كشفت السفيرة سها جندي وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، عن جهود مكافحة الهجرة غير الشرعية وتوفير البدائل الإيجابية، مشيرة إلى المبادرة الرئاسية «مراكب النجاة»، بجانب تأهيل وتدريب الشباب خاصة من المحافظات الأكثر تصديرا للهجرة وفقا لاحتياجات سوق العمل الأوروبية والمحلية، وتوفير حياة كريمة للمواطنين، بجانب دعم المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لتطوير الريف المصري، من خلال الترويج عن طريق الحملات الإعلامية، والتواصل مع رموز الجاليات بدول المهجر ترويجا لأهدافها وجمع التبرعات النقدية والعينية والتي شارك فيها المهاجرون بالولايات المتحدة وكندا، حيث تم إطلاق حملة تبرعات من المصريين المقيمين بأمريكا جمعت أكثر من 6 ملايين جنيه مساهمات من أبناء مصر الأوفياء بالولايات المتحدة الأمريكية لصالح مشروع حياة كريمة وتحسين جودة الحياة للمواطن المصري بالمناطق الأكثر احتياجا.
حملة تبرعات بين المصريين المقيمين في أمريكا جمعت أكثر من 6 ملايين جنيه
وتناولت وزيرة الهجرة، خلال لقائها بدفعة الدبلوماسيين الجدد، بمقر المعهد الدبلوماسي، جهود توفير برامج تدريبية مكثفة بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية المحلية والدولية ومن بينها المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج من منطلق كون مصر شريك أساسي لألمانيا، وتوفير خدمات: التأهيل الوظيفي، دورات تدريبية، وتقديم مهارات مؤهلة لسوق العمل، دورات حول كيفية بداية مشروع خاص، بجانب تقديم الاستشارات اللازمة لهم وتدريبهم على اللغة والثقافة الألمانية لمواءمة متطلبات سوق العمل الألماني، كذلك تنفيذ برنامج “من أجل مقاربة شاملة لحوكمة هجرة اليد العاملة وتنقل العمال في شمال أفريقيا (THAMM).
وأوضحت وزيرة الهجرة أن هذه التجربة الناجحة باتت العديد من الدول تطالب بمحاكاتها من خلال مشروعات مثيلة مع مصر، بحيث يمكن للمجتمعات الغربية والأوروبية الاستفادة من العمالة المدربة، للتغلب على ارتفاع نسبة الشيخوخة في عدد من المجتمعات الغربية، ما يجعل تلك المجتمعات في حاجة مستمرة للعمالة؛ حيث يعتبرون مصر من أفضل الدول المصدرة للعمالة، وهو ما تحرص وزارة الهجرة عليه لتوفير فرص عمل عادلة وآمنة للشباب في العديد من الدول، مشيرة إلى قصص النجاح في المركز المصري الألماني للتوظيف والهجرة، ومختلف الأنشطة والتدريبات، وهو ما يتم بالتعاون ما بين وزارة الهجرة والحكومة الألمانية، وتعمل وزارة الهجرة حاليا على توسعة التجربة لتشمل التعاون مع دول أخرى، وتغطية احتياجات الأسواق التي تسعي لاجتذاب العمالة المصرية الماهرة والمدربة.
كما أشارت إلى جهود ربط أبناء الجيلين الثاني والثالث بالوطن، حيث نظمت الوزارة أكثر من 25 ملتقى وتنظيم زيارة لمختلف المشروعات القومية وما تقوم به مصر من مشروعات قومية كبرى ونهضة حقيقية في مختلف المجالات، وكذلك نظمنا المبادرة الرئاسية «اتكلم عربي» في مرحلتيها الأولى والثانية، والتي حملت عنوان «جذورنا المصرية» بتعريف أبنائنا بالخارج بحضارتنا وتاريخنا وعراقة هذا الوطن منذ فجر التاريخ، ليحكي عن بلده بفخر واعتزاز، انطلاقَا من تعريفه بما تضمه مصر من حضارات تعايشت على أرضها، ومعالم بارزة منذ آلاف السنين وغيرها من التراث المصري الأصيل الذي لا يقدر بثمن.
