اعتاد الشاب يوسف بن طارق على التواجد في قلب الشارع ورؤية وجوه الناس باستمرار، يرى منهم من يسير في طريقه ولكن يغلبه الحزن وآخرين من كبار السن الذين يسعون إلى جلب لقمة العيش منذ بداية اليوم ولفتوا انتباهه إلى حد كبير، وهو ما دفع صاحب الـ22 عامًا إلى التفكير في محاولة إضفاء البهجة على قلوبهم، إذ قرر شراء بعض منتجات الحلوى الصغيرة ثم لصق عليها ورقة ودوَّن عليها كلمات مختلفة مثل: «اضحك، اتبسط محدش واخد منها حاجة، ربك هيعدلها.. متقلقش».
ولم يقتصر يوسف على تنفيذ الفكرة بمفرده فقط، حيث شجَّع اثنان من زملائه في كلية التجارة جامعة عين شمس على خوض التجربة معه، وبدأوا في الانتشار بالشوارع وتوزيع الحلوى مُلصق عليها إحدى رسائل الدعم، حتى لاقوا ردود فعل مبهجة ممن تلقوا الهدية: «أكتر حاجة بتبسطني إن أشوف حد سرحان ومهموم وياخد الهدية البسيطة ويضحكلنا»، وذلك حسبما قال بن طارق خلال حديثه لـ«الوطن»: «الناس بتفضل تدعيلنا وبيقولونا منوقفش الفكرة».
توزيع بطاطين على المحتاجين بالإسكندرية
الفرحة العارمة التي يراها الشباب في الشارع دفعت الفريق إلى محاولة تطويرها والتنوع في الهدايا، لذا فكروا في شراء بطاطين وتوزيعها على المحتاجين في محافظة الإسكندرية: «فكرنا نشتري حاجة تنفع الناس في الجو البرد، لمينا فلوس من بعض وجبنا بطاطين»، ولكن يشعر الشباب ببعض الضيق أحيانًا لعدم قدرتهم على شراء الكثير من الهدايا: «إحنا لسه بندرس، مش معانا ميزانية كبيرة بس بنعمل اللي نقدر عليه»، ولكن ما يفعلونه من خير يعود إليهم من الله ويشعرون بالرضا والسعادة، وذلك وفقًا لما قاله عبد الرحمن عقل، أحد المشاركين في الفكرة.
الانتشار في أماكن كثيرة
ويحرص الفريق في الانتشار بأماكن متعددة من حي الجيزة، خاصة الأحياء التي يتواجد بها كبار السن الذين يستيقظون من الصباح الباكر لجلب لقمة عيشهم بالحلال: «بنحب نشوف ضحكة الناس الكبيرة الشقيانة علشان بتدينا أمل نكمل في حياتنا»، كما يطمح «يوسف» في توزيع العديد من الهدايا على الكثير من الناس في محافظات متعددة: «نفسي نسافر وننفذ الفكرة في أماكن تانية ونشوف انبساط الناس في كل حتة»، كما نصح الشباب في محاولة تنفيذ فكرته أيضًا: «نفسي كل الشباب تنزل تعمل الخير ده مش هياخد منهم حاجة وكمان هيحسوا بفرحة مش طبيعية».