شهد الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم، إطلاق ثاني فعاليات الحوار المجتمعي، حول الخطة الاستراتيجية لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني للأعوام من «2024-2029»، وذلك بمحافظة الأقصر بالتعاون مع منظمة يونسيف مصر، وذلك بمشاركة واسعة لكافة الأطراف ذات الصلة بالعملية التعليمية.
وفي مستهل كلمته، رحّب الدكتور رضا حجازي بكافة المشاركين في فعاليات الحوار المجتمعي الثاني، معربًا عن سعادته وتقديره بمشاركتهم البناءة، مؤكدًا أنه سيتم تنظيم فعاليات الحوار المجتمعي في محافظة الإسكندرية، للخروج بتوصيات متكاملة بمشاركة كافة الأطراف ذات الصلة والخبراء.
وقال الدكتور رضا حجازي، إننا في ضوء الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، سننتقل من اليقين إلى اللا يقين، وسيتغير شكل الوظائف، لذا كان يجب تغيير نظام التعليم؛ لإعداد طالب لديه عقلية ومهارات وأدوات وشخصية وتعلم مدى الحياة؛ ليستطيع أن يتكيف ويحصل على فرص عمل مناسبة.
وأشار الوزير إلى أن التغيير يجب أن يشمل أيضًا المعلم والمتعلم والمنهج والإدارة والامتحانات، موضحًا أن التعليم مر بمراحل، حيث تمثلت المرحلة الأولى في 1.0 وهي مرحلة حفظ وتذكر المعلومات، تلتها مرحلة 2.0 والتي دخل فيها استخدام الإنترنت والتكنولوجيا، وفي مرحلة 3.0 تضاعفت المعرفة ولكن كان لابد أن يعد نظام التعليم الطالب لإنتاج المعرفة، لذا جاءت المرحلة الرابعة 4.0 وهي التعليم المنتج للمعرفة، ثم تأتي المرحلة الخامسة وهي مرحلة التعليم المنتج للإبداع لذا يجب الاهتمام بالأنشطة ومشروعات الكابستون وإعطاء الطالب المفاهيم الأساسية ويقوم هو بالربط بينها، مؤكدًا أنسنة التعليم حيث إن التكنولوجيا لن تكون أبدًا بديلًا للمعلم.
تطوير نظام التعليم يستهدف إعداد طالب لديه عقلية ومهارات وأدوات وشخصية
وتابع الوزير في هذا الإطار أن الدولة المصرية تحرص على رعاية النبوغ والتفوق لذا تم إنشاء مدرسة العباقرة لتضم أصل الطلاب الأوائل من كل مدرسة «STEM» على مستوى الجمهورية بعد إجراء اختبارات قدرات لهم، موضحًا أن هذه المدرسة سيتم ربطها من خلال توأمة بجامعات مصرية وجامعات أجنبية.
وتابع الوزير أن كل ذلك استوجب تغيير خطة التعليم والمناهج وإكساب المعلمين مهارات بحيث تكون هناك آلية واضحة وقوية لانتقاء الأكفأ من المعلمين الجدد، إذ أنه لا تطوير دون الارتقاء بأداء المعلم.
وأضاف الوزير أن الخطة الاستراتيجية الجديدة جرى إعدادها بحرفية بالغة والتعاون مع «يونسيف»، إذ جرى تحليل قطاع قوي خلال العامين الماضيين وجرى احتساب الفجوة التمويلية، موضحًا أن لقاء اليوم تكمن أهميته في إشراك المجتمع في التخطيط ليعلموا بالأهداف وتتولد لديهم الرقابة الذاتية التي هي أفضل من الرقابة الخارجية وبذلك يصبحوا جزءًا من عملية التطوير.
واستعرض الوزير أهمية انضمام مصر للشراكة العالمية للتعليم Global Partnership For Education، مشيرًا إلى أنها أحد المكاسب لدعم وزارة التربية والتعليم.
وأكد الوزير أن عضوية مصر في الشراكة العالمية للتعليم جرى وضعها على أساس خطط ممنهجة بدقة وتحليل منظبط ومنهجية تعتمد على عدة خطوات حددتها خارطة طريق علمية والتي بدأت بمراجعة الخطط الاستراتيجية السابقة للتعليم بالتعاون ودعم منظمة يونيسيف مصر.