وأكدت «جندي» جهود دعم الشباب من الجيل الثاني والثالث، وتوفير فعاليات تدريبية لتعريفهم بقضايا الأمن القومي، وما تقوم به مصر من جهود ضخمة في البنية التحتية، بجانب زيارة المعالم الدينية مثل الأزهر الشريف والكنيسة المصرية وغيرهم، مشيرة إلى مشاركة الوزارة في ملتقى لوجوس الثالث للشباب الأقباط في الخارج، والذي عقد في مصر من 20 إلى 27 أغسطس 2022، تحت رعاية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والذي حظي لأول مرة بلقاء مجموعة الشباب مع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، في مقر المجلس بمدينة العلمين، وبحضور قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
وتحدثت السفيرة سها جندي، عن الدور المصري في أفريقيا، لنصبح نافذة العالم على ما تمتاز به القارة السمراء، مشيرة إلى اتفاقية التجارة الحرة مع أفريقيا، واتفاقية الكوميسا، وفتح الباب للتبادل التجاري والثقافي بين مصر والأشقاء في أفريقيا، ضمن أجندة أفريقيا 2063، لتعظيم الاستفادة المتبادلة وتحقيق المنافع لمصر والأشقاء، على حد سواء.
توفير فعاليات تدريبية لتعريفهم بقضايا الأمن القومي
وأشادت وزيرة الهجرة بجهود الدولة المصرية في تمكين المرأة حيث تعد الدفعة الحديثة من الملحقين الدبلوماسيين بالمعهد الدبلوماسي 55، هي الدفعة التي تضم عددًا أكبر من الفتيات، وذلك يحدث لأول مرة، مؤكدة أن مصر حريصة على منح الفتيات والسيدات الفرصة في المناصب والمحافل، سواء في الوزارات أو التمثيل البرلماني أو النيابة والقضاء وغيرهم من المجالات البارزة، لتؤكد الجمهورية الجديدة على قيم المساواة، معربة عن سعادتها للنقاش مع الدبلوماسيين الجدد المشاركين بأحلامهم وطموحاتهم، ولاختيارها لافتتاح سلسلة المحاضرات التي يحاضر فيها السادة الوزراء، ضمن برنامج التدريب للملحقين الدبلوماسيين، والتي تضم لأول مرة ملحقًا دبلوماسيًا، «علي عشماوي»، من أبناء مركز وزارة الهجرة للحوار ميدسي، والذي أطلقته الوزارة ليكون مظلة تضم أبناءنا الدارسين في أعرق جامعات العالم، معربة عن تهنئتها له، كونه أول منضم للخارجية المصرية من أبناء المركز، بعد نجاحه في اجتياز الاختبارات المقررة.
وحول هجرة العقول، ردت السفيرة سها جندي، أن التجربة تؤكد أن الهجرة دائما لها جوانب إيجابية أكبر، سواء في التحويلات وإنعاش الاقتصاد، أو في اكتساب المعارف ونقل الخبرات وتوطين الصناعات في مصر وغيرها من النتائج ولذلك فنحن لا نمانع في الهجرة الآمنة، ومصر منذ القدم دولة مستقبلة ومصدرة للهجرة، ونعتبر الهجرة حقا لأي مواطن، وفي الخارج لدينا خبرات في مختلف المجالات، لا يتأخرون لحظة عن تلبية نداء الوطن وتبادل الخبرات مع العلماء والخبراء المصريين بالداخل.
وفي ختام اللقاء، أكدت وزيرة الهجرة للملحقين الدبلوماسيين أن مصر دولة عظيمة دبلوماسيا، ولها تاريخ مشرف، إذ تعد من أكبر الدول المؤثرة في صناعة القرار العالمي، وأنه ينبغي أن تنبع شخصياتهم من هذه الحضارة والتاريخ، وأن بلدنا لها قوة وريادة مستحقة، ونسعى على كل المحاور لإعادة هذه الريادة، رغم الكوارث العالمية والأزمات المتلاحقة، ومن بينها الأزمة الاقتصادية وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.