى، وبعد وفاة والدته، لم تستجب كليته نتيجة الحزن الشديد، وتوقفت كليته عن العمل،.
ويحكي محمد أحمد، صديق وابن عم الراحل لـ«الوطن»: «لما زرعنا كلى نتيجة إن الكليتين وقفوا، كان الحال تمام الحمد لله، وبعد وفاة والدته الجسم رفض الكلى اللي شغالة ومستحملش، حاولنا معاه بكل الطرق، ودخل العناية المركزة، وحاولنا بصدمات كهرباء، بس للأسف توفى».
«فرويز»: الحزن الشديد يؤدي لجلطات قلبية أو مخية
تحدث الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، عن الوفاة بسبب الحزن، مؤكدا أن الحزن البالغ يؤدي إلى إرتفاع نسبة إفراز هرمون «النورأدرينالين» بالجسد، وهو ما يزيد في انقباض الأوعية الدموية داخل الجسم والمخ والقلب، ويؤدي إلى ارتفاع شديد في ضغط الدم، ما ينتج عنه الإصابة بجلطات قلبية أو مخية، ومن ثم الوفاة.
وشدد استشاري الطب النفسي عبر «الوطن»، على أن عدم التعامل مع الحزن بالطريقة المناسبة، يؤدي إلى تغييرات كيميائية بالمخ، ويجب التعامل مع الحزن بالطريقة المناسبة، والعودة إلى التقرب من الأصدقاء والعائلة وممارسة العمل.