وأشار الوزير إلى أن الخطة الاستراتيجية لتطوير التعليم والتعليم الفني تستهدف رسم خارطة طريق بما يعظم الاستفادة من جميع مقومات وموارد الدولة متمثلة في وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، مشيرًا إلى أنها خطة مستقبلية لمواجهة التحديات المستمرة من خلال رؤية واضحة للإصلاح ووضع محاور أساسية وأولويات محددة، كما تظهر الخطة أجندة إصلاح التعليم الوطنية لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني «مشروع إصلاح التعليم المصري»، بجانب مواكبة التطورات العالمية ودمج المواثيق الدولية بالإضافة إلى الربط والتكامل مع التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ووصول الجميع إلى تعليم وتدريب عالي الجودة، وتوفر المهارات اللازمة لمستقبل مستدام.
إعداد الخطة الاستراتيجية بحرفية بالغة بالتعاون مع «يونسيف» مصر
كما عرض الوزير محاور استراتيجية التربية والتعليم والتعليم الفني التي تتضمن الإتاحة الشاملة والعادلة في التعليم لجميع الفئات، والجودة والتميز في التعليم وفقا للمعايير العالمية، والاستدامة والتعلم مدى الحياة.
وأشار الوزير إلى أولويات الخطة الاستراتيجية والتي تتضمن الإنصاف والشمول، والوصول والمشاركة، وجودة التعليم والتدريس، والحوكمة والإدارة، والتحول الرقمي والابتكار والتعليم الأخضر، لافتا إلى أن مصر من الدول القليلة التي استأنفت العملية التعليمية خلال تداعيات كورونا نظرًا لامتلاكها بنية تحتية قوية.
وتحدث الوزير حول أهمية الإتاحة والجودة والحوكمة والتكنولوجيا، موضحًا أنه جرى إعداد هذه الخطة الاستراتيجية وتحليل القطاع بطريقة مهنية ونتج عن ذلك استكمال الخطة التنفيذية.
وأشار الوزير إلى أن رؤية الوزارة للتعليم تتمحور حول طالب معتز بذاته وفخور ببلاده ويقبل التعددية وقادر على التنافسية، على أن يشمل كل الفئات، ومنهم الطفل والمرأة وذوي الهمم، فضلًا عن الاهتمام بالقيم واحترام الآخر، موضحًا أنه في هذا الاطار أضافت الوزارة بعض الأنشطة داخل منهج «اكتشف» بداية من المرحلة الابتدائية تتضمن تعريف الطلاب بمبادئ اللغة المصرية القديمة «الهيروغليفية» بهدف تعزيز نشر ثقافة التعرف على الحضارة المصرية القديمة.
كما أكد الوزير، الاهتمام بذوي الهمم لذا تم تزويد كتاب قيم واحترام الآخر بحوالي 22 إشارة الأكثر استخدامًا للتعامل مع الصم وضعاف السمع.
ومن جهته، وجه محمد عبد القادر نائب محافظ الأقصر الشكر للدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم على جهوده لتطوير أحد أهم المحاور التي تهم المواطن، مشيرًا إلى أن محافظة الأقصر قطعت شوطا كبيرا خلال الثلاث سنوات الماضية في مجال التربية والتعليم والتعليم الفني، وكذلك التعليم الجامعي.
وأشار نائب المحافظ إلى أنه تم عدة افتتاحات لعدد من المدارس في المحافظة، سواء في التعليم العام أو التعليم الفني، مؤكدا أن الكثافة في الفصول بالمحافظة مناسبة ولا تمثل مشكلة، إذ أنه لا يتعدى عدد الطلاب داخل الفصل 30 طالبا، وذلك بفضل مجهود وزارة التربية والتعليم والقائمين عليها في المحافظة.
وفي كلمته نيابة عن جيرمي هوبكنز ممثل منظمة يونسيف مصر، وجه شيراز شاكرا رئيس قسم التعليم بمنظمة يونيسيف مصر، الشكر للدكتور رضا حجازي على قيادته ورؤيته والتزامه نحو تعليم كل الأطفال المصريين، موجها الشكر للشركاء من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي «GIZ» لرعاية فعاليات اليوم، ومحافظة الأقصر لاستضافتها لهذا الحدث.